هل في القرآن ما يعلم الفتن؟
سؤال_جواب
السؤال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): " لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها، فإن فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ" (المصدر:الكافي، ج5،ص 516). هل هذا الحديث دقيق؟ وهل في القرآن ما يعلم الفتن؟
عدد الزوار: 127
السؤال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): " لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها، فإن فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ" (المصدر:الكافي، ج5،ص 516). هل هذا الحديث دقيق؟ وهل في القرآن ما يعلم الفتن؟
الإجابة: هذه الرواية وردت في الكافي للشيخ الكليني بهذا السند: عدة من أصحابنا، عن سهيل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): "لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها فإن فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ".
- الحديث مرفوع والحديث المرفوع هو: ما كانت الواسطة بين الراوي وبين الإمام ساقطة ويعقوب بن سالم من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) والمدة الزمنية الفاصلة بينه وبين الإمام علي تقتضي وجود وسائط لم يرد ذكر اسمها في الرواية.
كما أن في الحديث سهل بن زياد ويوجد نقاش بين العلماء في وثاقته أو عدم وثاقته وهذا ما يضعف الاعتماد على هذه الرواية.
ولكن ورد في رواية أخرى مضموناً مشابهاً لهذا وهي رواية عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْن ِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيه عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنِ السَّكُونِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَأَنَا مَغْمُومٌ مَكْرُوبٌ، فَقَالَ لِي: يَا سَكُونِيُّ مِمَّا غَمُّكَ؟ قُلْتُ وُلِدَتْ لِي ابْنَةٌ. فَقَالَ يَا سَكُونِيُّ: عَلَى الْأَرْضِ ثِقْلُهَا وَعَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا تَعِيشُ فِي غَيْرِ أَجَلِكَ وَتَأْكُلُ مِنْ غَيْرِ رِزْقِكَ فَسَرَّى وَاللَّهِ عَنِّي. فَقَالَ لِي: مَا سَمَّيْتَهَا؟ قُلْتُ فَاطِمَةَ. قَالَ: آهِ ... آهِ ...، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَراً أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهُ، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُعَلِّمَهُ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُطَهِّرَهُ، وَيُعَلِّمَهُ السِّبَاحَةَ. وَإِذَا كَانَتْ أُنْثَى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا، وَيُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ، وَلَا يُعَلِّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ، وَلَا يُنْزِلَهَا الْغُرَفَ وَيُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، أَمَّا إِذَا سَمَّيْتَهَا فَاطِمَةَ فَلَا تَسُبَّهَا وَلَا تَلْعَنْهَا وَلَا تَضْرِبْهَا ﴾.
وهذه الرواية أقوى من حيث السند من الرواية الأولى وورد فيها بوضوح النهي عن تعليم سورة يوسف للبنات. هذا من ناحية الشق الأول من سؤالكم.
وأما الشق الثاني من السؤال وأن القرآن هل يحتوي على الفتن فالجواب:
لا شك في أن القرآن كتاب نور وهداية من أوله إلى آخره، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن القرآن أخبرنا عن وجود المحكم والمتشابه وأخبرنا أن المتشابه يتبعه الذين في قلوبهم مرض ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وهذا لا يعني أن في القرآن فتنة أو نحو ذلك، فقال تعالى:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (سورة آل عمران، الآية:7)
إذا المشكلة بمن يكون في قلبه مرض، وعليه يكون النهي هو الأجل التوقي من الانحراف الذي قد يحصل لدى الفتاة إذا تعلمت السورة وكانت ضعيفة الإيمان غير قوية الإرادة والمعرفة.
مضافاً إلى أن تعليم كل ما يوجب أو يستلزم الانحراف لأسباب خارجة عن طبيعة ما تعلمه والمرتبطة بظروف محيطة مؤدية إلى الانحراف حرام وهذا لا يعني أن العلم حرام أو المضمون حرام.
كما في بعض المطالب الفلسفية او الاعتقادية التي قد تستلزم الانحراف لبعض من يتعلّمها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
- سماحة السيد علي الموسوي -
2016-05-10
الإجابة: هذه الرواية وردت في الكافي للشيخ الكليني بهذا السند: عدة من أصحابنا، عن سهيل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): "لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها فإن فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ".
- الحديث مرفوع والحديث المرفوع هو: ما كانت الواسطة بين الراوي وبين الإمام ساقطة ويعقوب بن سالم من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) والمدة الزمنية الفاصلة بينه وبين الإمام علي تقتضي وجود وسائط لم يرد ذكر اسمها في الرواية.
كما أن في الحديث سهل بن زياد ويوجد نقاش بين العلماء في وثاقته أو عدم وثاقته وهذا ما يضعف الاعتماد على هذه الرواية.
ولكن ورد في رواية أخرى مضموناً مشابهاً لهذا وهي رواية عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْن ِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيه عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنِ السَّكُونِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَأَنَا مَغْمُومٌ مَكْرُوبٌ، فَقَالَ لِي: يَا سَكُونِيُّ مِمَّا غَمُّكَ؟ قُلْتُ وُلِدَتْ لِي ابْنَةٌ. فَقَالَ يَا سَكُونِيُّ: عَلَى الْأَرْضِ ثِقْلُهَا وَعَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا تَعِيشُ فِي غَيْرِ أَجَلِكَ وَتَأْكُلُ مِنْ غَيْرِ رِزْقِكَ فَسَرَّى وَاللَّهِ عَنِّي. فَقَالَ لِي: مَا سَمَّيْتَهَا؟ قُلْتُ فَاطِمَةَ. قَالَ: آهِ ... آهِ ...، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَراً أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهُ، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُعَلِّمَهُ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُطَهِّرَهُ، وَيُعَلِّمَهُ السِّبَاحَةَ. وَإِذَا كَانَتْ أُنْثَى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا، وَيُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ، وَلَا يُعَلِّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ، وَلَا يُنْزِلَهَا الْغُرَفَ وَيُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، أَمَّا إِذَا سَمَّيْتَهَا فَاطِمَةَ فَلَا تَسُبَّهَا وَلَا تَلْعَنْهَا وَلَا تَضْرِبْهَا ﴾.
وهذه الرواية أقوى من حيث السند من الرواية الأولى وورد فيها بوضوح النهي عن تعليم سورة يوسف للبنات. هذا من ناحية الشق الأول من سؤالكم.
وأما الشق الثاني من السؤال وأن القرآن هل يحتوي على الفتن فالجواب:
لا شك في أن القرآن كتاب نور وهداية من أوله إلى آخره، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن القرآن أخبرنا عن وجود المحكم والمتشابه وأخبرنا أن المتشابه يتبعه الذين في قلوبهم مرض ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وهذا لا يعني أن في القرآن فتنة أو نحو ذلك، فقال تعالى:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (سورة آل عمران، الآية:7)
إذا المشكلة بمن يكون في قلبه مرض، وعليه يكون النهي هو الأجل التوقي من الانحراف الذي قد يحصل لدى الفتاة إذا تعلمت السورة وكانت ضعيفة الإيمان غير قوية الإرادة والمعرفة.
مضافاً إلى أن تعليم كل ما يوجب أو يستلزم الانحراف لأسباب خارجة عن طبيعة ما تعلمه والمرتبطة بظروف محيطة مؤدية إلى الانحراف حرام وهذا لا يعني أن العلم حرام أو المضمون حرام.
كما في بعض المطالب الفلسفية او الاعتقادية التي قد تستلزم الانحراف لبعض من يتعلّمها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
- سماحة السيد علي الموسوي -