يوم ترجف الأرضُ والجبال
آيات المعاد
لوحظ هذا الوصف في آيتين من القرآن المجيد على تفاوت ضئيل بينهما في وصف يوم القيامة، وجاء هذا الوصف في الآية:
عدد الزوار: 165
لوحظ هذا الوصف في آيتين من القرآن المجيد على تفاوت ضئيل بينهما في وصف يوم
القيامة، وجاء هذا الوصف في الآية : ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ والْجِبَالُ
وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلً﴾ (المزمل/ 14).
و كذلك قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾ (النازعات/ 6).
اليوم الذي تتعرض فيه كل الأرض للزلازل العنيفة وتَتحطّم الجبال بشدّة حتى تصبح
أكواماً من الرّمل، فما هو حال الإنسان الضعيف المنهك في ذلك اليوم؟!
جميع تلك الامور تتعلق بالوقائع التي تؤدّي إلى فناء هذا العالم، ثم تبدأ مرحلة
العالم الآخر، فالقرآن جمع بين هاتين المرحلتين ووضعهما في وصفٍ واحد.
فتارةً يبين ضعف الإنسان واخرى يُخبر عن التطورات الرهيبة عند فناء العالم وثالثة
يصور تغيّرات العالم الممهِّدة لقيام القيامة، كل هذه التعبيرات جاءت من أجل تربية
الإنسان وتشكّل انذاراً مؤكداً ومتواصلًا له.
إنّ «ترجف وراجفة» من مادة «رَجْف» بمعنى الاهتزاز الشديد ولذا اطلق على البحر
المائج «بحرٌ رَجّاف»، و «ارجاف» بمعنى بث الشائعات التي تهز المجتمع، و «اراجيف»
تطلق على جذور الفتن والوقائع.
وقد احتملوا لمعنى «الراجفة» في الآية السابقة معانٍ مختلفة منها الواقعة والصيحة
الكبرى و ...، ولكن الآية الآخرى تشكّل قرينة على أنّها الأرض التي تُزَلزَل
بشدّة في ذلك اليوم.
و «الكثيب» : بمعنى «الرمل المتراكم» والبعض حملها على معنى «التل الكبير من
الرمل».
و «المهيل» : بمعنى الرمل الناعم جدّاً الذي يتطاير عند وضع القدم عليه، وإذا ما
خُلّي جانبه انهال ما تبقّى منه، ولذا فسّره البعض بالرمل السيّال «1».
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، الكتاب أو المصدر: نفحات القران، الجزء
والصفحة : ج5, ص63-64.
(1) مفردات الراغب؛ وتفسير مجمع البيان؛ وتفسير الكبير وتفاسير اخرى في التعليق على آيات البحث.
2016-02-02