س 13: القاعدة الواقعية للمطالعة
110سؤال وجواب
ما هو الأسلوب الصحيح والقاعدة الواقعية للمطالعة، وما هي المسائل التي يجب مراعاتها من أجل الوصول إلى أفضل النتائج في مطالعاتنا؟
عدد الزوار: 166
القاعدة
الواقعية للمطالعة
س 13: ما هو الأسلوب الصحيح والقاعدة الواقعية للمطالعة، وما هي المسائل التي يجب
مراعاتها من أجل الوصول إلى أفضل النتائج في مطالعاتنا؟
ج: إن الأفراد الذين يطالعون كتباً متفرقة المواضيع، كتاب في التاريخ اليوم، وغداً
كتاب في علم النفس، وبعد غد في السياسة، و... لن يستفيدوا أبداً، ولن يصلوا إلى
مبتغاهم.
أما القاعدة الصحيحة للمطالعة فهي التالي:
أولاً: أن ينتخب الإنسان الكتاب الذي ينوي مطالعته بحسب الحاجة، عارفاً ماذا
يريد، بحيث لا يدع الاختيار للمصادفة، كأن يقع كتاب في يده كيفما اتفق فيطالعه.
ثانياً: أن يستودع المطالب التي قرأها، ويستوعبها في ذهنه، ويحاول حفظها
بالمفهوم الواقعي للحفظ؛ أي أن يسترجع المطالب التي طالعها من حافظته ويرى هل
استوعبها أم لا.
ثالثاً: أن لا يكتفي القارىء بمطالعة الكتاب مرة واحدة مهما كانت ذاكرته
متوقدة الذكاء؛ بل يطالع الكتاب مرتين متتاليتين على الأقل، لمن حافظته حادة وقوية،
وأكثر من مرتين للأشخاص العاديين أو ذوي الحافظة الضعيفة.
رابعاً: انتخاب المواضيع التي ينوي مطالعتها والتفكر حولها، وكتابة
الملاحظات والخلاصات، ثم النتائج بشكل موضوعي، بعد ذلك حفظها في ذاكرته بشكل مرتب
ومناسب، عندها يكون قد استفاد من حافظته بالشكل المطلوب. ويمكن القول بعدها أنه -من
الناحية الشخصية- قد تحكم بقسم من قواه الذاتية والشخصية، ووضعها موضع الاختيار
لنفسه، وملك استعداد القائد والمدير.1
على أن الأفراد مختلفون من جهة الفهم والاستعداد وحدة الذكاء والحافظة، فالإنسان
العاقل والرشيد يتنبّه إلى الاستفادة من حافظته بالشكل المناسب، وأول ما يقوم به
حُسن الاختيار؛ أي أنه يقدس حافظته، فهو ليس مستعداً للانزلاق في أي شيء وكيف ما
اتفق، بل تكون حساباته دقيقة في اختيار المفيد من غير المفيد من الكتب والمواضيع،
بل ويصنف المفيد، فينتخب الأكثر إفادة ويستودع معارفها ومعلوماتها في ذاكرته.
إن الإنسان الرشيد والعاقل يجمع الكتب والمطالب المفيدة اللازمة له، فيطالعها مراراً
ويصنفها، ثم يلخصها ويكتب خلاصتها ويحفظها، بعد ذلك ينتقل إلى موضوع آخر. فإن كان
الشخص ضعيف الحافظة يعمل على الاستفادة من الحد الأكثر.2
1- امامت ورهبرى (الإمامة
والقيادة)، ص 223- 224.
2- مجموعه آثار (مجموعة الآثار)، ج3، ص 315-316.