يتم التحميل...

س 29: مجتمعنا الحاضر

110سؤال وجواب

نشهد في مجتمعنا الحاضر أمواجاً متلاطمة من الفساد والانحراف، وزماننا هذا مليء بأنواع المعاصي والحيل والمغريات المغلّفة بمظاهر جذّابة تفوق الوصف. فهل يُنتَظَر من الشباب في هكذا مجتمعات وهكذا ظروف غير ملائمة، أن يتوجهوا إلى المسائل الروحية والمعنوية والأخلاقية؟

عدد الزوار: 101

مجتمعنا الحاضر

س 29: نشهد في مجتمعنا الحاضر أمواجاً متلاطمة من الفساد والانحراف، وزماننا هذا مليء بأنواع المعاصي والحيل والمغريات المغلّفة بمظاهر جذّابة تفوق الوصف. فهل يُنتَظَر من الشباب في هكذا مجتمعات وهكذا ظروف غير ملائمة، أن يتوجهوا إلى المسائل الروحية والمعنوية والأخلاقية؟


ج: في المجتمعات التي يظهر فيها الفساد أو يكثر إلى حد بعيد، تكون أسس التكامل الروحي والأخلاقي عند الإنسان مهيأة أكثر، يجب أن لا نخطىء بأن التكامل الروحي والأخلاقي للإنسان، إنما يأتي نتيجة لمقاومة التيارات المخالفة، ففي البيئة التي تحتضن تيارات فاسدة كثيرة، تكثر فيها التضحية، ويولد فيها افراد وشخصيات تحمل من التكامل الروحي والأخلاقي الشيء العظيم.

وأستطيع القول، أنه في حدود تجربتي الحياتية والشخصية، حيث انتقلت بين عدة محافظات، ونشأت في عدة أقضية ومدن، ومن بينها العاصمة طهران، وأعتقد أن طهران هي أكثر المدن فساداً وإخلالاً بالأخلاق، ومع ذلك رأيت أكثر الناس تديناً، وأكملهم من الناحية الروحية والأخلاقية، في هذه المدينة؛ أي طهران الملوثة بالفساد.

فإذا كانت حركة المجتمع مبنيّة دائماً على السير باتجاه الصلاح، يكون مثله كمثل نهر يجري باتجاه معين، وعلى صفحة مائه يسبح إنسان وينجرف مع جريان مائه وبنفس السرعة، وكأنه ميت يطفو على الماء، والنهر يأخذه حيثما يسير. إن عمل الإنسان هذا ليس فيه احتراف أو فنّ أو مهارة، الاحتراف والفنّ عندما يسبح الإنسان بخلاف جريان ماء النهر، إذن الكمال هنا يظهر ويتجلى أكثر1.


1- تكامل اجتماعى انسان (التكامل الاجتماعي للانسان)، ص 33 - 34.

2016-01-20