س 33: النشاط الروحي
110سؤال وجواب
من المعروف أن عباداتنا يجب أن يرافقها نوع من النشاط الروحي حتى تكون مثمرة وحسنة النتائج، لكن في كثير من الأحيان، ولأسباب مختلفة، لا نشعر بالاستعداد والنشاط لإقامة الأعمال المعنوية، فما هو العمل في هكذا مواضع؟
عدد الزوار: 101
النشاط
الروحي
س 33: من المعروف أن عباداتنا يجب أن يرافقها نوع من النشاط الروحي حتى تكون مثمرة
وحسنة النتائج، لكن في كثير من الأحيان، ولأسباب مختلفة، لا نشعر بالاستعداد
والنشاط لإقامة الأعمال المعنوية، فما هو العمل في هكذا مواضع؟
ج: يجب أن نعترف أننا لا نعرف حقاً
طريق العبادة، بمعنى أننا غير قادرين على إدارة أنفسنا بشكل جيد وصحيح من الناحية
العبادية، فالناس يعتقدون غالباً، وبما أن العبادة جيدة، لذلك كلما أكثرنا منها
يكون أفضل، لكنهم لا يعلمون أن العبادة في هكذا مواضع تفقد أثرها في جذب الروح، ولا
تمنحها آنذاك الغذاء المعنوي الصحيح، مثلها كمثل الطعام الجيد، فليس كل طعام جيد
ومغذٍ يجب الإكثار منه، وكلما أكثرنا منه كان أفضل، معنى الاستفادة من العبادة ليس
كذلك أيضاً.
العبادة يجب أن تترافق مع النشاط الروحي، وليس المقصود بالترافق أنه يجب أن يشعر
الإنسان بالنشاط أولا حتى يبدأ بالعبادة تاليا، فكثير من الأشخاص لا يشعرون بالنشاط
مطلقاً، النشاط يظهر تدريجياً مع العبادة والأنس بذكر الله تعالى، والمقصود أن طاقة
الإنسان وسعة نفسه للعبادة محدودة. لنفترض أن شخصاً بدأ عبادته بالنشاط، بعد مدة
يتعب بدنه ويذهب نشاطه، وتصبح العبادة بعدها نوعا من الفرض الواجب، ويصبح حكمها حكم
الطعام الذي لا تهضمه البطون، ولا تشتهيه الأنفس، ولا تستسيغه الأذواق.
التّعبد بشكل جيد وصحيح، والتّمتع بمواهب العبادة، إنما يكون طبق القاعدة والحسابات
الصحيحة، ويرتبط بحسن الإدارة للنفس البشرية، بمعنى إدارة الإنسان لذاته وإحساساته
وعواطفه وغرائزه، ثم في النهاية إدارة قلبه وفؤاده إدارة جيدة وصحيحة، فالقلب
والأحاسيس والعواطف والغرائز أكثر ما تحتاج إليه هي الإرادة والتوجيه الصحيحين.1
1- امدادهاى غيبى در زندكي بشر (المدد الغيبي في حياة البشر)، ص 107 - 109.
2016-01-20