س 43: المدد الغيبي
110سؤال وجواب
هل يوجد مظاهر خارجية لمسائل مثل «المدد الغيبي» في الحياة الفردية والاجتماعية للإنسان بشكل عام؟
عدد الزوار: 138
المدد الغيبي
س 43: هل يوجد مظاهر خارجية لمسائل مثل «المدد الغيبي» في الحياة الفردية
والاجتماعية للإنسان بشكل عام؟
ج: المدد الغيبي يتجلى أحياناً على شكل تهيئة ظروف التوفيق وشروط النجاح، وأحياناً
أخرى على صورة إلهامات، أو هداية، أو تنوير وتبصُّر، لكن يجب أن لا ننسى أن هكذا
أنواع من الألطاف الإلهية الغيبية لا تأتي مجانا أو جزافا، كأن يجلس الإنسان في
بيته واضعاً يداً على يد، منتظراً المدد الغيبي أن يفعل له شيئاً، كلا إن هكذا نوع
من التوقعات خلاف ناموس الخلقة وطبيعتها.
سأذكر آيتين من القرآن الكريم، واحدة تتكلم عن المدد الغيبي الذي يهيئ ظروف التوفيق
وشروط النجاح، وواحدة أخرى حول المدد الذي يأتي على شكل إلهامات وهدايات معنوية.
ولنرى كيف أن القرآن الكريم يذكر الشروط المطلوبة، وأن المدد لا يحدث بصورة عبثية،
أو مجانية، أو جزافاً.
في النوع الأول: الآية 7 من سورة «محمد» (صلى الله عليه وآله): ﴿إِن تَنصُرُوا
اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، إن النصر من قبل الله تعالى في
مقابل الخدمة والعمل والجهاد في سبيل الخير العام، وفي سبيل الله عز وجل، على
الخصوص؛ يعني يكون «لله وفي الله»، أي أن العمل والمجاهدة والجهد شرط من جهة، وشرط
آخر الإخلاص وحسن النية أيضاً.
في النوع الثاني: الآية 69 من سورة «العنكبوت»: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
في هذه الآية كذلك شرط المجاهدة والعمل في «في سبيلنا»، وأيضاً شرط آخر بذل الطاقة
والجهد الجسدي، وأيضاً الطاقة والجهد الروحي. في هذه الحال، تأتي في المقابل
الهداية الباطنية والتنوير الروحي الداخلي من قبل الله تعالى فيمدّ بها الإنسان.
إن الأنبياء (صلوات الله تعالى عليهم) جاؤوا حتى نؤمن بمثل هذه الإمدادات الغيبية،
فإذا انعقد هكذا إيمان في قلوبنا فنحن عملياً دخلنا مع الله سبحانه في تجارة
ومعاملة، فمن جهة: نشعر أننا نحسن ونفعل الخيرات. ومن جهة ثانية: يجزينا الله تعالى
خير الجزاء، ويحفظنا بحفظه، ويشملنا بعطفه وبألطافه. أما إذا فعلنا العكس فهناك
العقاب.1
1- امدادهاى غيبى در زندكي بشر (المدد الغيبي في حياة البشر)، ص 70 - 72.
2016-01-20