س 44: حافظ وديوانه
110سؤال وجواب
إذا تفضلتم، بيّنوا لنا بإيجاز شخصية حافظ وديوانه والطريق إلى معرفته؟
عدد الزوار: 117
حافظ
وديوانه
س 44: إذا تفضلتم، بيّنوا لنا بإيجاز شخصية حافظ وديوانه والطريق إلى معرفته؟
ج: حافظ هو زهرة من بستان المعارف الإسلامية،
ومن يريد المطالعة حول حياة حافظ عليه المطالعة حيث البستان الذي ترعرع فيه.
ديوان حافظ، إضافة إلى المسائل الفنية والأدبية، عرفاني الأشعار والمنبع، جرت
أشعاره على الألسن وملأت الآفاق. ولكي نتعرف على شخصية صاحب الديوان يجب أن نعرف
ثقافته معرفة جيدة، وهذا غير ميسر إلاّ إذا قرأنا العرفان الإسلامي وتعرفنا إليه،
وإلى لغته العرفانية.
يوجد منبعان يمكن أن نستعين بهما في التعرف إلى حافظ الشيرازي، وهذان المنبعان
يكملان بعضهما البعض، التاريخ؛ أي كيف قدم التاريخ حافظ الشيرازي وعرّفه لنا؟ كيف
عُرف حافظ في زمانه وعصره، وكيف كانت شخصيته على ألسن الناس في ذلك العصر والعصور
القريبة منه، كيف كانت شخصيته وحياته؟ والمنبع الثاني: ديوان أشعاره، بحيث يمكننا
التعرف إلى شخصية حافظ من خلال الأشعار، فالمرء يُعرف من خلال كتاباته وكلماته.
هذان المنبعان جيدان لمعرفة تلك الشخصية، لكن هذين المنبعين يتفقان في بعض الأقسام
والحوادث المتعلقة بحياة حافظ وشخصيته، ويختلفان في البعض الآخر، فالمسائل التي
ترتبط أكثر بتفاصيل حياته وجزئياتها يمكن فهمها من التاريخ، وهناك مسائل أخرى يمكن
فهمها من الديوان، ولم يأت التاريخ على ذكرها، فتألق العرفان عند حافظ وأوجه لا
يمكن للتاريخ أن يشرحه، ولا يستطيع أي كاتب تاريخ أن يبيّن عرفان حافظ في حقيقته
وأعماقه، وهنا يسكت التاريخ، وما دمنا لم نعش أحوال حافظ وفضاءاته، ولم نُحط
بأخباره العلمية وبالمحيط الذي عاش وتربى فيه، فإننا لن ندرك حقيقة شخصيته الفذة،
ولا معانيه العرفانية العميقة؛ ولا يمكن لأي أديب أو كاتب مهما كان فذا وعظيماً أن
يُظهر أو يشرح شخصيته وشعره، إلاّ إذا كان عارفاً وأديباً معاً؛ وأديباً بمعنى أن
يكون جامعاً لعلوم عصر حافظ وزمانه، أي أديب زمان حافظ.1
1- عرفان حافظ، ص 20،21و52.
2016-01-20