يتم التحميل...

س 47: التمييز الاجتماعي

110سؤال وجواب

ألا يعدُّ التمييز الاجتماعي وعدم المساواة بين الناس، من قبيل: التفاوت بين الأغنياء والفقراء، وبين الأصحّاء والمرضى الخ... خلاف العدل الإلهي؟

عدد الزوار: 121

التمييز الاجتماعي

س 47: ألا يعدُّ التمييز الاجتماعي وعدم المساواة بين الناس، من قبيل: التفاوت بين الأغنياء والفقراء، وبين الأصحّاء والمرضى الخ... خلاف العدل الإلهي؟

ج: العدل عند الشيعة أصل من أصول الدين. والعدل الإلهي يعني الاعتقاد بأن الله تعالى يحكم بالحق، ولا يظلم لا في النظام التكويني، ولا في النظام التشريعي. في عصرنا الحالي يتبادر إلى أذهان البعض سؤال يتعلق بالعدل الإلهي، حول التفاوت الاجتماعي وعدم المساواة بين الناس، وجذور هذا السؤال أو الإبهام، يعود إلى مسألتين. الأولى: عدم الإلتفات إلى كيفية جريان القضاء والقدر الإلهي، حيث يتخيل السائل أن القضاء والقدر يعملان بشكل مباشر، ودون وساطة سبب من الأسباب أو علة من العلل، أو تدخل عامل ما، فيُحمل الرزق بشكل مستقيم من خزانة الغيب الإلهية، ويقسم على بيوت الناس، كذلك الأمر بالنسبة إلى السلامة، والجمال، والقدرة، والرئاسة والمحبوبية والأولاد وسائر المواهب والعطايا، ولم يلتفتوا إلى مسألة مهمة، وهي أن أي نوع من أنواع الرزق، سواء المادية منها أو المعنوية لا يقسم من خزانة الغيب السماوية بشكل مباشر، ودون تدخل عوامل أخرى؛ بل إن القضاء الإلهي أوجد نظاماً هو المنشأ لسلسة من السنن والقوانين، بحيث أن أي شخص يريد شيئاً ما، لا بد له أن يطلبه، ويعمل على كسبه طبقا لهذا النظام، وعبر مسالكه وسننه وقوانينه.

المسألة الثانية: عدم التنبّه إلى مقام الإنسان وموقعه بعنوان موجود مسؤول وفعّال، يجهد باتجاه تحسين حياته، ومواجهة عوامل الطبيعة من جهة، ومواجهة العوامل الاجتماعية السيئة، والظلم من قبل أفراد البشر من جهة أخرى. فإذا كان في المجتمع بعض من مظاهر عدم المساواة الاجتماعية، فليست من مسؤولية القضاء الإلهي، بل الإنسان نفسه مسؤول عن هذا الاختلاف.1


1- جهان بينى توحيدى (رؤية الكون التوحيدية) أو (تفسير الكون في النظرة التوحيدية)، ص 101 - 104.

2016-01-20