س 57: حدود مراتب الأمر والنهي

حدود مراتب الأمر والنهي

س 57: هل لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حد مرسوم، وبشكل عام هل لهذا الأصل المهم والمتدرج في المراتب حدود واضحة ومحددة؟

ج: كلا إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعرف حدوداً؛ بل حدّه وشرطه المفسدة، فمن يقول أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروط بعدم المفسدة إنما يقول الصواب، وإذا عدّ الضرر بمعنى المفسدة فأيضاً صحيح. وقد يجلب القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- الذي هو خدمة للإسلام- مفسدة على الإسلام، لا مفسدة على الشخص؛ مفسدة تكون أكبر من الخدمة التي يراد تقديمها للإسلام من هذا الطريق.

نعم أنا أقبل مسألة ترتُّب المفسدة، لكني لا أقبل الضرر الشخصي كحد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو تعلق بأي موضوع، والدليل أن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يقبل ذلك. في نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لا يبقى لهكذا كلام من معنى أو مكان، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعرف حدوداً.¹

^{1- حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)، ص 269.}