يتم التحميل...

س 59: وجود أهل البيت في كربلاء

110سؤال وجواب

ما هو دليل إصرار الإمام الحسين (عليه السلام) على حضور أهل بيته الأطهار في كربلاء ومشاركتهم مصابه الدامي؟

عدد الزوار: 115

وجود أهل البيت في كربلاء

س 59: ما هو دليل إصرار الإمام الحسين (عليه السلام) على حضور أهل بيته الأطهار في كربلاء ومشاركتهم مصابه الدامي؟


ج: من الواضح أن جميع من حضروا مع الإمام (عليه السلام) في كربلاء ومن لم يحضروا كانوا يعلمون الأخطار المحدقة بهذا السفر، لذلك يمكن القول، أن جميع من أتوا الإمام (عليه السلام) قبل سفره، وأبدوا آراءهم في مسألة سفره وإخراجه لأهله وعياله معه، كانوا يعدّون حضور عيال الإمام وأهل بيته (عليه السلام) وسفرهم برفقته إلى أرض كربلاء خلافاً للمصلحة، فبحسب تشخيصهم للمصلحة، وبحسب مستوى منطقهم العادي، وعلى أسس حفظ النفس وحفظ الإمام وأهله (عليه السلام) من الهلاك، اتفقت آراؤهم جميعاً على أن ذهابه إلى العراق خطر كبير، وليس فيه مصلحة؛ أي أن روح الإمام (عليه السلام) في خطر، فكيف بخروجه مع عياله وأهل بيته (عليه السلام) ؟ لكن جواب الإمام (عليه السلام) كان قاطعاً لجهة حملهم معه.

إن جواب الإمام (عليه السلام) لم يترك لهم كلاماً آخراً، بحيث بيّن لهم المسألة بوضوح، وأظهر جانبها المعنوي والروحي. نحن نعلم جميعاً أنه استند إلى رؤيا بالغة الوضوح، وكانت بحكم الوحي القاطع؛ رأيت في عالم الرؤيا جدي يقول لي: «إن الله شاء أن يراك قتيلاً». إذن لماذا تأخذ معك أهل بيتك، فكان الجواب وقال لي أيضاً: «إن الله شاء أن يراهنّ سبايا». يعني أن المصلحة ورضا الله تعالى اقتضيا أن أكون شهيداً، وأهل بيتي يكونوا أسرى وسبايا، ورضا الله تعالى دائما في المصلحة، والمصلحة تعني في هذه الجهة كمال الفرد والبشرية. في مقابل هذا الكلام لم يبق كلام آخر، ولم يستطع أحد أن ينطق بحرف، فإن كان جدك قال لك هذا الكلام في عالم المعنى والرؤيا، فليس لنا أي كلام في مقابله.

لقد سمع الجميع هذه الكلمات من الإمام الحسين (عليه السلام)، ولم يسمعوا أن الإمام (عليه السلام) قال أن هذا الأمر مقدرٌ محتوم، ولا يمكنني التمرد عليه. عندما كانوا يسألونه لما تخرج معك عيالك وأهل بيتك، لم يكن جوابه أني لا أملك الخيار في ذلك، بل كان يقول، لقد حددت الأمر بناء لإلهام جاءني في عالم الرؤيا، وأنا أقوم بذلك بكل اختياري بناء للمصلحة والرضا الإلهي.1


1- حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)، ص 397 - 398.

2016-01-20