س 76: جوهرة خالدة
110سؤال وجواب
علي (عليه السلام) هو جوهرة خالدة على مرّ العصور، ما هو سرّ هذا الخلود؟
عدد الزوار: 105
جوهرة
خالدة
س 76: علي (عليه السلام) هو جوهرة خالدة على مرّ العصور، ما هو سرّ هذا الخلود؟
ج: لو أن شخصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لم تتعرض اليوم للتحريف، وأُظهرت على
حقيقتها، لرأينا أن الكثيرين ممن يدعون حبه اليوم في عداد أعدائه.
أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن يخاف في الله عز وجل لومة لائم، ولم يدارِ أحداً
أو يراعِهِ على حساب الدين، فإن فعل، كان في سبيل الدين ولأجل الدين ومرضاة الله
تعالى، لذلك نجد أن هذا السلوك أوجد الأعداء، وجعل النفوس المليئة بالحقد والطمع
والمتعطشة إلى الرغبات والميول الدنيئة تعيسة، معذبة، ومتألمة.
لم يكن في أصحاب الرسول (ص) شخصية فدائية ومضحية كشخصية علي (عليه السلام)، كذلك لم
يكن من انسان له ذلك الكم الهائل من الأعداء الجسورين والخطرين، وهو الرجل الذي
تعرضت جنازته للاعتداء حتى بعد موته، لقد كان يعلم هذا الأمر، لذلك أوصى أبناءه أن
يكون قبره مستوراً لا يعلم مكانه أحدٌ سواهم.
لقد ظل قبر الإمام علي (عليه السلام) مستورا لأكثر من قرن من الزمن، ولم يفصح عن
قبره الشريف إلاّ بعد انقراض الدولة الأموية وضعف الخوارج واضمحلالهم، وبعد انخفاض
منسوب الحقد والضغينة في القلوب، عندها أفصح الإمام الصادق (عليه السلام) عن مكان
قبره الشريف.
لقد كان علي (عليه السلام) بكل وجوده، بتاريخه وسيرته وطبيعته، بخَلْقِهِ وخُلُقِهِ،
بلونه وريحه، بصورته وكيانه، بحركته وسكونه، بعلمه وعمله، درساً وأمثولة للورى،
وأنموذجا لا يرقى إليه أحد في التعليم والقيادة؛ فعليّ (عليه السلام) كما أنه
بالنسبة إلينا درسٌ وأنموذج يحتذى في الجذب (القبول)، كذلك الأمر في الدفع (الطرد)،
وعلي يرفض نوعين من الناس:
1- المنافقين الحاذقين.
2- الزاهدين الحمقى.
وهذان الدرسان كافيان للمدعين التشيع والحب لأمير المؤمنين (عليه السلام) بأن
يفتحوا أعينهم وبصائرهم فلا ينخدعوا بالمنافقين، ويتمتعوا بالبصيرة النافذة واليقظة،
ويَدَعوا النظرة الظاهرية أيضاً.
لقد خرج علي (عليه السلام) من كونه فرداً وصار مدرسة ونهجاً، وعلى هذا الأساس كان
يقبل البعض ويرد آخرين، نعم لقد كان علي (عليه السلام) شخصية تتمتع بقوّتين (الجذب
والدفع) أي (القبول والرد).
علي (عليه السلام) هو رجل إلهي وصبغته إلهية، ولو لم يكن كذلك لأصبح في طيات
النسيان، علي (عليه السلام) مثل قوانين الفطرة وأنظمتها يبقى خالداً، علي منبع فياض
لا ينتهي، بل يزداد فيضاً وتألقاً يوماً بعد يوم، علي (عليه السلام) هو الهادي
والقائد على الدوام.1
1- جاذبه ودافعه علي (ع) (جذب علي (ع) ودفعه)، ص 37، 39، 102، 103، 166، 167.
2016-01-20