يتم التحميل...

س 79: بعض الأحزاب

110سؤال وجواب

نلاحظ دائماً أن بعض الأحزاب تتخذ مواقف مخالفة لبعضها، وأحياناً يكون الاصطفاف حاداً إلى درجة الخلاف الشديد في ميدان المنافسة السياسية والاجتماعية، فنرى أن حزبين أو شخصيتين من الوجوه العاملة في خدمة الثورة والغيورة على مصالح الناس تقفان في مواجهة بعضها، ومما لا شك فيه، أن هذه الأحزاب والشخصيات لها تاريخها في خدمة الثورة والإسلام، وتعمل من أجل استقرار النظام واستمراره، من هنا، كيف يمكننا تقييم مواقفها، ومن هو المحق فيها وصاحب الموقف السليم، وبالتالي، قابل للدعم والحماية؟

عدد الزوار: 101

بعض الأحزاب

س 79: نلاحظ دائماً أن بعض الأحزاب تتخذ مواقف مخالفة لبعضها، وأحياناً يكون الاصطفاف حاداً إلى درجة الخلاف الشديد في ميدان المنافسة السياسية والاجتماعية، فنرى أن حزبين أو شخصيتين من الوجوه العاملة في خدمة الثورة والغيورة على مصالح الناس تقفان في مواجهة بعضها، ومما لا شك فيه، أن هذه الأحزاب والشخصيات لها تاريخها في خدمة الثورة والإسلام، وتعمل من أجل استقرار النظام واستمراره، من هنا، كيف يمكننا تقييم مواقفها، ومن هو المحق فيها وصاحب الموقف السليم، وبالتالي، قابل للدعم والحماية؟


ج: في موقعة الجمل جاء الحارث بن حوط الى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: «أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة»؟ فقال (عليه السلام): «يا حارث، إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحِرْتَ، إنك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه».

فقال الحارث: «فإني أعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمر»، فقال (عليه السلام): «إنّ سعيدا وعبد الله بن عمر لم ينصرا الحق، ولم يخذلا الباطل».1

يقول طه حسين في جواب علي (عليه السلام) لهذا الرجل: «ليس من كلام أعظم وأقطع من هذا الكلام بعد أفول الوحي وانقطاع نداء السماء».

من هنا فإن علياً (عليه السلام) قد جعل الحق معياراً للحقيقة، وليست روح التشيع سوى هذا المعيار. والحق أن فرقة الشيعة مولودة هذه النظرة الخاصة وتولي الأهمية للأصول الإسلامية، وليس للأفراد أو الأشخاص.

إن أية شخصية ما دامت تحترم الحق والحقيقة فهي محترمة عندنا، أما عندما نرى أن الأصول الإسلامية تسحق بيد هؤلاء الأشخاص، وإن كانوا من السّابقين، فلا احترام لهم، وبالتالي نحن أنصار الأصول لا الأفراد.2


1- نهج البلاغة، قصار الحكم، 262.
2- جاذبه ودافعه علي (عليه السلام) (جذب علي (عليه السلام) ودفعه)، ص 123- 126.

2016-01-20