يتم التحميل...

س 80: آفة التكذيب والتصديق

110سؤال وجواب

كيف نكون في مأمن من ضرر آفة التكذيب والتصديق المذمومين في التعامل مع مسائل الحياة المختلفة؟.

عدد الزوار: 102

آفة التكذيب والتصديق

س 80: كيف نكون في مأمن من ضرر آفة التكذيب والتصديق المذمومين في التعامل مع مسائل الحياة المختلفة؟.


ج: إن الله تعالى قد منع من الكذب وترك الصدق المذمومين في موضعين في القرآن الكريم: ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ.1

في هذه الآية ميثاق على الإنسان في الكتب السماوية، أن لا يقول على الله تعالى إلا ما هو حق وثابت، فلا ينسب إلى الله سبحانه سوى الحق، ولا يقول الانسان من عنده هذا حلال وهذا حرام، وأن يسكت في المواضع التي سكت الله عز وجل عنها ولم يكلف فيها، فلا يضع البدع من عند نفسه، ثم يقول هذا من عند الله العزيز، هذا ميثاق أخذه الله حتى لا يتقوّل من ليس عنده علم ولا يقين، ثم ينسبه إلى الله تعالى، فيدّعي أنه من تعاليمه جل جلاله.

أما المكان الآخر ففي الآية التالية: ﴿بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ2.

بعض الأشخاص يدّعون معرفة المسائل التي لا يدركونها ولا يحيطون بها، و ذلك من باب الغرور والإعجاب بالنفس والتكذيب، وبدل أن يقولوا عقولنا لا تصل إلى فهم هذه المسائل، لا ندرك باطنها وظاهرها، تراهم لا يقبلون أن فهمهم قاصر عن إدراك حقائقها فيميلون الى الكذب والادّعاء.

يتوجب على الإنسان، قبل أي شيء، أن يختبر حدود فكره ويقيمه من الناحية النوعية، أي من جهة أين يقف حد فكر البشر، كذلك من الناحية الشخصية، أي من جهة ميزان المعلومات الشخصية التي يملكها والتي يحصلها، وبالتالي يختبر حدود قدراته الفكرية، وفي هذه الحدود ينفي أو يثبت، يصدّق أو ينكر، عندها يمكن أن يكون في مأمن من الخطأ والاشتباهات.3


1- سورة الاعراف: 169.
2- سورة يونس: 39.
3- بيست كفتار (عشون مقال)، ص 380 - 386.

2016-01-20