س 81: الجذور الأصلية للخطايا
110سؤال وجواب
من أين تنبع الجذور الأصلية للخطايا والإنحرفات الفكرية للبشر؟
عدد الزوار: 107
الجذور
الأصلية للخطايا
س 81: من أين تنبع الجذور الأصلية للخطايا والإنحرفات الفكرية للبشر؟
ج: وردت في القرآن الكريم سلسلة أمور تعدّ عنوانا لموجبات الخطايا و وعلل
الانحرافات:
1- الاعتماد على الظن بدلاً من العلم واليقين:
القرآن الكريم في الكثير من آياته يخالف بشدة اتباع الظن، فما دمت لم تحصّل العلم
واليقين بالشيء فلا تخوض فيه.
2- الميول والأهواء النفسية:
إذا أراد الإنسان أن يحكم على المسائل بشكل صحيح، عليه أن يكون حيادياً
بالكامل حين يفكر بها، بمعنى أن يجهد في طلب الحقيقة، ويُسْلِم نفسه للأدلة
والمستندات، فإذا لم يحافظ الإنسان على حياده في النفي والإثبات في تفكره، وتدخلت
ميوله النفسية كطرف فيها، فإن مؤشر فكره – من حيث يدري أو لا يدري- سوف يميل إلى
جهة ميوله ورغباته النفسية، وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم، حيث يعدّ هوى النفس
من العوامل التي تجعل الإنسان يسقط وينحرف كمثل الاعتماد على الظن.
3- التسرع بالحكم:
إن أي إبداء للرأي أو الحكم على مسألة يلزمه مقدار معين من الأدلة
والمستندات، وما دامت لم تجمع المستندات الكافية فإن أي نوع من إبداء الرأي يعدّ
تسرعاً، وبالتالي موجباً للسقوط.
4- اتّباع العادات والتقاليد القديمة:
الإنسان بحكم طبعه الأولي، عندما يرى فكراً أو عقيدة خاصة مقبولة عن قوم
أو ملّة قديمة، نراه يتقبل هذه العقيدة وهذه الأفكار تلقائياً، من دون أن يعطي نفسه
فرصة التفكر فيها.
والقرآن يذكر بأن التصديقات والمقبولات والعقائد عند الماضين لا تُقْبَلْ ما دامت
لم تخضع لتقييم العقل ولم تطابق معياره.
5- اتّباع الآخرين:
من موجبات سقوط الفكر وانحرافه اتباع الأشخاص، لأن هناك أشخاصاً كباراً
في التاريخ أو في الزمن المعاصر لها موقع كبير في النفوس، وبالتالي فهي تؤثر على
تفكير الآخرين وإرادتهم وتصميمهم، وبذلك تسّخر فكر الآخرين وإرادتهم، فيصبح تفكير
هؤلاء كتفكير تلك الشخصيات، وهذا ما يفقدهم استقلالية الفكر والإرادة.1
إن القرآن الكريم يدعونا إلى الاستقلال الفكري، وعدم الإتباع الأعمى للشخصيات
الموجبة للسقوط والشقاء الأبدي، حيث يقول القرآن على لسان هؤلاء الذين أضلوا الطريق:
﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيل﴾.2
1- إنسان وإيمان (الانسان
والإيمان)، ص 66 - 71.
2- سورة الأحزاب: 67.