يتم التحميل...

س 82: الوظائف وأهمها

110سؤال وجواب

من أكبر الوظائف وأهمها لدى العقلاء والمفكرين في كل مجتمع توجيه الناس وإرشادهم، وبالتالي إطلاعهم على المحاسن والمعايب الأساسية التي تتعلق مباشرة بحياتهم الاجتماعية والثقافية وتحكمها، برأيكم كعالم واسع الإطلاع والمعرفة، ما هي نقطة الضعف الثقافية الأساسية عند الشعب الإيراني المسلم، وما هو العيب الذي يعتريه؟

عدد الزوار: 125

الوظائف وأهمها

س 82: من أكبر الوظائف وأهمها لدى العقلاء والمفكرين في كل مجتمع توجيه الناس وإرشادهم، وبالتالي إطلاعهم على المحاسن والمعايب الأساسية التي تتعلق مباشرة بحياتهم الاجتماعية والثقافية وتحكمها، برأيكم كعالم واسع الإطلاع والمعرفة، ما هي نقطة الضعف الثقافية الأساسية عند الشعب الإيراني المسلم، وما هو العيب الذي يعتريه؟


ج: نحن الشعب الإيراني عندنا حسنٌ ولدينا عيبٌ، فحسننا أننا شعب قليل التعصب مقابل الحقيقة، ويمكن القول، أننا غير متعصبين أصلاً؛ بمعنى أننا عندما ندرك الحقائق ونثبتها نسلّم بها أسرع من أي شعب آخر، لكن بالمقابل لدينا عيب كبير، فبموازاة هذا التسليم للحقائق فنحن نفرّط بالأركان الأساسية لشخصيتنا وهويتنا وشعائرنا بسرعة، وبالتالي لا نتعلق بهذه الهوية كما يجب، ونلتزم بها و نحافظ عليها، بحيث نجد أنفسنا غير مهتمّين بشعائرنا وتقاليدنا، وفي المقابل نسلِّم بالكامل في مقابل تقاليد الأجانب ولغاتهم أكثر من الأمم الأخرى.

لو نظرنا إلى الشعب الهندي نرى أن علماءه بتلك العمامة و اللباس الخاص بهم- (نهرو) مثلا- كان سياسياً كبيراً وشخصية لها وزنها في العالم، وكان يجول العالم بزيّه ولباسه الهندي فلم يغيّره. كان يقول للعالم بأسره أنا هندي وسأبقى هندياً، لكن في المقابل لست متعصباً مقابل العلم والصناعة والتكنولوجيا، لأن العلم والصناعة لا ترتبط بأمة بعينها، بل تخصّ جميع البشر، كان يريد القول أني لست متعصباً في مقابل العقائد والفلسفات العالمية الكبرى، ولا مقابل الأديان الكبرى في العالم، لكن فيما يتعلق بالشعائر والهوية الوطنية فكل واحد يلتزم بشعائره ولا عيب في ذلك. لماذا علينا قبول شعائر الأمم الأخرى وشعاراتهم، فإذا عقد أجنبي زناراً على خصره نعقد زنارين، علماً بأنه إنما يفعل ذلك انطلاقاً من تقاليده وشعائره، لكن هذا ليس في حساباتنا!.

إن مسألة الإحساس بالهوية الوطنية والشعور بالشخصية مسألة في غاية الأهمية، ولا يوجد في المجتمع أي رأس مال أكبر من هذا الشعور، لأن هذا الإحساس هو الشعور بالكمال المطلوب والمطلق عند الأمم أو الأشخاص، والشعور أيضاً بالاستغناء عن الأمم الأخرى. إن الأمم تفتخر أن لديها فكراً وفلسفة خاصة بها في الحياة وهي تعيش هذه الفلسفة المستقلة الخاصة وتباهي بها.

إذا فقد المجتمع هذه الشخصية وهذه الطبيعة ولم يشعر أن لديه فلسفة حياة مستقلة يعتمد عليها، ولم يكن يؤمن بها، فإنه سوف يفقد كل ما لديه؛ أما إذا كان يملك هذه الفلسفة وهذه الشخصية المستقلة، فإنه سوف يقف على قدميه مجدداً حتى ولو سلب منه كل شيء، وبعبارة مختصرة، يمكن القول، أن القوة الوحيدة التي تمنع انجذاب وذوبان أمة في أمة أخرى، أو فرد في فرد آخر، هو هذا الإحساس بالشخصية والهوية والطبيعة الفلسفية الخاصة.1


1- حماسه حسينى (الملحمة الحسينية)،ص 44 - 47.

2016-01-20