س 84: الإسلام والقومية
110سؤال وجواب
ما هو رأي الإسلام في «القومية» و «العالمية» وهل الشعور بالقومية مذموم في الإسلام؟
عدد الزوار: 110
الإسلام
والقومية
س 84: ما هو رأي الإسلام في «القومية» و «العالمية» وهل الشعور بالقومية مذموم في
الإسلام؟
ج: كلمة «الملّة» كلمة عربية تعني الطريقة والأسلوب، والملة في القرآن الكريم تعني
الأسلوب والطريقة التي يعرضها القائد الإلهي على البشر، أما في المصطلح الفارسي
اليوم، فهذه الكلمة تستخدم بمفهوم مغاير كلياً، فالملة «ملت» بمعنى «الأمّة» تعني
مجتمعاً يتشكل من أمة واحدة. هذا المجتمع الواحد له تاريخ واحد وقانون واحد وحكومة
واحدة، وفي أكثر الأحيان له آمال وأماني وشعارات واحدة، فنحن اليوم نطلق على الشعب
الألماني أو الإنكليزي أو الفرنسي بالأمة الألمانية والأمة الإنكليزية والأمة
الفرنسية الخ...، وأحيانا نطلق كلمة أمة على طبقة معينة من الناس، حيث نقسم شعوب
الدول إلى طبقتين، الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة، فنطلق على الطبقة الحاكمة كلمة
الدولة أو الحكومة، ونسمي الطبقة المحكومة «بالأمة».
في اللغة الأوروبية تطلق كلمة «ناسيوناليسم» أي «القومية» على ما يسمى بالشعور
القومي أو الانتماء إلى الأمة، بحيث ترجمها بعض العلماء الإيرانيين إلى اللغة
الفارسية بـ «ملّت برستي» أي «الشعور القومي».
ناسيوناليسم «القومية» تعتمد على العواطف والاحساسات القومية، لا على العقل والمنطق،
لكن لا يمكننا إدانة القومية بشكل مطلق، فإذا كانت القومية لها وجه إيجابي، بحيث
تثبّت التعاون والتعاضد والوحدة بين أفراد الشعب، وتزيد من العلاقات الحسنة
والإحسان وتقديم الخدمات المختلفة بين الأفراد الذين تربطهم حياة مشتركة، فهذا ليس
منافياً للعقل والمنطق، وليس مذموماً في نظر الإسلام، بل على العكس فإن الإسلام
يعطي الأشخاص الذين لهم أولوية في الحقوق أكثر من غيرهم، كالجيران والأقرباء، حقوقاً
قانونية واجتماعية إضافية.
أما القومية بمعناها السلبي فإنها مذمومة عقلاً. عندما تكون القومية عاملاً في
ابتعاد البشر عن بعضهم، وتجزؤهم تحت عنوان القوميات المختلفة، وتخلق فيما بينهم
خصومات وعداوات، ولا ترى لغيرها من الأمم والقوميات الأخرى حقوقاً مشروعة، أو
تتغاضى عن حقوق غيرها من الأمم، فإنها بهذا المعنى تكون مذمومة ومرفوضة.
التعبير المقابل «للناسيوناليسم» (القومية) هو «انترناسيوناليسم» (العالمية)، بحيث
تنظر إلى القضايا من منظار عالمي، وتخالف الشعور القومي، لكن كما قلنا فإن الإسلام
لا يذمّ جميع الإحساسات القومية، فقط يخالف الشعور القومي السلبي لا الشعور
الإيجابي.1
1- خدمات متقابل اسلام وإيران (الخدمات المتقابلة بين ايران والإسلام)، ص 56 - 62.
2016-01-20