س 87: الهجوم الثقافي
110سؤال وجواب
ما هي الوسائل والأدوات التي يستفيد منها الغرب في هجومه الثقافي على العالم الإسلامي؟.
عدد الزوار: 102
الهجوم
الثقافي
س 87: ما هي الوسائل والأدوات التي يستفيد منها الغرب في هجومه الثقافي على العالم
الإسلامي؟.
ج: إن الشعوب والأمم التي تصمم على سلب روح التدين والأخلاق والشهامة والشجاعة
والمروءة من أمة أخرى، فإنها تتّبع سبل الإغراء والشعارات البرّاقة، فتأتي من باب
إدخال وسائل العيش والمرح والتسلية النفسية؛ من مرح ومجون ووسائل شهوانية، وكل ما
يشغل الجسد والحواس بعيداً عن الروح والمعنويات.
إذا نظرنا إلى تاريخ الأندلس (اسبانيا اليوم)، نستطيع أن نقرأ ونعرف بوضوح الخطط
والمؤامرات التي حاكها المسيحيون لإخراج المسلمين من هذا البلد؛ لقد تسللوا من باب
الصداقة وتقديم الخدمات المعيشية اللاّهية الماجنة، لقد أوقفوا الجنائن والبساتين
وجعلوها حكراً لصنع الشراب والمسكرات للمسلمين، وجلبوا الفتيات الجميلات المدللات
والمغنيات والراقصات الماجنات، وأدخلوهنّ إلى كل شارع وقصر وبيت من بيوت المسلمين،
وأمّنوا الوسائل الشهوانية من كل حدبٍ وصوب، فماتت روح المروءة والرجولة والشهامة
عند المسلمين، وسلبت منهم روح الإيمان وانغمسوا في مجالس الأنس والمجون، وهكذا
استطاع المسيحيون سلب الأندلس من أيدي المسلمين.
الاستعمار الغربي في القرون الأخيرة، وفي عصرنا الحاضر، يستخدم الأساليب ذاتها
وينفذها في البلاد الإسلامية.
من المعروف أن المحيط الملوث بالفساد يكون دائماً محركاً للشهوات الجسدية
والحيوانية، ويؤمّن لها الأرضية المناسبة، والاستغراق في الشهوات الجسدية الوضيعة
ينافي الشعور بالمسائل المعنوية السامية؛ من إحساسات دينية والتزام أخلاقي وعلمي
وفني، إنها تميت كل هذه الإحساسات. والإنسان الذي يتبع الشهوات، ليس فقط لا يمكنه
أن ينمّي ذاك الشعور الديني المتسامي في روحه وكيانه، بل إنه يفقد كل إحساس بالعزة
والشرف والكرامة والسيادة، وينسى الشعور بالمروءة والشجاعة والتضحية. من كان أسير
شهواته لا تؤثر فيه الجاذبات المعنوية؛ دينية كانت أم أخلاقية، علمية أو فنية.1
1- امدادهای غيبی در زندكی بشر (المدد الغیبی في حياة البشر)، ص 48 - 49.
2016-01-20