السؤال 95: الحرية الفكرية
110سؤال وجواب
هل في النظام الإسلامي في إيران حدود أو قيود «للحرية الفكرية»؟
عدد الزوار: 135
الحرية
الفكرية
السؤال 95: هل في النظام الإسلامي في إيران حدود أو قيود «للحرية الفكرية»؟
ج: هناك فرق بين حرية الفكر، وحرية العقيدة. فحرية الفكر تنبع من الاستعداد
الإنساني للبشر بحيث يمكنه التفكير في المسائل. هذا الاستعداد البشري يجب أن يكون
حراً، وتقدم البشرية وتكاملها رهن هذه الحرية. أما حرية العقيدة فلها خصوصية أخرى،
أنتم تعلمون أن ليس جميع العقائد تنبع من فكر صحيح، بل هناك عقائد كثيرة منشؤها
سلسلة من العادات والتقاليد والعصبيات، والعقيدة بهذا المعنى، ليست فقط، لا يمكنها
فتح آفاق أمام طريق البشرية، بل تصبح نوعاً من تعقّد الفكر وجموده، بحيث يصير فكر
الإنسان في هذه الحالة مقفلاً وجامداً بدل الانفتاح والفعالية، ومن ثمّ تصبح هذه
القوة التي تفعّل الفكر وتقوّيه أسيرة داخل الإنسان، محبوسة في باطنه بسبب هذا
الجمود والانغلاق.
إن حرية العقيدة بمعناها الأخير، هي غير مفيدة، بل أكثر من ذلك، لها أسوأ الأثر على
الفرد والمجتمع. فهل من المنطق والعقل أن يقال أن الإنسان إذا توصّل بحسب عقيدته
ومنطقه إلى عبادة الحجر، يجب القول أنه ما دام توصل إلى هذا الأمر بالفكر والمنطق،
ولأن العقيدة محترمة، فيجب احترام عقيدته، ولا يمكن الاعتراض على عبادة الأصنام
والأحجار؟ أم أن المسألة غير ذلك، يجب أن نسعى ونعمل من أجل تحرير عقله وفكره من
أسر هذه العقيدة؟
أما بالنسبة إلى مسألة حرية الفكر، فكما أسلفت، لا يجب أن نخطىء في حرية انعقاد
الفكر، فكل مدرسة تؤمن بايديولوجيا خاصة بها، وتعتقد بأفكارها وتثق بعقائدها. من
هنا يجب أن نكون من أنصار حرية الفكر، وكل مدرسة لا تؤمن بنفسها ولا تثق بها فإنها
تقف عائقاً أمام حرية الفكر.
الإسلام من جهته يعتقد بحرية الفكر، فالكل يجب أن يكونوا أحراراً، ويعرضوا ما
توصلوا إليه من أفكار أصيلة، لكن يجب أن نذكّر أن هذا الأمر لا يعني الرياء
والمؤامرة، فالتآمر ممنوع، أما أن تعرض الأفكار الأصيلة فأنت حرٌّ.
من هذا المنطلق، يمكن القول، أن ماهية هذه الثورة هي ماهية تطلب العدالة وتعمل
لأجلها، وتكليفنا جميعاً احترام الحريات بمعناها الواقعي، لأنه إذا كان نظام
الجمهورية الإسلامية أرضية للقمع وخنق الحريات فسوف يهزم حتماً ويسقط، لكن بالطبع
الحرية لا تعني الهرج والمرج والفوضى، وقصدنا بالحرية بمعناها المعقول.1
1- پيرامون انقلاب اسلامی (حول الثورة الاسلامية)، ص 7 - 13 و62.
2016-01-20