السؤال 98: نقاط الضعف
110سؤال وجواب
من أكبر نقاط الضعف عند مؤيدي الأصول الإسلامية والمدافعين عن قيمه أنهم يحدّون من الحرية الفكرية- وإن كانت تنبع من سوء النية- وتمنع إبراز آراء المخالفين وإظهارها؛ وذلك بحجة منع إشاعة الانحرافات الفكرية في المجتمع. فهل تؤيدون أسلوب الدفاع عن المعتقدات والأفكار الإسلامية هذا؟.
عدد الزوار: 105
نقاط الضعف
السؤال 98: من أكبر نقاط الضعف عند مؤيدي الأصول الإسلامية والمدافعين عن قيمه أنهم
يحدّون من الحرية الفكرية- وإن كانت تنبع من سوء النية- وتمنع إبراز آراء المخالفين
وإظهارها؛ وذلك بحجة منع إشاعة الانحرافات الفكرية في المجتمع. فهل تؤيدون أسلوب
الدفاع عن المعتقدات والأفكار الإسلامية هذا؟.
ج: إني أحذّر الشباب والمدافعين عن الإسلام، فلا يظنوا أن طريق حفظ المعتقدات
الإسلامية يكون بمنع الآخرين من إظهار عقائدهم، فحفظ الإسلام ومعتقداته يكون
بالاعتماد على قوة واحدة؛ ألا وهي؛ العلم وإعطاء الحرية للآخرين لإظهار عقائدهم،
وإن كانت مخالفة، ومن ثم التصدي الصريح والواضح لهؤلاء.
أين شاهدتم في تاريخ هذا العالم أمة تدين جميعها بدين واحد، ولديها إحساسات وشعور
ديني واحد، تعطي الأشخاص من غير مذهبها هذا القدر الكبير من حرية إبداء الرأي
والفكر، حتى أنهم يأتون المساجد ويأتون مكة، يجلسون فيها وفي مساجد الرسول (ص)
ويظهرون كل ما يشاءون، وكل ما في قلوبهم وعقولهم وضمائرهم، فينكرون الله عز وجل
وينكرون الرسول والرسل (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين) ولا يقبلون الصلاة ولا الحج،
ثم تتعامل معهم أمة هذا الدين بكل احترام؟
إن النماذج المضيئة في التاريخ الإسلامي كثيرة، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وهذا هو
السبب الذي جعل الإسلام حياً وأبقاه شعلة مضيئة.
فلو كان جواب الامة للمخالفين والمعاندين في صدر الإسلام، ممن لم يقبلوا هذا الدين
الحنيف، هو الضرب والقتل لما كان اليوم من وجود للدين.
إن السبب في بقاء دين الإسلام حياً هو اعتماد الصراحة والشجاعة في مواجهة الأفكار
المختلفة، وفي المستقبل أيضاً، إنما تتوقف حياة الدين وبقاؤه على المواجهة الصريحة
والشجاعة في مقابل العقائد والأفكار المختلفة والمخالفة.
كل فرد يجب أن يكون حراً في فكره وبيانه وقلمه. فقط في هذه الحال يمكن لثورتنا
الإسلامية أن تستمر في طريقها المنتصر والصحيح، وقد دلّت التجربة فيما مضى على أن
المجتمع- في أي زمان ومكان- إذا تمتع بنوع من الحرية الفكرية، ولو «بسوء نية»، فهذا
الأمر لا ينتهي بالضرورة إلى ضرر الإسلام، بل كان دائماً بنفع الإسلام، وهذا ما
يحصل في مجتمعنا، فالإسلام ينمو وينتشر أكثر فيما لو تمتع الجميع بحرية الفكر،
فالمخالفون يمكنهم إظهار آرائهم وأفكارهم وطرح عقائدهم في محيط من الحرية الفكرية
من جهة، وفي المقابل نحن نطرح أفكارنا ونبين نظرياتنا، فقط في هكذا أرضية سليمة
وصالحة ينمو الدين ويرتقي.1
1- پيرامون انقلاب اسلامی (حول الثورة الاسلامية)، ص 18 - 19 و 63.
2016-01-20