يتم التحميل...

السؤال 99: قوانين الإسلام

110سؤال وجواب

في الإسلام قوانين تحرّم أنواعاً معينة من البيع والشراء، و لا تجوز انتشار بعض الكتب التي تحمل في طيّاتها مواضيع خاصة و تمنعها. من جهة ثانية أنتم تدّعون أن الإسلام يحترم الأفكار والعقائد. أوليس هذا النوع من القوانين الصريحة ينافي الأصول الأولية للحرية، أوليس هذا مصداقٌ واضحٌ للحد من إظهار العقائد المختلفة أو منعها من الانتشار؟

عدد الزوار: 123

قوانين الإسلام

السؤال 99: في الإسلام قوانين تحرّم أنواعاً معينة من البيع والشراء، و لا تجوز انتشار بعض الكتب التي تحمل في طيّاتها مواضيع خاصة و تمنعها. من جهة ثانية أنتم تدّعون أن الإسلام يحترم الأفكار والعقائد. أوليس هذا النوع من القوانين الصريحة ينافي الأصول الأولية للحرية، أوليس هذا مصداقٌ واضحٌ للحد من إظهار العقائد المختلفة أو منعها من الانتشار؟


ج: لعل هذه القوانين في نظر البعض مسألة غريبة وغير مقبولة وتنافي أصول الحرية، لكن إذا أمعنّا النظر جيداً نرى أن هكذا قوانين ليست فقط تخلو من أي إشكال بل هي ضرورية ولازمة؛ فمن المهم معرفة الجيد والسيئ من آثاره التي يتركها، يجب أن نعلم أي أثر سيتركه كتاب ما في روح قارئه وفكره، هل يقبله أو يدعه؟ كما لو سئلنا عن الطعام الجيد والطعام الفاسد، سوف نجيب بنفس الجواب.

فالكتاب الذي تكون نتيجته التشاؤم وفساد الروح، أو تحريك الشهوات والغرائز، ومخالفة العفّة والأخلاق والدين، والدعوة إلى الفوضى وعدم النظم، فهذا كتاب لا شك مضلّ وسيء.

وكما يوجد كتاب ضلال فهناك نطق ضلال، وحديث ضلال، وفيلم ضلال أيضاً، وفي هذه المسائل كلها يجب النظر إلى الآثار التي تتركها في روحية البشر، وتقييمها على هذا الأساس، ثم نصل إلى نتيجة تفيد أن كل فرد، بما انه مسؤول عن سعادته الشخصية وعن وجوده وحياته الخاصة، فهو مكلف بمراقبة الأفكار التي يريد أن يستقيها من المصادر المختلفة ويدخلها إلى عقله. كذلك الأمر فيما يتعلق بالقيّمين على المجتمعات، فهم مكلفون بمراقبة الغذاء الروحي لمجتمعهم بما أنهم يديرون شؤونا عامة ويحملون على عاتقهم مسؤوليات ترتبط بأمور الناس وحياتهم، أضف إلى ذلك، أننا من منطلق الإسلام، يتوجب علينا مراقبة بعضنا الآخر فيما يخص الأفكار والعقائد التي نوردها عقولنا خصوصا اذا علمنا أن كل مسلم مسؤول عن سعادة إخوانه من المسلمين الآخرين.1


1- حكمت ها واندرزها (الحكم والمواعظ)، ص 244 - 245.

2016-01-20