السؤال 101: مواساة الفقراء
110سؤال وجواب
ما هي الوسائل التي يجب أن يعتمدها المسؤولون في النظام كي يتمكنوا من مواساة الفقراء والضعفاء؟.
عدد الزوار: 112
مواساة
الفقراء
السؤال 101: ما هي الوسائل التي يجب أن يعتمدها المسؤولون في النظام كي يتمكنوا من
مواساة الفقراء والضعفاء؟.
ج: يقول أمير المؤمنين (ع) في جوابه لعاصم بن زياد لمّا قال له: «يا أمير المؤمنين،
هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك» فقال (ع) :«ويحك إنّي لست كأنت، إنّ الله
تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدِّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير
فقره».1
جاء في سيرة أحوال الأستاذ الفقيه وحيد بهبهاني، أن أحد أبنائه «محمد إسماعيل» شاهد
زوجته «العروس» تلبس لباساً ملوناً ومزركشاً، وهو من نوع اللباس الذي يلبسه الأعيان
والأشراف، فلامها على ذلك، فأجابته: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ
أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾.2
فقال لها: أنا لا أقول أن الطعام والشراب واللباس الجيد مما أنعم الله سبحانه حرام،
لكن المسألة تختلف، فنحن أئمة الناس ولنا موقع متقدم فيما يتعلق برعاية شؤونهم
وحاجاتهم، لنا وضع خاص وتكليف مختلف، فعندما يرى الفقراء أن الأغنياء يتمتعون بكل
شيء لن يكونوا سعداء مطلقاً، والشيء الوحيد الذي يسكّن آلامهم، هو أن تظهر عائلات
السادة الأثرياء والأغنياء بمظهر الفقراء لا بمظهر الأغنياء والأثرياء، نحن قد لا
نستطيع تغيير هذا الوضع، لكن على الأقل يمكننا مواساتهم في هذه المسائل وعدم اثارة
احاسيس البغضاء والكراهية لديهم. وما نراه بوضوح أن الزهد الذي ينبع من مواساة
الناس ومشاركتهم في أحزانهم ومسائلهم المختلفة، لا يتفق إطلاقاً مع الرهبانية، ولا
يبنى على الهروب من المجتمع والعيش في الصومعات، بل هو طريق من أجل تسكين آلام
المجتمع.3
والشيء الأصيل في الإسلام هو المداراة والمواساة، وهذا يعني أن على المسلم أن يملك
أحاسيس المواساة ومشاركة الفقراء والمحرومين في شعورهم بالفقر والحرمان، فالمواساة
والاهتمام بشؤون الفقراء شيء أصيل في الإسلام.4
1- نهج البلاغة، الخطبة: 209.
2- سورة الأعراف: 32.
3- سيرى در نهج البلاغة (في رحاب نهج البلاغة)، ص 228 - 230.
4- اسلام ومقتضيات زمان، ص 221.