يتم التحميل...

السؤال 106: المدد الإلهي الغيبي

110سؤال وجواب

اليوم وبعد تفتح براعم الثورة نشاهد جماعة من الأشخاص الانتهازيين يسعون بشتى الطرق والوسائل من أجل إبعاد الثوريين المضحين من الساحة وأخذ مكانهم، برأيكم ما هي أنجع الوسائل لمنع هؤلاء الأشخاص من تحقيق مآربهم، وبالتالي مواجهة ظاهرة الشؤم هذه؟

عدد الزوار: 109

بالمدد الإلهي الغيبي

السؤال 106: جميعنا نعلم أن الثورة الإسلامية في إيران انتصرت بالمدد الإلهي الغيبي وجهاد الشعب المسلم، والجلي أن جميع الصعاب والمشقات كانت من البداية على كاهل المصلحين المؤمنين الغيارى الذين أخلصوا في شتى المجالات وضحّوا في سبيل الثورة، لكن اليوم وبعد تفتح براعم الثورة نشاهد جماعة من الأشخاص الانتهازيين يسعون بشتى الطرق والوسائل من أجل إبعاد الثوريين المضحين من الساحة وأخذ مكانهم، برأيكم ما هي أنجع الوسائل لمنع هؤلاء الأشخاص من تحقيق مآربهم، وبالتالي مواجهة ظاهرة الشؤم هذه؟


ج: من المشاكل المهمة والآفات الأساسية التي تواجه كل ثورة محاولة نفوذ الانتهازيين إلى داخل الثورة، لذلك فإن تكليف القادة هو سد الباب أمام طريق هؤلاء، ومنعهم من النفوذ إلى عمق الثورة وباطنها، وعدم إحداث اختراق.

إن أي ثورة في العالم، بعد أن يتحمّل أعباءها أشخاص مؤمنون مخلصون، وتطوي المراحل الصعبة الأولية من تاريخها، وتزهر براعمها وتثمر أشجارها، فإن الأشخاص الانتهازيين يطلّون برؤوسهم، ثم عندما يقترب موعد القطاف وجني ما زرعه المخلصون، ترى هؤلاء الانتهازيين يأخذون شعارات الثورة على عاتقهم بقوة، ويشتد ساعدهم ويصبحون (كأم الولد) حتى يتمكنون في النهاية من إخراج الثوريين المؤمنين والمضحّين من ميدان التصدي ويحلّون مكانهم.

هناك مقولة تقول: «الثورة تأكل أبناءها» كأن خصوصية الثورة أنها عندما تصل إلى هدفها، وتشرع في اكتساب النتائج، يبدأ أبناؤها بالاضمحلال واحداً بعد واحد، وتبدأ الثورة بإزالتهم واحداً تلو الآخر، لكن هذا ليس صحيحاً؛ الثورة لا تأكل أبناءها مطلقاً، لكن الغفلة عن نفوذ الانتهازيين والإغماض عن تغلغلهم داخل الثورة يجعل الفاجعة تحل بالمجتمع.

إن التأثير المشؤوم للانتهازيين واضح في التاريخ، ففي فترة من الزمن أخذ هؤلاء (الانتهازيون) مكان الشخصيات الإسلامية المؤمنة بأهداف الاسلام، بحيث أصبح «المطرودون» وزراء، و«كعب الأحبار» مستشاراً، أما «أبو ذر» و «عمار» وغيرهم فأبعدوا إلى خارج البلاد أو سحقوا وشردوا.

المصلحون دائماً يبدأون بالثورة وليس الانتهازيون، لذلك يمكن للمصلحين الاستمرار بأهداف الثورة والتصدي لشؤونها.

من هنا، فإن مواجهة الانتهازية والانتهازيين، على الرغم من تظاهراتهم الخادعة والمزيفة، شرط أساسي لاستمرار الثورة في مسيرها الأصلي.

إن المحافظة على بقاء الأفكار والنيّات وصفائها في مراحل النفي والإنكار (مراحل الثورة) تكون أسهل أثناء مواجهة الأعداء الخارجيين، لكن عند بلوغ الثورة مرحلة الإثبات (مرحلة الأهداف) وحلول موسم جني الثمار وتوزيع الغنائم، فإن حفظ الإخلاص يكون أصعب بمراتب كثيرة.1


1- بررسی اجمالی نهضت های اسلامی در صد ساله اخير (دراسة اجمالية حول الحركات الاسلامية في المائة عام الأخيرة)، ص 93 - 98.

2016-01-20