الأسـد
الحيوانات
الأسد حيوان ضخم من فصيلة السنوريات. تسمى أنثاه لبؤة ويطلق على أطفاله اسم أشبال. أطلق عليه ابتداء من القرن الأول الميلادي لقب ملك الغابة، كان موطن الأسود يشمل عبر التاريخ معظم أوراسيا، من البرتغال إلى الهند،
عدد الزوار: 504
التمهيد:
الأسد حيوان ضخم من فصيلة السنوريات. تسمى أنثاه لبؤة ويطلق على أطفاله اسم أشبال.
أطلق عليه ابتداء من القرن الأول الميلادي لقب ملك الغابة، كان موطن الأسود يشمل
عبر التاريخ معظم أوراسيا، من البرتغال إلى الهند، بالإضافة إلى إفريقيا بأكملها.
ولكن منذ حوالي 10،000 سنة مضت، انقرضت الأسود من أوروبة الغربيّة ثم ما لبثت أن
انقرضت من باقي أوروبة بحلول القرن الثاني للميلاد، كما انقرضت الأسود من شمالي
إفريقيا والشرق الأوسط في الفترة مابين أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن
العشرين.
الآيات القرآنية:
قال الله تعالى في محكم كتابه:
﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنفِرَةٌ
* فَرَتْ مِن قَسْوَرَة﴾.
سبب ذكر الأسد في القرآن:
جاء ذكر الأسد في القرآن في الآية 51 بسورة المدثر لتصوير فرار المجرمين وأهل
النّار من الحق ووصفه كما تفرّ الحمر من الأسد، وتعكس الآيات أوضح تصوير في خوف هذه
الجماعة المعاندة ورعبها من سماع حديث الحقّ والحقيقة.
فيقول اللّه تعالى أوّلاً: (فما لهم عن التذكرة معرضين) لِمَ يفرّون من دواء القرآن
الشافي؟ لِمَ يطعنون في صدر الطبيب الحريص عليهم؟ حقّاً إنّه مثيرٌ (كأنّهم حمر
مستنفرة فرت من قسورة)
"حمرٌ": جمع (حمار) والمراد هنا الحمار الوحشي، بقرينة فرارهم من قبضة الأسد
والصياد، وبعبارة أُخرى أنّ هذه الكلمة ذات مفهوم عام يشمل الحمار الوحشي والأهلي.
"قسورة": من مادة (قسر) أي القهر والغلبة، وهي أحد أسماء الأسد، وقيل هو السهم،
وقيل الصيد، ولكن المعنى الأوّل أنسب.
والمشهور أنّ الحمار الوحشي يخاف جدّاً من الأسد، حتى أنّه عندما يسمع صوته يستولي
عليه الرعب فيركض إلى كلّ الجهات كالمجنون، خصوصاً إذا ما حمل الأسد على فصيل منها،
فإنّها تتفرق في كل الجهات بحيث يعجب الناظر من رؤيتها.
وهذا الحيوان وحشي ويخاف من كل شيء، فكيف به إذا رأى الأسد المفترس؟!
على كل حال فإنّ هذه الآية تعبير بالغٌ عن خوف المشركين وفرارهم من الآيات القرآنية
المربية للروح، فشبههم بالحمار الوحشي لأنّهم عديمو العقل والشعور، وكذلك لتوحشّهم
من كل شيء، في حين أنّه ليس مقابلهم سوى التذكرة.
الأحاديث والروايات الواردة في الأسد:
روي عن علي بن حمزه البطائني انه قال: خرج موسى بن جعفر (ع) في بعض الأيام من
المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها فصحبته وكان راكبا بغلة وأنا على حمار، فلما صرنا
في بعض الطريق اعترضنا أسد، فأحجمت خوفا وأقدم أبو الحسن غير مكترث به، فرأيت الأسد
يتذلل لأبي الحسن ويهمهم، فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلى همهمته، ووضع الأسد يده
على كفل بغلته، وخفت من ذلك خوفا عظيما، ثم تنحى الأسد إلى جانب الطريق وحول أبو
الحسن وجهه إلى القبلة وجعل يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومأ إلى الأسد بيده
أن امض، فهمهم الأسد همهمة طويلة وأبو الحسن يقول آمين آمين، وانصرف الأسد حتى غاب
عن أعيننا، ومضى أبو الحسن لوجهه واتبعته.
فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت: جعلت فداك ما شأن هذا الأسد فلقد خفته والله عليك
وعجبت من شأنه معك، قال: إنه خرج يشكو عسر الولادة على لبوته وسألني أن أدعو الله
ليفرج عنها ففعلت ذلك والقي في روعي أنها ولدت له ذكرا فخبرته بذلك فقال لي: امض في
حفظ الله فلا سلط الله عليك وعلى ذريتك وعلى أحد من شيعتك شيئا من السباع فقلت:
آمين.
بيان:
أحجم عنه كف أو نكص هيبة، واللبوة أنثى الأسد.
أسماء الأسد
في العربية الأسد وجمعه أسود وأسد وآسد وآساد والأنثى أسدة ويقال لبؤة ولبوة.
وللأسد العديد من الأسماء في اللغة العربية. قال ابن خالويه: للأسد خمسمائة اسم
وصفة- وزاد عليه علي بن قاسم بن جعفر اللغوي مائة وثلاثين اسماً فمن أشهرها: أسامة
والبيهس والنآج والجخدب والحارث وحيدرة والدواس والرئبال وزفر والسبع والصعب
والضرغام والضيغم والطيثار والعنبس والغضنفر والفرافصة والقسورة وكهمس والليث
والمتأنس والمتهيب والهرماس والورد والهزبر، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى. ومن
كناه أبو الأبطال وأبو حمص وأبو الأخياف وأبو الزعفران وأبو شبل وأبو العباس وأبو
الحارث. ويأتي اسم سبع من السّباع الذي يعني صاحب القوة.
معلومات علمية عن الأسد:
الأسد هو أحد السنوريات الأربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمر (باللاتينية:
Panthera)، وهو يُعد ثاني أكبر السنوريات في العالم بعد الببر، حيث يفوق وزن الذكور
الكبيرة منه 250 كيلوغراما (550 رطلا). كان موطن الأسود شاسعا جدا في السابق، حيث
كانت تتواجد في شمال إفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا الغربية، حيث انقرضت منذ بضعة
قرون فقط. وحتى بداية العصر الحديث (الهولوسين، منذ حوالي 10،000 سنة)، كانت الأسود
تُعتبر أكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الإنسان، حيث كانت توجد في معظم
أنحاء إفريقيا، الكثير من أنحاء أوراسيا من أوروبا الغربية وصولا إلى الهند، وفي
الأمريكيتين، من يوكون حتى البيرو.
تعيش الآن معظم الجمهرات في إفريقيا الوسطى حيث يظهر أن إعدادها تتناقص باستمرار،
فقد أظهرت إحدى البحوث تراجع إعدادها من حوالي 100،000 في أوائل التسعينات من القرن
العشرين إلى حوالي 16،000 إلى 30،000 أسد برّي حالياً. وتمضي ذكور الأسود معظم
حياتها خاملة.
الأسود حيوانات لاحمة تعيش في مجموعات تسمّى زمراً (مفردها زمرة)، وتتألّف الزمرة
من الإناث ذوات القربى وأشبالها بالإضافة إلى ذكر أو ذكرين (أخوين في الغالب) والتي
تقتضي مهمتهما بإخصاب الإناث و حماية حوز الزمرة. كان يعتقد أن الإناث هي وحدها
التي تقوم بعمليّة الصيد، أما الآن فأصبح يعرف أن الذكور تشارك في الصيد أيضاً،
فجميع الذكور العازبة التي لم تسيطر على زمرة خاصة بها تصطاد بوتيرةٍ منتظمة، وحتى
الذكور المسيطرة تبقى تشارك في الصيد أحياناً إلا أن نسبة مشاركتها تختلف حسب شكل
الأرض التي تقطنها وحسب نوعيّة الطرائد المتوافرة. فيبدو أن الذكور في المناطق
الحرجيّة تصطاد لنفسها بشكلٍ أكبر من الذكور القاطنة في السهول المفتوحة.
يختلف أمد حياة الأسود باختلاف جنسها، فاللبوات التي تعيش في مناطق محميّة آمنة قد
تصل لما بين 12 و14 عاما، بحال تخطّت مخاطر ومشقات حياة الأشبال، بينما لا تتخطى
الذكور 8 سنوات من حياتها إلا فيما ندر .
*إعداد حوزة الهدى / تحقيق شبكة المعارف لإسلامية .
2015-09-01