مكيّة وهي ست آيات
( بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
1- 5- ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ، ولا أَنْتُمْ
عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ) قال الرواة والمفسرون: جاء نفر من المشركين إلى رسول
اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة،
وينتهي ما بينه وبينهم من صراع. فقال لهم: ليس الخلاف فيما بيننا على حكم وسلطان
ولا على عقار وأموال كي نشترك ونقتسم، وإنما هو خلاف في الدين والمبدأ الذي لا يقبل
تقسيما ولا مصالحة إلا أن يتنازل أحد الطرفين ويؤمن بفكرة الآخر... ومعاذ اللَّه أن
أشرك به، وأنتم ترفضون التوحيد بإصرار واستكبار، وإذن:
6- ( لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ ) كفوا عنى، وأكف عنكم وندع الحكم للَّه
العليم الحكيم. أما التكرار ( لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ... ) فهو لمجرد
الإشارة إلى أن كلَّا من الطرفين ثابت على مبدئه ومصرّ على موقفه، وبهذا التوكيد
الوطيد يئس الكفار من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأيقنوا أن الأمر جد وليس
بالهزل، وأنهم أمام رجل لا ككل الرجال.
التفسير المبين/ العلامة محمد جواد مغنية.
2015-09-01