عنوان الإثم والإغواء
فكر الشهيد مطهري
هناك فكرة تقول أن المرأة هي عنوان الإثم والإغواء، من أين منبع هذه الفكرة، وما هي نظرة الإسلام حول هذا الموضوع؟
عدد الزوار: 96
س: هناك فكرة تقول أن المرأة هي عنوان الإثم والإغواء، من أين منبع هذه الفكرة، وما
هي نظرة الإسلام حول هذا الموضوع؟
ج: هناك فكرة خاطئة أوجدها المسيحيون وأدخلوها إلى المجتمع، وهي فكرة كانت في
الحقيقة خيانة كبيرة، وهي مسألة عدم زواج المسيح من امرأة، وتركه الزواج، والعيش من
غير زوجة؛ وهذا ما فعله الكرادلة والرهبان والبطاركة، بحيث أوجدت فكرة خاطئة، أن
المرأة هي عنصر الذنب والخطيئة والإغواء؛ وبالتالي هي شيطان صغير، وأن الرجل لا
يذنب من تلقاء ذاته، ولا يخطىء بحق نفسه، إنما هي المرأة الشيطان الأصغر توسوس له
وتجبره على ارتكاب الآثام. ويقولون أن قصة آدم وحواء عليهما السلام هكذا بدأت، وأن
الشيطان لم يستطع أن ينفذ إلى آدم عليه السلام، غير أنه استطاع أن يغوي حواء (عليها
السلام) ويخدعها، ثم هي بدورها أغوت آدم عليه السلام. وهكذا عبر التاريخ، الشيطان
الكبير يوسوس للمرأة الشيطان الصغير، وهي بدورها توسوس للرجل.
هكذا يتناقل المسيحيون قصة آدم وحواء والشيطان عبر التاريخ، لكن القرآن يدحض هذه
المقولة، ويصرح بخلاف ذلك، وهذا أمرٌ عجيب.
فالقرآن الكريم عندما يورد قصة آدم وحواء عليهما السلام، لا يقول بأصالة آدم عليه
السلام وتبعية حواء عليها السلام، بل القرآن يقول لهما
﴿لاَ تَقْرَبَا هَذِهِ
الشَّجَرَةَ﴾. فالتكليف لهما معاً
﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾، فالشيطان لم
يوسوس لها من دونه بل لهما معاً، و
﴿قَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
النَّاصِحِينَ﴾،
﴿فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ﴾، توجيه الكلام للمثنى. وبالتالي فزلة
قدم آدم بمقدار زلة قدم حواء عليها السلام،، والعكس صحيح، إذن الإسلام أزال هذه
الفكرة الخاطئة والكاذبة التي ألقيت بعنق التاريخ. ولعل القرآن، من أجل ذلك، اهتم
إلى جانب ذكر القديسين، بذكر القدّيسات وتجليلهنّ وتكريمهنّ. فحيثما ذُكِرْنَ إلى
جانب القديسين كُنَّ أعلى شأناً وأكرم ذكراً .
* كتاب 110سؤال وجواب / الشهيد مرتضى مطهري.
2015-06-01