شموليّة الإسلام
فكر الشهيد مطهري
من المسلّم به أن الإسلام لم يبين في تعاليمه السامية أحكاماً شفافة، أو قوانين واضحة حول بعض الإبهامات أو الموضوعات الخاصة في بعض الميادين المختلفة، أفليس السكوت مقابل هذه المسائل مغايرا لشمولية الإسلام وبالتالي مخالفا لها؟
عدد الزوار: 124
س: من المسلّم به أن الإسلام لم يبين في تعاليمه السامية أحكاماً شفافة، أو قوانين
واضحة حول بعض الإبهامات أو الموضوعات الخاصة في بعض الميادين المختلفة، أفليس
السكوت مقابل هذه المسائل مغايرا لشمولية الإسلام وبالتالي مخالفا لها؟
ج: إن شمولية الدين الإسلامي تقتضي في كثير من الاحوال والمسائل عدم فرض أي نوع من
الأحكام أو القوانين، وهذا الأمر ليس من باب أنه لا يملك أحكاماً، بل الحكم فيه أن
يترك الناس أحراراً، أي إنه لا يُوجد تكليفاً في هذه المسائل بالمعنى الاصطلاحي
للتكليف.
إن الله تعالى يريد أن يكون الناس أحراراً في المسائل التي ترك لهم الحرية فيها، أي
الحرية في اختيار "المسائل الحرة"، وحرية التعامل معها. يوضح أمير المؤمنين عليه
السلام هذه المسألة كالتالي: "إن الله افترض عليكم فرائض، فلا تضيعوها، وحدّ لكم
حدوداً، فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء، فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها
نسيانا، فلا تتكلّفوها". إذن، الله سبحانه وتعالى سكت عن بعض المسائل، لا بمعنى أنه
نسِيَها، بل سكت عنها لأنه أراد للناس في هذه الأمور الحرية والاختيار، ففي هذه
المسائل لم يكلف الناس بتكليف معين.
هناك سلسلة من الآداب والعادات بين الناس، فإن قام بها الناس وأدوها " لا يُعمَّرُ
شيءٌ ولا يُهدَّمُ شيءٌ" كذلك الأمر إن تركوها، وهذه الأمور هي التي سكت الله عنها.
* كتاب 110سؤال وجواب / الشهيد مرتضى مطهري.
2015-06-01