يتم التحميل...

نظرة الغرب إلى العشق

فكر الشهيد مطهري

هل تتفاوت نظرة الغرب إلى العشق وسلوكهم في هذا الوادي مع نظرة عالم المشرق وسلوكه؟ وما هو وجه الاختلاف في النظرة إليه بين العالمين "الغربي والشرقي"؟.

عدد الزوار: 114

 

س: هل تتفاوت نظرة الغرب إلى العشق وسلوكهم في هذا الوادي مع نظرة عالم المشرق وسلوكه؟ وما هو وجه الاختلاف في النظرة إليه بين العالمين "الغربي والشرقي"؟.

ج: الغرب يمجد العشق ويمدحه كما الشرق، لكن هناك اختلاف في النظرة إليه، فعالم الغرب يعتبر أن الوصال في ذاته مرغوب وجميل، والعشق في حده الأكثر يبعث على اضمحلال الذات الفردية التي تكدر الحياة، والإتحاد في الروح مع الآخر، بحيث تذوب الشخصيتان في شخصية واحدة، وتعيش كأنها كيان واحد، وهمُّ الغرب هو التّمتُّع بلطف الحياة وأنسها إلى حدِّه الأقصى.

أما الشرقيون فيعدون العشق في حد ذاته مطلوباً ومقدساً، فهو يمنح الروح عظمة وسمواً، ويعطي المرء شخصية قوية، وينظرون إلى العشق على أنه الملهم والمكمِّل، وله أثر الكيمياء بحيث يصفّي النفس، ليس من باب أن العشق يتبعه وصال جميل وممتع، أو أنه مقدمة لحياة مشتركة تفعم الروح الإنسانية باللطف.

إذا كان عشق الإنسان للإنسان في النظرة الشرقية مقدمة عشقية، فهي أسمى وأرقى من الإنسان نفسه، وإن كان مقدمة للإتحاد والوحدة، فهي مقدمة للإتحاد والوصول إلى حقيقة سامية وعالية، ترقى على أفق الإنسانية وتسمو فوقها.

والنتيجة أن مسألة العشق مثل كثير من المسائل الأخرى، تختلف النظرة إليها بين الشرق والغرب، في حين أن الغرب في حدّه النهائي، يفصل العشق عن أنه شهوة بسيطة عادية، ويمنحه نوعاً من الصفاء والرقة الروحانية، فإن الغربيين لا يعدّونه خارج إطار المسائل الحياتية، وينظرون إليه بعين أحد المواهب الاجتماعية، أما الشرقيون فيحسبون العشق ما فوق المسائل الحياتية العادية.


* كتاب 110سؤال وجواب / الشهيد مرتضى مطهري.

 

2015-06-01