س: هل يمكن أن تنطفىء شعلة العشق المتّقدة في وجود الإنسان؟
ج: حدّث شخص عائد من الخارج، أنه زار إحدى المتاحف، ومن الأشياء التي رآها هناك،
مجسّم لامرأة شابة وحسناء، مستلقية على سريرها، وإلى جانبها شاب يضع إحدى رجليه على
الأرض، ووجهه معرض عنها، وكأنه يهم بالابتعاد عنها. من المعلوم أنه كان إلى جانبها،
غير أنني لم أفهم ما معنى هذه المجسمات وإلى ما ترمز، عندها توجهت إلى المرشد
السياحي، وسألته عما توحيه هذه المجسمات، جاوبني المرشد قائلاً: هذا المجسم هو
تجسيد لفكر أفلاطون الفيلسوف، فالفلاسفة يقولون أن الوصال مدفن العشق، وأن العشق
إذا انتهى إلى الوصال يتبدل إلى ضيق وملل وسأم، وينقلب المعشوق إلى منفور منه.
والأصل الذي بيّنه العرفاء والحكماء، أن الإنسان يعشق شيئاً لا يملكه، وأن المرء
عاشق لهذا الشيء ما دام لا يملكه، فإذا وصل إليه تبدلت حرارة العشق إلى برودة، ومال
العاشق يبحث عن معشوق غيره.
* كتاب 110سؤال وجواب / الشهيد مرتضى مطهري.
2015-06-01