يتم التحميل...

الدفن‏

أحكام الميّت‏

عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "من احتفر لمسلم‏ قبراً محتسباً، حرّمه الله على النار وبوّأه بيتاً من الجنة"

عدد الزوار: 377

عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "من احتفر لمسلم‏ قبراً محتسباً، حرّمه الله على النار وبوّأه بيتاً من الجنة" 1

وجوب الدفن‏
يجب دفن كلّ ميّت مسلم، حتّى لو كان سقطاً لم تلجه الروح.

كيفيّة الدفن‏
يجب في الدفن أمور، وهي :

الأوّل: المواراة في حفيرة من الأرض، فلا يُجزي الوضع على سطح الأرض والبناء عليه.
الثاني: كون الحفيرة بحيث تأمن جثّته من السباع وتُكتم رائحته عن الناس.
الثالث: يجب كون الميت مستقبل القِبلة، بأن يُضجعه على جنبه الأيمن، وتكون مقاديم بدنه إلى القبلة، ويكون رأسه إلى يمين من يستقبل القبلة، ورجلاه إلى يساره.

بعض أحكام الدفن‏
أ- يجب دفن الأجزاء المنفصلة عن الميت، حتّى الشَّعر والسنّ والظفر، ويجب دفنها مع بدن الميت مع الإمكان.
ب- لا يجوز الدفن في الأرض المغصوبة، ومنها الأراضي الموقوفة لغير الدفن.
ج- لا يجوز نبش قبر الميت قبل اندراس البدن ولو نُبش جاز دفن الغير معه، وإن كان الأحوط استحباباً ترك دفنه فيه.
د-لا يجوز الدفن في المساجد مطلقاً ولو لم يؤدِّ إلى الإضرار.
هـ- لا يجوز دفن الكفّار وأولادهم في مقبرة المسلمين، ولا دفن المسلم في مقبرة الكُفّار، ولو دُفن عصياناً أو نسياناً يجوز نبشه ونقله، بل يجب ذلك إذا كان البقاء هتكاً له.

نبش القبر
يحرم نبش قبر المسلم ، إلّا مع العلم باندراسه وصيرورته رميماً وتراباً، إلّا في حالات، منها:

1- إذا دُفن في مكان مغصوب، ولا يجب على المالك الرضا ببقائه مجّاناً أو بالعوض، وإن كان الأولى بل الأحوط إبقاؤه ولو بالعوض، خصوصاً فيما إذا كان وارثاً أو رحماً أو دُفن فيه اشتباهاً،وكذلك الدفن مع الكفن المغصوب أو مال آخر مغصوب فيجوز النبش لأخذه.

2- إذا دُفن بلا غسل أو كفن أو حنوط مع التمكّن منها، كلّ ذلك مع عدم فساد البدن وعدم الهتك على الميت، ولا يجوز النبش لذلك إذا كان النقص لعذر كما إذا لم يوجد الماء أو الكفن أو الكافور ثمّ وجد بعد الدفن ، وأمّا إذا دُفن بلا صلاة فلا يُنبش لأجل تداركها قطعاً، بل يُصلّى على قبره كما تقدّم.

3- إذا توقّف إثبات حقٍّ من الحقوق على مشاهدة جسده.

4- إذا دُفن في مكان يوجب هتكه، كما إذا دُفن في بالوعة أو مزبلة، وكذا إذا دُفن في مقبرة الكفّار.

5- لنقله إلى المشاهد المشرّفة مع إيصاء الميت، فخولف عصياناً أو نسياناً أو جهلاً فدُفن في مكان آخر، لو لم يتغيّر البدن ولا يتغيّر إلى وقت الدفن بما يوجب الهتك والإيذاء، ومنها لو خيف عليه من سَبُع أو سيل أو عدوّ ونحو ذلك.

من مستحبّات الدفن وهي أمور:
الأوّل: أن يكون عمق القبر إلى الترقوة أو إلى قامة.

الثاني: أن توضع الجنازة دون القبر بذراعين أو ثلاثة أو أزيد من ذلك، ثُمّ يُنقل قليلاً ويوضع ثُمّ يُنقل قليلاً ويوضع ثُمّ يُنقل في الثالثة مترسّلاً ليأخذ الميت أُهبته.

الثالث: أن يُسلّ من نعشه سلّاً فيُرسل إلى القبر برفق.

الرابع: أن تُحلّ عقد الكفن بعد الوضع في القبر، ويبدأ من طرف الرأس.

الخامس: أن يحسر عن وجهه، و يجعل خدّه على الأرض، ويُعمل له وسادة من تراب.

السادس: أن يكون من يضعه في القبر على طهارة مكشوف الرأس، نازعاً عمامته ورداءه ونعليه، بل وخفّيه إلّا لضرورة.

السابع: أن يكون المباشِر لوضع المرأة في القبر محارمها أو زوجها، ومع عدمهم فأرحامها، وإلّا فالأجانب.

الثامن: تلقينه بعد الوضع في اللّحد، بأن يضرب بيده على منكبه الأيمن، ويضع يده اليُسرى على منكبه الأيسر بقوّة، ويُدني فمه إلى أذنه ويُحرّكه تحريكاً شديداً، ثُمّ يقول اسمع افهم يا فلان بن فلان ثلاث مرّات ذاكراً اسمه واسم أبيه، ثمّ يقول" "هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وسيد النبيين، وخاتم المرسلين، وأن عليا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام افترض الله طاعته على العالمين، وأن الحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والقائم الحجة المهدي صلوات الله عليهم أئمة المؤمنين، وحجج الله على الخلق أجمعين، وأئمتك أئمة هدى أبرار، يا فلان بن فلان إذا أتاك الملكان المقربان رسولين من عند الله تبارك وتعالى وسألاك عن ربك، وعن نبيك، وعن دينك، وعن كتابك، وعن قبلتك وعن أئمتك فلا تخف ولا تحزن وقل في جوابهما: الله ربي، ومحمد صلى الله عليه وآله نبيي، والاسلام ديني، والقرآن كتابي، والكعبة قبلتي، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب إمامي، والحسن بن علي المجتبى إمامي، والحسين بن علي الشهيد بكربلاء إمامي، وعلي زين العابدين امامى و محمد الباقر إمامي، وجعفر الصادق إمامي، وموسى الكاظم إمامي، وعلي الرضا إمامي، ومحمد الجواد إمامي، وعلي الهادي إمامي، والحسن العسكري إمامي، والحجة المنتظر إمامي هؤلاء صلوات الله عليهم أجمعين أئمتي وسادتي وقادتي وشفعائي، بهم أتولى، ومن أعدائهم أتبرء في الدنيا والآخرة ثم اعلم يا فلان بن فلان أن الله تبارك وتعالى نعم الرب، وأن محمداً صلى الله عليه وآله نعم الرسول، وأن عليّاً بن أبي طالب وأولاده المعصومين الائمة الاثني عشر نعم الائمة، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق، وأن الموت حق، وسؤال منكر ونكير في القبر حق، والبعث والنشور حق، والصراط حق،والميزان حق، وتطائر الكتب حق، وأن الجنة حق، والنار حق، وإن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور".

ثم يقول: (أفهمت يا فلان).
ثم يقول: "ثبتك الله بالقول الثابت، وهداك الله إلى صراط مستقيم، عرف الله بينك وبين أوليائك في مستقر من رحمته".
ثم يقول: "اللهم جاف الارض عن جنبيه، واصعد بروحه إليك، ولقه منك برهاناً، اللهم عفوك عفوك".

والأَولى أن يلقن بما ذكر من العربي وبلغة الميت أيضا إن كان غير عربي.

التاسع: أن يرش الماء، والأَولى أن يستقبل القبلة ويبتدء بالرش من عند الرأس إلى الرجل. ثم يدور به على القبر حتى يرجع إلى الرأس، ثم يرش على الوسط ما يفضل

من مكروهات الدفن وهي أمور:
الأوّل: دفن ميّتين في قبر واحد.
الثاني: أن يُهيل ذو الرحم على رحمه التراب.
الثالث: رفع القبر عن الأرض أزيد من أربع أصابع مفرّجات.

اللّهمّ إنّا نسألك حسن العاقبة، والحمد لله ربّ العالمين.

* أحكام الميت، سلسلة الفقه الموضوعي ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- ثواب الأعمال، الصدوق، ص292.

2015-04-10