غسل الميت
أحكام الميّت
يجب تغسيل كلّ ميت مسلم، ولو كان مُخالِفاً على الأحوط وجوباً، حتّى لو كان سقطاً إذا بلغ الأربعة اشهر كما مرّ ولا يجوز تغسيل الكافر، ومن حُكم بكفره من المسلمين كالنواصب.
عدد الزوار: 255
عن الإمام الصادق عليه السلام: "من غسل ميتاً فستر وكتم خرج من الذنوب كيوم
ولدته أمه"1.
من يجب تغسيله
يجب تغسيل كلّ ميت مسلم، ولو كان مُخالِفاً على الأحوط وجوباً، حتّى لو كان سقطاً
إذا بلغ الأربعة اشهر كما مرّ ولا يجوز تغسيل الكافر، ومن حُكم بكفره من المسلمين
كالنواصب.
شرائط المغسّل
يُشترط في المغسِّل أمور، وهي
الأوّل: المماثلة بينه وبين الميت في الذكورة والأنوثة، فلا يُغسِّل الذكرُ
الأُنثى، ولا تُغسِّل الأُنثى الذكر، حتّى ولو كان من وراء الستر ويُستثنى من ذلك
ثلاث صور.
أ- يجوز لكلٍّ من الزوج والزوجة تغسيل الآخر، ولو كان مجرّداً من الثياب، ويجوز
لكلٍّ منهما النظر إلى عورة الآخر على كراهة .
ب- الطفل الّذي لا يزيد عمره عن ثلاث سنين، فيجوز لكلٍّ من الرجل والمرأة تغسيل
مخالفه في الجنس ولو كان مجرّداً من الثياب إذا لم يزد عمره عن ثلاث سنين.
ج- يجوز للرجل أن يُغسِّل محارمه من النساء، والمرأة محارمها من الرجال مع عدم وجود
المماثل ويجب ستر العورة.
الميت المشتبه بكونه ذكر أو أنثى يُغسَّل مرّتين، مرّة يُغسِّله ذكر ومرّة أثنى،
ويكون الغسل من وراء الثوب .
الثاني: الإسلام بل الإيمان، بمعنى أن يكون شيعيّاً إثنا عشريّاً فإن لم
يتوفّر المؤمن الإثنا عشريّ يُغسِّله غيره من المسلمين.
إن لم يتوفّر المسلم، وانحصر المغسِّل المماثل بالكتابيّ أو الكتابيّة، يُغسِّل
الكتابيُّ الميتَ بشرط رعاية أمرين:
أ- أن يغتسل هو أوّلاً قبل أن يُغسِّل الميتَ.
ب- الأحوط وجوباً مع الإمكان أن لا يمسّ الكتابيّ الماء وبدن المسلم ، أو يُغسِّل
في الكرِّ أو الجاري إذا لم يوجد المماثل حتّى الكتابيّ سقط الغُسل.
الثالث: العقل، فلا يصحّ الغسل من المجنون.
الرابع: الأحوط وجوباً أن يكون المغسِّل بالغاً.
ما هو غسل الميت؟
يغسل الميت ثلاث مرات:
الأوّل: بماء السدر.
الثاني: بماء الكافور.
الثالث: بالماء القراح (الخالص).
ويشترط الترتيب بينها فيبدأ أولاً بماء السدر، ثم بماء الكافور ثم بالماء الخالص.
كيف نغسل الميت؟
هناك عدّة خطوات علينا أن نقوم بها لتغسيل الميت:
أوّلاً: تأمين ماء الغسل
نحضر في البداية الماء للغسل، ونُقسِّمه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل نخلط به شيئاً من السدر، والقسم الثاني نخلط به شيئاً من
الكافور، ونترك القسم الثالث ماءً خالصاً.
وكلّ قسم من هذه الثلاثة يكون بمقدار يكفي لغسل الميت به بشكل كامل.
ويشترط في الماء أمور:
1- الطهارة: فلا يصحّ الغسل بالماء النجس.
2- الإباحة: فلا يصح الغسل بالماء المغصوب.
3- إباحة السدر والكافور المخلوط بالماء: فلا يصحّ الغسل بالماء المخلوط بكافور أو
سدر مغصوب.
4- الإطلاق: يجب أن يبقى الماء بعد خلطه بالسدر أو الكافور مطلقاً ولا يتحول إلى
ماء مضاف.
ثانياً: إزالة الحاجب
يجب إزالة كلّ ما يمنع من وصول الماء إلى البشرة، كأدوات التجميل عند النساء طلاء
الأظافر، حمرة الشفاه، أو اللاصق مخلّفات الضمّادات الطبيّة، وعلينا أن نطمئنّ من
عدم وجود الحاجب مع احتمال وجوده، ولو من خلال تلييف البدن أو غيره من الأمور
ثالثاً: إزالة النجاسة
يجب إزالة النجاسة عن بدن الميت قبل غسله، ويكفي غسل كل عضو قبل تغسيله.
رابعاً: الشروع في التغسيل
يجب أن يُغسل الميت غسلاً ترتيبيّاً ولا يصحّ الارتماسيّ على الأحوط، ويكون
الغسل في البداية بماء السدر على الشكل التالي:
1- يبدأ بغسل الرأس والرقبة مع إيصال الماء إلى جلد الرأس تحت الشعر، وإلى ظاهر
البشرة كلّها، ولا يجب غسل باطن الفم والأنف والأذن ويجب التأكّد من غسل الرقبة
كلّها.
2- بعد الانتهاء من غسل الرأس والرقبة يغسل الجانب الأيمن من البدن، مع التدقيق في
غسله كلّه والتأكّد من ذلك ولو من خلال غسل شيء من الطرف الأيسر "مكان التقائه
بالطرف الأيمن" وشيء من الرقبة "مكان التقائها بالبدن"
3- بعد الانتهاء من غسل الجانب الأيمن يُغسل الجانب الأيسر من البدن، بنفس أسلوب
غسل الجانب الأيمن.
وعندما ينتهي من غسل الجانب الأيسر يكون قد أتمّ الغسل الأوّل الّذي كان بماء
السدر، فيأخذ ماء الكافور ويغسل الميت به مرّة ثانية بنفس الطريقة، وعندما ينتهي
يأخذ الماء الخالص ويغسل البدن به مرّة ثالثة كذلك.
آداب غسل الميت وهى أمور
الاول: أن يجعل على مكان عال.
الثاني: أن يوضع مستقبل القبلة كحالة الاحتضار.
الثالث: أن ينزع قميصه من طرف رجليه، وان استلزم فتقه بشرط الاذن من الوارث البالغ
الرشيد على الأحوط.
الرابع: أن يكون تحت الظلال من سقف أو خيمة.
الخامس: أن يحفر حفيرة لغسالته.
السادس: أن يكون عاريا مستور العورة.
السابع: تليين أصابعه برفق، بل وكذا جميع مفاصله.
الثامن: غسل يديه قبل التغسيل إلى نصف الذراع في كلِّ غسل ثلاث مرات.
التاسع: غسل رأسه برغوة السدر أو الخطميّ مع المحافظة على عدم دخوله في أذنه أو
أنفه.
العاشر: غسل الغاسل يديه إلى المرفقين، بل إلى المنكبين ثلاث مرّات في كلٍّ من
الأغسال الثلاثة.
الحادي عشر: غسل فرجيه بالسدر أو الأشنان ثلاث مرات قبل التغسيل.
الثاني عشر: مسح بطنه برفق في الغسلين الأوّلين .
الثالث عشر: أن يبدء في كلٍّ من الأغسال الثلاثة بالطرف الأيمن من رأسه.
الرابع عشر: أن يقف الغاسل إلى جانبه الأيمن.
الخامس عشر: أن يكون ماء غسله ستّ قُرب.
السادس عشر: تنشيفه بعد الفراغ.
السابع عشر: أن يكون الغاسل مشغولاً بذكر الله، والاستغفار عند التغسيل، والأولى أن
يقول مكرّراً "ربِّ عفوك عفوك".
أو يقول: "اللهم هذا بدن عبدك المؤمن، وقد أخرجت روحه من بدنه، وفرقت بينهما
فعفوك عفوك".خصوصا في وقت تقليبه.
الثامن عشر: أن لا يظهر عيباً في بدنه إذا رآه.
* أحكام الميت، سلسلة الفقه الموضوعي ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- الوسائل ،الحر العاملي، ج2، ص496
2015-04-10