يتم التحميل...

مكروهات الدافن والدفن والمقابر

آداب تجهيز الميت

يكره للدافن أمور عديدة منها نزوله القبر بالعمامة أو القلنسوة، وكذلك نزوله القبر بالحذاء، فعن الإمام الكاظم عليه السلام يقول: "لا تنزل في القبر وعليك العمامة والقلنسوة ولا الحذاء ولا الطيلسان، وحلل أزرارك، وبذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جرت"

عدد الزوار: 372

مكروهات الدافن
يكره للدافن أمور عديدة منها نزوله القبر بالعمامة أو القلنسوة، وكذلك نزوله القبر بالحذاء، فعن الإمام الكاظم عليه السلام يقول: "لا تنزل في القبر وعليك العمامة والقلنسوة ولا الحذاء ولا الطيلسان، وحلل أزرارك، وبذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جرت"1.

ويكره للوالد أن ينزل في قبر ولده، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "يكره للرجل أن ينزل في قبر ولده"2.
وفي روايةٍ أخرى عنه عليه السلام قال: "الرجل ينزل في قبر والده، ولا ينزل الوالد في قبر ولده"3.

ولعل ذلك خوفاً من أن يصييبه الجزع عليه فيحبط بذلك أجره عند الله تعالى، كما اشارت الرواية في ذلك عن أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام قال: "- في حديث عن علي عليه السلام - لما قبض إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا علي، انزل فألحد ابني، فنزل عليه السلام فألحد إبراهيم في لحده فقال الناس: إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده، إذ لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ولكني لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان يدخله عند ذلك من الجزع ما يحبط أجره، ثم انصرف صلى الله عليه وآله وسلم "4.

مكروهات الدفن والمقابر

من مكروهات الدفن
1- أن يضاف تراب جديد على القبر

وذلك بإحضار تراب من مكان آخر غير ما احتفر من القبر نفسه، بل يكتفى بما أخرج من نفس القبر، فعن أبي عبد الله عليه السلام : "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه" 5.

2- أن يهيل أرحام الميت التراب
فعن عن عبيد بن زرارة قال: "مات لبعض أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام ولدٌ فحضر أبو عبد الله عليه السلام ، فلما ألحد تقدم أبوه فطرح عليه التراب، فأخذ أبو عبد الله عليه السلام بكفيه وقال: لا تطرح عليه التراب، ومن كان منه ذا رحمٍ فلا يطرح عليه التراب، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يطرح الوالد أو ذو رحم على ميته التراب، فقلنا: يا بن رسول الله، أتنهانا عن هذا وحده؟ فقال: أنهاكم أن تطرحوا التراب على ذوي أرحامكم، فإن ذلك يورث القسوة في القلب، ومن قسا قلبه بعد من ربه" 6.

ومنها ما بينه الإمام الخميني قدس سره:"ومنها أن يهيل ذو الرحم على رحمه التراب، ومنها سدُّ القبر وتطيينه بغير ترابه، ومنها تجديد القبر بعد اندراسه، إلا قبور الأنبياء عليه السلام والأوصياء والصلحاء والعلماء ومنها الجلوس على القبر، ومنها الحدث في المقابر، ومنها الضحك فيه، ومنها الاتكاء على القبر، ومنها المشي عليه من غير ضرورة، ومنها رفعه عن الأرض أزيد من أربع أصابع مفرجات"7.

3- البناء على القبر
وهذا في غير قبور الأنبياء والأئمة والصالحين عليهم السلام، ففي الرواية سألت أبا الحسن موسى الكاظم عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ قال: لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه 8.

4- الضحك في المقابر
وهو أمر لا يتناسب مع حالها الذي ينبغي أن يذكر الإنسان المؤمن بالآخرة ويزهده في الدنيا الفانية، وقد جاء في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام :"إن الله تبارك وتعالى كره لأمتي الضحك بين القبور والتطلع في الدور" 9.

وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من ضحك على جنازة أهانه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، ولا يستجاب دعاؤه، ومن ضحك في المقبرة رجع وعليه من الوزر مثل جبل أحد، ومن ترحم عليه نجا من النار"10.

خاتمة
يفهم من مجمل الآداب التي مرت في الروايات والتي أشار لها الفقهاء العظام، أهمية التعامل مع جسد الميت باحترام ومراعاة حرمته، سيما مع ملاحظة الروايات التي تتحدث عن الأمانة في الغاسل والمجهز، لما يطلع عليه من أمور تخص جسد الميت وتخفى عن الآخرين، فلا بأس بتذكر ما ورد في هذا الشأن من وصية رسول الله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فد روي أنه قال في خطبة طويلة: من غسَّل ميتاً فأدَّى فيه الأمانة كان له بكلِّ شعرةٍ منه عتق رقبة، ورفع له مائة درجة، قيل: يا رسول الله وكيف يؤدى فيه الأمانة؟ قال: يستر عورته ويسترشينه وإن لم يستر عورته وشينه حبط أجره وكشفت عورته في الدنيا والآخرة11.

على أنه لا يغفل عما في المشاركة في الجنائز من التكافل الاجتماعي الذي ندب له الإسلام وسن له الكثير من الآداب التي تصمن الحفاظ على روح الجماعة بين المسلمين.

وفقنا الله جميعا للعمل الصالح، وجعل خاتمنا إلى خير وحشرنا مع نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، ومع الآل الكرام بحقه وحقهم عليهم أفضل الصلاة والسلام.

*اداب تجهيز الميت ، سلسلة الاداب والسنن، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


1- م.ن. ج 3- ص 170
2- م.ن. ج 3- ص 185
3- م.ن. ج 3- ص 185
4- م.ن. ج 3- ص 185- 186
5- م.ن. ج 3- ص 202
6- م. ن. ج3 – ص 191
7- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1- ص 92
8- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- دار إحياء التراث- بيروت – ج3 – ص 210
9- م.ن. ج 3 – ص232
10- المجلسي-محمد باقر-بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة- ج 78- ص 264
11- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- مؤسسة أهل البيت- الطبعة الثانية 1414 ه.ق- ج 2- ص 497

2015-04-10