ترك الزكاة وأكل مال اليتيم
الموضوعات الغيبية في القرآن
الـزكـاة من اركان الاسلام الاساسية وتركها من اكبر الذنوب ونلاحظ ان القرآن قد جعل منعها في مـصاف الشرك وتكذيب المعاد، وهذا يعني انها من دواعي دخول النار، حيث يقول القرآن الكريم:
عدد الزوار: 194
الـزكـاة من اركان الاسلام الاساسية وتركها من اكبر الذنوب ونلاحظ ان القرآن قد جعل
منعها في مـصاف الشرك وتكذيب المعاد، وهذا يعني انها من دواعي دخول النار، حيث يقول
القرآن الكريم:
﴿الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ فصلت ـ7.
اثـارت هذه الاية جدلا واسعا بين المفسرين، وطرحوا احتمالات متعددة في تفسيرها وكان
الدافع لذلك كونها من فروع الدين فكيف يصبح تركها دلالة على الكفر والشرك؟
يـبـدو ان البعض قد جعل منها معيارا فقال ان عدم ايتاء الزكاة حتى وان لم يقترن
بانكار حكمها يعتبر مؤشرا ذاتيا على الكفر، وقال البعض الاخر ان عدم ايتائها
لايعتبر كفرا لوحده، وانما يكون كذلك اذا اقترن بانكارها لان وجوب الزكاة من
ضروريات الاسلام ومنكرها كافر.
والـنـقطة التي تعيننا على توضيح تفسير الاية هي المكانة الخاصة التي تميزالزكاة من
بين التعاليم الاسلامية، فاداؤها يعني الاعتراف بالحكومة الاسلامية ومنعها يدل على
التمرد ومناهضة الحكومة، وكـمـا نعلم فان القيام ضد الحكومة الاسلامية موجب للكفر "ورد
شرح هذه القضية بالتفصيل في كتاب التفسيرالامثل "تفسير نمونة " ج20 من صفحة 214 ـ
220".
وقـد سبقت الاشارة الى الاية (35) من سورة التوبة والتي تتحدث عن اكتناز الذهب
والفضة وهي من الايات الدالة على ان الزكاة من اسباب دخول النار.
اكل مال اليتيم
اكل مال اي شخص كان وبلا مجوز شرعي حرام، لكن هذا الحكم يتاكد اكثربالنسبة لليتامى،
وذلك لـحاجتهم الشديدة من جهة، وفقدانهم الولي من جهة ثانية، وعدم امكانية الدفاع
عن انفسهم من جهة ثالثة، وهذا مايخرج القضية عن وضعها الطبيعي ويعطيها بعدا
استثنائي.
ولهذا السبب هناك آيات قرآنية كثيرة مليئة بالوعيد والعذاب الشديد لمن ياكل اموال
اليتامى ظلما، فـهـا هـي الايـة الشريفة تصرح:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء ـ10.
ورد في الروايات عن الرسول انه قال: "شر الماكل اكل مال اليتيم ظلما" .
ولكن هل ان التعبير القرآني في عقوبة آكل مال اليتيم جورا بانه ياكل نارا، هو تعبير
مجازي؟ قال جـمـاعة من المفسرين بامكانية حملة على المعنى الحقيقي لان هذا التعبير
يظهر ان لاعمالنا صورة بـاطـنـيـة اضافة الى الصورة الظاهرية، وان تلك الصورة خافية
عنا في هذا العالم وتظهر في يوم القيامة ومسالة تجسد الاعمال نابعة من هذا الموضوع،
وعلى هذا فلا يستبعد حمل الاية على معناها الحقيقي.
* نفحات قرأنية /6/ بحث الجنة / اية الله مكارم الشيرازي.
2015-02-01