الشيخ الطوسي
علماء الشيعة
ولد ابوجعفر محمد بن حسن الطوسى، المعروف بـ "شيخ الطائفة" فى خراسان عام 385 للهجرة وكان من النجوم الساطعة فى عالم الإسلام وله مؤلفات عديدة فى الفقه والاصول والحديث والتفسير والكلام والرجال.
عدد الزوار: 282
ولد ابوجعفر محمد بن حسن الطوسى، المعروف بـ "شيخ الطائفة" فى خراسان عام 385
للهجرة وكان من النجوم الساطعة فى عالم الإسلام وله مؤلفات عديدة فى الفقه والاصول
والحديث والتفسير والكلام والرجال.
الاسرة:
ينتسب الشيخ الطوسى لبيوتات علم و فقاهة متتالية. وابنه الشيخ ابوعلى الملقب ب"المفيد
الثانى" فقبه جليل وبناء على ما ذكر فى المستدرك (ج 3، ص 498) له كتاب بعنوان "الأمالى"
وقد شرح كتاب النهاية لوالده.
وعلى ما نقل فى كتاب "لؤلوة البحرين" إن بنات الشيخ الطوسى كن من الفقيهات الفاضلات
ايضا".
وكان للشيخ ابوعلى ولد بأسم "الشيخ ابوالحسن" الذى تقلد زعامة الشيعة ورئاسة الحوزه
العلمية.
يقول عماد الطبرى لو كانت الصلوات جائزه على غيرالأنبياء لكنت أصلى على هذا لرجل
وقد توفى الشيخ ابوعلى سنة 540 ه.
لقد هاجر الشيخ الطوسى عام 408 هاى فى سن الثالثة والعشرين الى بغداد وكان نزيل
بغداد حتى آخر حياته وقد أنيط اليه الزعامة الدينية والفتيا والرئاسة العلمية بعد
استاذه السيد مرتضى علم الهدى.
وقد درس الشيخ الطوسى لمده خمس سنوات عند الشيخ المفيد كما تتلمذ على ابرز تلاميذه
السيد مرتضى علم الهدى لسنوات طويلة.
وتوفى الى رحمة الله السيد المرتضى علم الهدى استاذه سنة 436 للهجرة ولم يزل يزاول
زعامته حتى عام 448 هالى أن حدثت اضطرابات وفوضى ادت الى سلب ونهب منزل الشيخ
واحراق مكتبته واضطر الشيخ بعد ذلك للهجرة الى النجف الاشرف وقام بتأسيس الحوزة
العلمية هناك وقد توفى فى النجف الاشرف سنه 460 للهجره ومرقده معروف فى النجف
الاشرف.
منزلته العلميه ومكانته:
للشيخ الطوسى كتاب فى الفقه بعنوان "النهاية" وكانت تدرس فى الحوزات العلمية سابقا"
وله كتاب آخر فى الفقه ايضا" باسم "المبسوط" حيث فتح آفاقا" جديدة فى الفقه وكان
اكثر الكتب الفقهية بسطا" فى زمانه.
وكتابه الآخر هو "الخلاف" وقد استعرض الشيخ فيها الآراء الفقهيه لكلا الطائفتين
الاماية والسنة كما الف كتبا" فقهية اخرى
ان العلماء كانوا يلقبون الطوسى بـ "الشيخ" على وجه التحديد حتى قبل القرن الاخير.
كما كانوا يلقبون الشيخ المفيد والشيخ الطوسى بـ "الشيخان" على الحصر. إن الشيخ
الطوسى من الوجوه اللامعة فى جميع المجالات الفقهية.
زعامة الشيعة:
بعد ارتحال السيد المرتضى علم الهدى خول الى الشيخ الطوسى زعامة الشيعة وقيادتها
وكان منزل الشيخ فى محلة الكرخ ببغداد حيث كان تشداليه الرحال من ادنى الاقطار
الاسلامية واقاصيها وكان العلماء والفضلاء يرتوون من منهله الفياض ويروون غليلهم به.
التلامذة:
لقد ذاع صيت واشتهار الشيخ حيث غطى العالم الاسلامى واجتاز جدران قصر الخلافة
العباسى ايضا" وقد خصص له القائم بامرالله العباسى بمساعدة السلاطين البويهيين مسند
تدّريس الكلام فى مركز الخلافة ببغداد. وفى ذلك الزمان كان لهذا المسند اهمية خاصة
وكان يخول ذلك المنصب الى اكبر عالم فى العالم الاسلامى، وهذا يدل على انه لم يكن
فى ذلك العصر عالم آخر يدانيه فى مستواه الثقافى والعلمى.
الحادث المؤسف:
لقد هاجم السلاجقة الاتراك بغداد وباحتلال مركز الخلافة استطاعو القضاء على
البويهيين مستغلين ضعف الدولة البويهية. فقام وزير السلطان طغرل بيك المتزمت الحاقد
على الشيعة، عبدالملك بحملات واسعة على المناطق السكنيه الشيعية فى بغداد واصدر
امرا" بسلب ونهب المنازل واضرام النار فيها كما قاموا بقتل العديد من وجوه الشيعة
وعلمائها وهاجموا منزل الشيخ الطوسى ونهبوا منزله واشعلوا النار فى مكتبته العظيمة
وابادوها.
وبعد هذه الاحداث المخزية المؤسفة هاجر الشيخ الطوسى الى النجف الاشرف.
فى النجف الاشرف:
لقد كان النجف الاشرف قرية يسكنها عدد قليل من الشيعه بجوار المرقد المقدس
لاميرالمؤمنين على عليه السلام. فقام الشيخ بتأسيس الحوزة العلمية هناك بعد ما هدأت
فورة العصبية العمياء والحقد الجاهلى المفيت ضد العلم والعلماء، فأصبحت الحوزة
العلمية فى النجف الاشرف منارا" ونبراسا" لعشاق العلوم والمعارف الاسلامية واكبر
حوزة عرفها التاريخ فى العالم الشيعى.
المؤلفات:
ان للشيخ الطوسى مرجعان اساسيان ومهمان من كتب المراجع الاربعة للشيعة وهما "تهذيب
الاحكام" و"الاستبصار" وكلاهما من الكتب والمصادر الروائية حيث يستند اليها المسائل
الفقهيه والاحكام الشرعية كما للشيخ الطوسى مؤلفات اخرَى منها:
1- النهاية
2- المبسوط
3- الخلاف
4- عدة الاصول
5- الرجال
6- الفهرست
7- تمهيد الأصول
8- التبيان
الوفاة:
انتقل الشيخ الطوٌسى الى رحمة الله فى ليلة الاثنين الثانى والعشرين من محرم الحرام
سنة 460 للهجرة، ودفن فى النجف الاشرف بمنزله وبذلك قد خسرالعالم الاسلامى اكبر
الوجوه اللامعة الزاهرة فى الفقه والذى لم يعوض التاريخ مثله وان الفقهاء والاعلام
والمحققين ينهلون من مناهله ويستنيرون بانواره البهية حتى يومنا هذا.