إثبات طول عمره من حيث كونه حجّة
الإمام المهدي (عج)
نسمعهم أحياناً يقولون: "لولا الإمام" أو "لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها". وفي ذلك أقول: إذا صحّ هذا الحديث فمعنى الحجّة فيه كتاب الله. فلو لم تكن بين النّاس مثل هذه الحجة الإلهية لانتهى وجود الخليفة لانتفاء الغاية من وجودها.
عدد الزوار: 101
نسمعهم أحياناً يقولون:
"لولا الإمام" أو
"لولا الحجّة لساخت
الأرض بأهلها". وفي
ذلك أقول: إذا صحّ هذا
الحديث فمعنى الحجّة فيه
كتاب الله. فلو لم تكن
بين النّاس مثل هذه الحجة
الإلهية لانتهى وجود
الخليفة لانتفاء الغاية
من وجودها. فالغاية من
وجود النّاس هي الهداية
والتكامل، فإذا انقطع
سبيل الهداية بانتفاء
وجود كتاب الله الذي هو
حجة الله على الخلق،
لانتفى الغرض من الوجود
واختفت الخليفة.
أما إذا كان المراد من
الحجة في الحديث هو
الإمام الغائب، فلا أدري
ما هي الهداية المرجوة
للناس مع اختفائه، حتى
تسيخ الأرض بأهلها مع عدم
وجوده وينهار الوجود؟.
الجواب: هذا
الإشكال مشترك كسابقه،
بحيث يرتدّ بنفسه على
الكاتب. فلو كان معنى
الحديث أنّ "الحجة"
تحفظ من يؤمن ويتمسك بها،
فلن يكون ثمة فرق في أن
تتجلى هذه "الحجة"
بالإمام الغائب أو
بالقرآن أو بأي كتاب
سماوي.
وهنا نصل إلى ما ذكره
الكاتب في رسالته، حيث
قال: لو كانت "الحجة"
ماثلة في الحدث بالإمام
الغائب، لكان هذا الإمام
حَرس أهل خراسان وقزوين
من الزلزلة المدمّرة التي
أصابتهم وحفظهم من
غائلتها خصوصاً وهو من
مؤيديه والمؤمنين به!
في جوابه نقول تأسيساً
على ما ذكرناه قبل لحظة:
لو كان القرآن الكريم هو
المقصود بالحجة في الحديث
لوجب أن يحرس أهل الأرض،
ويحفظ أهل خراسان وقزوين
من بلاء الزلزلة، خصوصاً
ونحن نعلم يقيناً أن في
بيوت هؤلاء ساعة وقوع
الزلزلة مئات بل آلاف من
نسخ القرآن الكريم، ولكن
مع ذلك انهارت المنازل
وتهدمت على ساكنيها دون
أن يحرسهم حجة الله -
القرآن الكريم - وهم في
بيوتهم!
وهكذا يتّضح أن "ساخت
الأرض بأهلها" هو
كناية عن انقراضٍ كامل
لبني النوع البشري وفناء
بساط الإنسانية. والطريف
أن هذا التفسير هو الذي
اعتمده الكاتب أولاً، بيد
أنه غفل عنه فيما بعد1.
* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره، مقالات تأسيسية، ص268-269.
2014-08-15