كيف تتمّ عملية التغيير في اليوم الموعود؟
الإمام المهدي (عج)
نصل في النهاية إلى السؤال الأخير من الأسئلة التي عرضناها، هو السؤال عن الطريقة التي يمكن أن نتصوّر من خلالها ما سيتمُّ على يد ذلك الفرد من انتصار حاسم للعدل، وقضاء على كيانات الظلم المواجهة له.
عدد الزوار: 108
"نصل في النهاية إلى
السؤال الأخير من الأسئلة
التي عرضناها، هو السؤال
عن الطريقة التي يمكن أن
نتصوّر من خلالها ما
سيتمُّ على يد ذلك الفرد
من انتصار حاسم للعدل،
وقضاء على كيانات الظلم
المواجهة له.
والجواب المحدّد عن هذا
السؤال يرتبط بمعرفة
الوقت والمرحلة التي
يقدّر للإمام المهديّ
عليه السلام أن يظهر فيها
على المسرح، وإمكان
افتراض ما تتميز به تلك
المرحلة من خصائص
وملابسات لكي تُرسم في
ضوء ذلك الصورة التي قد
تتّخذها عملية التغيير،
والمسار الذي قد تتحرك
ضمنه. وما دمنا نجهل
المرحلة ولا نعرف شيئاً
عن ملابساتها وظروفها فلا
يمكن التنبّؤ العلميّ بما
سيقع في اليوم الموعود،
وإن أمكنت الافتراضات
والتصوّرات التي تقوم في
الغالب على أساس ذهنيّ لا
على أسس واقعية عينية.
وهناك افتراض أساسيّ واحد
بالإمكان قبوله على ضوء
الأحاديث التي تحدثت عنه1،
والتجارب التي لوحظت
لعمليات التغيير الكبرى
في التاريخ، وهو افتراض
ظهور المهديّ عليه السلام
في أعقاب فراغ كبير يحدث
نتيجة نكسة وأزمة حضارية
خانقة2. وذلك
الفراغ يتيح المجال
للرسالة الجديدة أن
تمتدّ، وهذه النكسة تهيّئ
الجوّ النفسيّ لقبولها،
وليست هذه النكسة مجرّد
حادثة تقع صدفة في تاريخ
الحضارة الإنسانية،
وإنّما هي نتيجة طبيعية
لتناقضات التاريخ المنقطع
عن الله - سبحانه وتعالى
- التي لا تجدُ لها في
نهاية المطاف حلاًّ
حاسماً فتشتعل النار التي
لا تُبقي ولا تذر، ويبرز
النور في تلك اللحظة,
ليطفئ النار ويقيم على
الأرض عدل السماء"3.
* من كتاب أمل الإنسان، سلسلة المسابقات الثقافية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- إشارة إلى علامات
الظهور أو الملابسات
والأحداث والوقائع التي
تسبق ظهوره المبارك أو
ترافق ظهوره كما صوّرتها
الروايات ووردت بها
الآثار الصحيحة، وقد
بُسّطت تفصيلاً في (عصر
الظهور) للسيد محمد الصدر
قدس سره.وراجع: الإرشاد،
الشيخ المفيد: ص356 وما
بعدها.
وراجع أيضاً: الإشاعة
لأشراط الساعة، محمد بن
رسول الحسينيّ البرزنجيّ.
2- وفيه إشارة إلى ما
يمكن أن تجرّ إليه
الإنسانية من أزمة حضارية
بسبب التنافسات والصراعات
بين الحضارات المادية
والكيانات السياسية،
وفشلها في تحقيق الأمن
والاستقرار والسعادة
للإنسان، ولقد بدأت بوادر
مثل هذا الفراغ تظهر
وتتّسع شيئاً فشيئاً في
عصرنا الراهن في شرق
الأرض وغربها، وكلّ متتبع
للأخبار والتقارير
الصحفية والتحقيقات
الخبريّة يعرف ذلك
جيّداً.وما اليوم الموعود
ببعيد
3- السيد الشهيد محمد
باقر الصدر قدس سره، بحث
حول المهديّ، ص88-90.