الذاكر لله أمام التعب والنهم والمقلقات الخمس
هكذا تكون سعيداً
لا يمكن للعاقل أن ينفي التعب عن الإنسان حينما يقوم بجهد معتدٍّ به سواء كان ذاكراً لله أم معرضاً عنه، إلا أن التعب لا يستلزم دائماً شعوراً بالضيق، بل قد يلازمه فرح وسعادة كحال الرياضي الراكض في "ماراتون" وقد وجد نفسه يتقدّم الجميع ضامناً الجائزة،
عدد الزوار: 262
مرَّ أن المُعرض
عن ذكر الله تضيق
معيشته لأسباب
سبعة:
1- التعب
2- النهم
3- القلق من
تحقيق النتيجة
المبتغاة
4- القلق من
المحافظة على
المكتسبات
5- القلق من
الطوارئ السلبية
6- القلق من
الماضي
7- القلق من
الموت وما بعده.
أمّا الذاكر لله
فإن حياته تبقى
مطمئنة هادئة
عابرة لهذه
الأمور الستة دون
أيِّ كدر في نفسه
وضيق في حياته.
ولمقاربة ذلك
نمرّ على
العناوين
الستّة في
حياة الذاكر لله
تعالى بلغتي
العقل والقلب:
1-
الذاكر
لله تعالى والتعب
لا يمكن للعاقل
أن ينفي التعب عن
الإنسان حينما
يقوم بجهد معتدٍّ
به سواء كان
ذاكراً لله أم
معرضاً عنه, إلا
أن التعب لا
يستلزم دائماً
شعوراً بالضيق,
بل قد يلازمه فرح
وسعادة كحال
الرياضي الراكض
في
"ماراتون"
وقد وجد نفسه
يتقدّم الجميع
ضامناً الجائزة,
وها هو يركض في
آخر خطواته نحو
خط الفوز, فإن
خطواته الأخيرة
هذه يواكبها
الجسد في أرهق
حالة والنفس في
أسعد لحظة.
وكحال الأم وهي
ترضع طفلها, فإنّ
شعورها يمتزج
كثيراً بين التعب
والفرح.
وهكذا حال الذاكر
لله تعالى فإن
عقله يدلّه على
أنه يستحيل على
الله الحكيم أن
يقتصر الحياة على
هذه الدنيا التي
جلّها تعب, فلا
بُدَّ أن يكون
هناك حياة أُخرى
لا تعب فيها،
تكون هي الغاية
لهذه الحياة،
فيشعر بالانشراح
والراحة لمستقبل
النعيم الآتي.
ويزداد فرحاً
حينما يجد أنّ ما
وصل إليه عقله
أكَّده كتاب
ربِّه الذي
يتحدَّث عن أهل
الجنّة قائلاً:
﴿لاَ
يَمَسُّهُمْ
فِيهَا نَصَبٌ﴾1
أي تعب, كما
يؤكِّد ذلك على
لسان أهل الجنّة
الذين يقولون: ﴿...الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي
أَذْهَبَ عَنَّا
الْحَزَنَ إِنَّ
رَبَّنَا
لَغَفُورٌ
شَكُورٌ *
وَقَالُوا
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي
أَذْهَبَ عَنَّا
الْحَزَنَ إِنَّ
رَبَّنَا
لَغَفُورٌ
شَكُورٌ *
الَّذِي
أَحَلَّنَا دَارَ
الْمُقَامَةِ مِن
فَضْلِهِ لَا
يَمَسُّنَا
فِيهَا نَصَبٌ...﴾2,
بل تزداد وتزداد
سعادته بحيث يشعر
بلذة من ذلك
التعب حينما يعرف
ثوابه العظيم لا
سيّما بناء على
ما ورد في
الحديث:
"أفضل الأعمال
أحمزها"3
أي أشقّها, وذلك
حينما يقرأ ما
ورد في القرآن
الكريم حول
الجنّة التي هي
جزاء لأولئك
الذاكرين الذين
أتعبوا أنفسهم في
سبيل الله
فالقرآن يتحدّث
عن: ﴿وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ
وَالأَرْضُ﴾4.
وعن خصائص هذه
الجنّة, فـ:
1-
بيوتها:
﴿غُرَفٌ
مِّن فَوْقِهَا
غُرَفٌ
مَّبْنِيَّةٌ
تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ﴾5.
2-
وفرشها:
﴿وَفُرُشٍ
مَّرْفُوعَةٍ﴾6.
3- وحشو
تلك الفرش: ﴿مُتَّكِئِينَ
عَلَى فُرُشٍ
بَطَائِنُهَا
مِنْ
إِسْتَبْرَقٍ﴾7.
4-
وأسرّتها:
﴿عَلَى
سُرُرٍ
مَّوْضُونَةٍ﴾8
و ﴿فِيهَا
سُرُرٌ
مَّرْفُوعَةٌ﴾9.
5-
وأبوبها:
﴿جَنَّاتِ
عَدْنٍ
مُّفَتَّحَةً
لَّهُمُ
الْأَبْوَابُ﴾10.
6-
وأنهارها:
﴿وَبَشِّرِ
الَّذِين
آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ﴾11.
7- وشراب
أهل الجنّة:
﴿مَثَلُ
الْجَنَّةِ
الَّتِي وُعِدَ
الْمُتَّقُونَ
فِيهَا أَنْهَارٌ
مِّن مَّاء
غَيْرِ آسِنٍ
وَأَنْهَارٌ مِن
لَّبَنٍ لَّمْ
يَتَغَيَّرْ
طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ
مِّنْ خَمْرٍ
لَّذَّةٍ
لِّلشَّارِبِينَ
وَأَنْهَارٌ
مِّنْ عَسَلٍ
مُّصَفًّى﴾12.
8- وطعام
أهل الجنّة:
﴿وَلَحْمِ
طَيْرٍ مِّمَّا
يَشْتَهُونَ﴾13.
9- وفاكهة
أهل الجنّة:
﴿وَفَاكِهَةٍ
كَثِيرَةٍ
*
لَّا
مَقْطُوعَةٍ
وَلَا
مَمْنُوعَةٍ﴾14,
﴿فِيهَا
فَاكِهَةٌ
وَالنَّخْلُ
ذَاتُ
الْأَكْمَامِ﴾15, ﴿فِيهِمَا
فَاكِهَةٌ
وَنَخْلٌ
وَرُمَّانٌ﴾16.
10- ولباس
أهل الجنة:
﴿وَلِبَاسُهُمْ
فِيهَا حَرِيرٌ﴾17.
11-
وحُلَلُ أهل
الجنّة:
﴿يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ
مُّخَلَّدُونَ*
بِأَكْوَابٍ
وَأَبَارِيقَ
وَكَأْسٍ مِّن
مَّعِينٍ﴾18.
12- ونساء
أهل الجنّة:
﴿حُورٌ
مَّقْصُورَاتٌ
فِي الْخِيَامِ*
لَمْ
يَطْمِثْهُنَّ
إِنسٌ قَبْلَهُمْ
وَلَا جَانٌّ﴾19
,
﴿كَأَنَّهُنَّ
الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ﴾20.
13-
وخدّام أهل
الجنّة:
﴿يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ
مُّخَلَّدُونَ*
بِأَكْوَابٍ
وَأَبَارِيقَ
وَكَأْسٍ مِّن
مَّعِينٍ﴾21.
وتعب الذاكر لله
تعالى بلغة القلب
يذوب ويذوب كما
تذوب الألف بين
العذاب والعذب,
فيتحوّل العذاب
عذباً طالما هو
في سبيل المعشوق.
ولعلّه بهذه
الخلفية عاتب
الله تعالى
مادحاً رسوله
العاشق مبيّناً
كماله وعشقه
بقوله:
﴿طه
*مَا أَنزَلْنَا
عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ
لِتَشْقَى﴾22.
2- الذاكر لله
تعالى والنهم
إنَّ الذاكر لله
تعالى وإن كان
يعمل فيها كأنه
يعيش فيها أبداً
إلا أنّه ينظر
إليها نظرة
المفارق لا نظرة
العاشق
الوامق23,
"فهو يعلم أنَّ
عزَّها وفخرها
إلى انقطاع, وأنّ
زينتها ونعيمها
إلى زوال, وأن
ضراءها وبؤسها
إلى
نفاد24
فهو لا
يدخل في الدنيا
دخولاً يضرّه
بآخرته, ولا
يتركها تركاً
يكون فيها كلاَّ
على الناس"25,
فهو ليس كالعطشان
الشارب من البحر,
ولا كدودة القزّ,
بل هو شارب ما
يرويه ويقوِّيه
على المسار
الطويل في الحياة
كلّ الحياة,
مقتنعاً بما قسم
الله له, لأنه
يؤمن بالله تعالى
العادل في توزيع
عطاياهُ, الحكيم
في اختيار موضعها
3- الذاكر لله
تعالى والقلق من
النتيجة
إنّ الذاكر لله
تعالى يدرك أن
الله تعالى لم
يأمره بتحقيق
النتائج التي
يكون فيها جزءاً
من العلّة, وهناك
أجزاء أخرى هي
خارجة عن إرادته.
فالوصول إلى
الربح ليس واجباً
عليه, بل تكليف
من يحتاج إلى
نفقة أن يسعى نحو
تحصيل رزقه, أمّا
الرزق فهو من عند
الله تعالى,
وهكذا سائر
الأمور.
من هنا فإن الله
تعالى أوضح لخاتم
الأنبياء صلى
الله عليه وآله
وسلم الذي كان
يجد في هداية
الناس أن
تحوَّلهم إلى
الإيمان ليس بيده
فقال تعالى له
صلى الله عليه
وآله وسلم:
﴿لَّسْتَ
عَلَيْهِم
بِمُصَيْطِرٍ﴾26,
موضحاً له
القاعدة التي
تجعله يهتم
بالمقدِّمات
المطلوبة منه دون
نتائج الأعمال
فقال تعالى له
صلى الله عليه
وآله وسلم:
﴿فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ
الْبَلاَغُ
وَعَلَيْنَا
الْحِسَابُ﴾27,
وقال تعالى:
﴿فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ
الْبَلاَغُ
وَاللّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ﴾28.
وهذا ما أوضحه
الله تعالى للأمة
في تكليفها فهو
لم يطلب منها أن
تحقق النصر, بل
طلب نصرة الله
التي تعني أداء
التكليف, فقال
تعالى:
﴿إِن
تَنصُرُوا
اللَّهَ
يَنصُرْكُمْ﴾29.
وقد أوضح الإمام
الخميني
قدس سره
هذا المفهوم بشكل
جلي حينما قال:
"نحن مأمورون
بأداء التكاليف
ولسنا مأمورين
بتحقيق النتائج".
بناءً على ما
تقدّم فإن الذاكر
لله تعالى لا
تقلقه النتيجة
قلقاً يجعله في
ضيق في حياته, بل
ما يهمّه بشكل
أساسي أن لا يكون
مقصِّراً في أداء
تكليفه فإنّ
تقصيره سيولِّد
له همّاً, وهذا
ما عبّر عنه أمير
المؤمنين عليه
السلام في ما ورد
عنه:
"المقصِّر مهموم"
أمّا إذا لم يكن
مقصّراً, فإنْ
حصلت النتيجة
المبتغاة يفرح
بها, وإن لم تحصل
فلماذا يشعر
بالهم طالما أنّه
قد أدّى تكليفه
التام بدون تقصير
فيه؟ فالذاكر لله
في هذه الحالة
يسلّم أمره لله
تعالى الذي
يدبِّر الأمر وفق
حكمته في هذه
الدنيا التي
تتزاحم فيها
الأشياء.
والنتيجة التي
يبتغيها ذاكر
الله تعالى بلغة
القلب هي رضا
الله تعالى، فهو
محور حركته وسعيه
في هذه الحياة,
فطالما يشعر برضا
الله تعالى فنفسه
في رضا واطمئنان.
4-
الذاكر لله
تعالى والمحافظة
على المكتسبات
إن نفس المنطق
السابق للذاكر
لله تعالى
بالنسبة إلى
النتيجة يأتي هنا
بالنسبة إلى
المحافظة على
مكتسباته, فإنّ
على الإنسان أن
يؤدي تكليفه،
فإنْ قام بأدائه
دون تقصير, ولكن
لم يستطع
المحافظة على ما
اكتسب من مالٍ أو
غيره بسبب أمور
خارجة عن طاقته
وقدرته، فإنّه في
هذه الحالة لن
تضيق عليه
معيشته.
إنّ ذاكر الله
تعالى بلغة القلب
يهمّه بالدرجة
الأولى أن يحافظ
على مكتسباته
المعنوية عند
الله تعالى بأن
لا يفقد منزلة
الرضا الإلهي
بالغفلة عنه أو
ارتكاب المعاصي -
والعياذ بالله
تعالى -.
فيتجنَّب بذلك ما
حذّر منه رسول
الله صلى الله
عليه وآله وسلم
حينما قال - في
ما ورد عنه -: "من
قال: سبحان الله
غرس الله له بها
شجرة في الجنّة,
ومن قال: الحمد
لله غرس الله له
بها شجرة في
الجنة,
ومن قال:
لا إله إلا الله
غرس الله له بها
شجرة في الجنة,
ومن قال الله
أكبر غرس الله له
بها شجرة في
الجنة, فقال رجل
من قريش: يا رسول
الله إن الأشجار
في الجنة لكثيرة.
قال?: نعم, ولكن
إياكم أن ترسلوا
إليها نيراناً
فتحرقوا, وذك أن
الله عزّ وجل
يقول:
﴿يَا
أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا
أَطِيعُوا
اللَّهَ
وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَلَا
تُبْطِلُوا
أَعْمَالَكُمْ﴾30.
5-
الذاكر
لله تعالى والقلق
من الطوارئ
السلبية
تقدّم أن من
الحالات النفسية
التي تعتري غير
الذاكر لله تعالى
هو القلق من
النوازل والبلاء
من فقد حبيبٍ أو
مرض في الجسم, أو
خسارة في المال,
أو تهجير من
الأرض إلى غير
ذلك مما يطرأ على
الإنسان من أنواع
البلاء.
وبما أن سبب قلقه
كما تقدّم هو قصر
نظره وعقله وقلبه
على الدنيا, فإنّ
تفاعله مع هذه
الابتلاءات يظهر
بموقفين هما:
الذمّ الذي يعقبه
النفور, والإحباط
الذي قد يتطوّر
إلى الاعتراض.
أما الذمّ فهو
ينطلق من نظرة
هذا الإنسان إلى
تلك الابتلاءات
بأنها قبيحة, ومن
طبيعة الإنسان أن
ينفر من القبيح,
وأمّا الإحباط
الذي قد يتطوَّر
إلى اعتراض,
فسببه الشعور
بالأذى مما يصيبه
من ذلك البلاء,
من ألم الجسد
وحزن القلب وما
شاكل.
فلذا يشعر بالضيق
والشدّة اللذين
يؤديان به إلى
شقاء في حياته.
أمَّا الذاكر لله
تعالى والمستحضر
لأسمائه وصفاته
في عقله وقلبه
فإن موقفه من
البلاء يختلف فهو
ليس ذمًّا يعقبه
نفور, بل هو ثناء
يعقبه إقبال, وهو
ليس إحباطاً قد
يتطوّر إلى
اعتراض,
بل هو رضا يعقبه
شكر.
والفارق الأساس
بين الذاكر لله
تعالى والمعرض
عنه هو نظرة كلٍّ
منهما إلى
البلاء, فغير
الذاكر يضيِّق
نظرته, فيرى
مصداق البلاء
وحده, بحيث يملأ
كلَّ مشهد عينه
ومشهد قلبه, فلا
يرى كلاَّ من
المرض والفقر
والتهجير
والخسارة إلا
نقطةً سوداء تملأ
المشهد.
بينما الذاكر لله
تعالى يرى تلك
المصاديق جزءاً
في لوحة الوجود
وحينها ستتغير
النظرة.
فهل تستطيع
أيُّها القارئ
الحبيب أن تحكم
على الخط
المستقيم بأنه
أجمل من الخط
الأعوج؟ إنّ من
يحكم بذلك يخطئ
في منهج النظرة
إلى الأمور لأن
جمال الخطِّ
وقبحه لا يكون من
خلال النظر إليه
بمفرده, بل لا
بدّ أن تنظر إليه
في لوحة وجوده,
فإذا كانت لوحة
وجوده هي وجه
الإنسان فسيكون
الأعوج هو
الجميل, ألا ترى
أن الحاجب الأعوج
فيه هو أجمل من
الحاجب إذا كان
جالساً. من هنا
خاطبه أحدهم
قائلاً:
"يا
أيّها ا لحاجب
المعوّج لو كنت
جالساً لكنت أعوج".
إن ذكر الذاكر
لصفة الحكيم
تعالى سيشعره
بجمال اللوحة بكل
ألوانها طالما
أنَّه يضع الأمور
في مواضعها
المناسبة.
فالنقطة السوداء
القاتمة والذميمة
بنظر غير الذاكر
لله تعالى تضفي
عند الذاكر
جمالاً في لوحة
الوجود كالخال
الأسود على وجه
الفتاة الحسناء.
ثمرات البلاء
على هذا الأساس
ينظر الذاكر لله
تعالى إلى الفقر
والجوع ونقص
الأموال والأنفس
والثمرات فيرى
هذه الابتلاءات
في اللوحة
الكبيرة:
1- مربيّةً
للأقوياء الأشداء
الناجحين في هذه
الحياة, فهم فيها
كالشجرة البريّة
التي تقف صلبة
أمام الرياح
العاتية, ويقسو
جذعها أمام فأس
الحطَّاب.
سلام الله تعالى
على أمير
المؤمنين عليه
السلام الذي ورد
في قول عنه:
"ألا وإنّ
الشجرة البريّة
أصلب عوداً,
والروائع الخضرة
أرقّ جلوداً"31
2- عبرةً تساعد
الإنسان في تصويب
مساره وتُبعده عن
الانغماس في
المعاصي والطغيان
والبغي في الأرض.
وكما يقول الله
تعالى: ﴿وَلَوْ
بَسَطَ اللَّهُ
الرِّزْقَ
لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي
الْأَرْضِ
وَلَكِن
يُنَزِّلُ
بِقَدَرٍ مَّا
يَشَاء إِنَّهُ
بِعِبَادِهِ
خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾32.
3- موجبةً لعلوّ
مقام الإنسان عند
الله تعالى,
فالحياة عند
الذاكر لله تعالى
لا تقتصر على هذه
الدنيا, بل إن
هذه الدنيا لا
تستأهل إطلاق
الحياة الحقيقة
عليها أمام حياة
الآخرة التي
يعبّر عنها
القرآن الكريم
بقوله تعالى: ﴿...
وَإِنَّ الدَّارَ
الْآخِرَةَ
لَهِيَ
الْحَيَوَانُ﴾33.
البلاء وتعويض
الله
وقد جعل الله
تعالى - وهو
المجزل المثيب -
تعويضاً من كلِّ
بلاء يصيب
الإنسان في هذه
الدنيا, وهو
تعويض جزيل جداً
بكرم الله تعالى.
فعن الرسول
الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم:
"إن في الجنّة
شجرة يقال لها
شجرة البلوى,
يؤتى بأهل البلاء
يوم القيامة, فلا
يُرفع لهم ديوان,
ولا ينصب لهم
ميزان, يصبُّ
عليهم الأجر صبّاً"34.
وكتطبيق لذلك
التعويض الإلهي
الكبير أُعطي هذه
الأمثلة التي
تعرّضت لها
الروايات:
أ- سقوط
الجنين
- عن النبي صلى
الله عليه وآله
وسلم:
"إني مكاثر بكم
الأمم حتى إنّ
السقط ليظل
محبنطئاً على باب
الجنّة, فيقال له:
ادخل الجنّة,
فيقول: أنا
وأبواي, فيقال:
أنت وأبواك"35.
ب- موت الولد
ورد أنّ الله
تعالى أوحى إلى
نبيّه داود عليه
السلام حينما مات
ولده وقد حزن
عليه:
"مايعدل
هذا الولد عندك؟
قال عليه السلام:
كان يا رب يعدل
عندي ملء الأرض
ذهباً"
فأوحى الله
تعالى إليه:
"فلك عندي
يوم القيامة ملء
الأرض ثواباً"36
- وورد أن النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم قال
لصاحبه ابن مظعون
وقد مات ولده
واشتد حزنه عليه:
"يا ابن مظعون,
إن للجنة ثمانية
أبواب, وللنار
سبعة أبواب??
أفما
يسرُّك أن لا
تأتي باباً إلا
وجدت
ابنك إلى جنبه,
آخذاً بحجزتك
يستشفع لك إلى
ربك, حتى يشفِّعه
الله تعالى؟"37.
- وورد عن النبي
صلى الله عليه
وآله وسلم:
"من قدّم من
صلبه ولداً لم
يبلغ الحنث كان
أفضل من أن يخلف
من بعده مائة
كلُّهم يجاهدون
في سبيل الله عزّ
وجل, لا تسكن
روعتهم إلى يوم
القيامة"38.
ج- مرض الجسم
عن الرسول الأكرم
صلى الله عليه
وآله وسلم:
"إن الرجل ليكون
له الدرجة عند
الله لا يبلغها
بعمله, يُبتلى
ببلاء في جسمه
فيبلغها بذلك?"39.
إنّ المتأمِّل
بهذه الروايات
سيفهم حالة
الذاكر لله
المطمئن قلبه عند
البلاء, لأنه إن
فكّر بمنطق الربح
والتجارة مع الله
تعالى, فإنّ
الثواب الكبير
يدعوه إلى الرضا
ببلاء الله تعالى.
ألا ترى أيها
القارئ الحبيب,
لو أن شخصاً كان
في بلد بعيد
وأراد أن يرجع
إلى أهله في
لبنان, ورحلته
تقتضي أن تحطَّ
الطائرة في مطار
باريس
"ترانزيت"
لينتظر فيه ثلاث
ساعات ثم تقلع
بعدها الطائرة.
وكان هذا الرجل
قد أبلغ أهله
بموعد الطائرة
حيث سيكونون في
مطار بيروت عند
الموعد المحدّد.
إلا أن طارئاً
حدث في مطار
باريس اضطر
الراكب أن ينتظر
فيه عشر ساعات
إضافية، كيف
ستكون حالته
النفسية؟
لا شكّ أن كثيراً
من الناس يصيبهم
ضيق الصدر والكدر
والحزن على ذلك,
ولكن لو أنَّ هذا
المسافر أُبلِغَ
بشكل يقيني قبل
أن يحدث ذلك
الطارئ أن كل
ساعة سيتأخرها في
مطار باريس
سيُعطى له تعويض
قيمته 50000 يورو،
كيف ستكون حالته
حينئذٍ؟
لا شكّ أن هذا
الإنسان ستتغيّر
حالته المعنوية،
وهو حينما يفكِّر
في تأخير كل ساعة
ومضاعفاته سيغمره
شعور بالرضا على
التأخير, بل
الفرح لأن رصيده
المالي يزيد
50000 يورو.
ولو أنّ هذا
المسافر أُبلغ
يقينياً أنّه إذا
تعرّض في فترة
التأخير إلى ضربة
كفّ, فإنّه
سيعوَّض عليه
100000 يورو على
كل ضربة.
فإذا ضُرب
هذا الإنسان,
فإنّه سيشعر
بالألم, لكنّه
حينما يفكّر
بزيادة رصيده
المالي مئة ألف
يورو سيشعر أيضاً
باللذة.
أمّا بمنطق القلب
فإنّ الذاكر لله
تعالى سيكون في
رضا أتمّ
وطمأنينة أقرّ
عند الابتلاء
الإلهي, فقد يفهم
البلاء رسالة حبٍّ
من الله تعالى
فيكون حاله كحال
ذلك العالم الذي
لم يُرزق بولد,
فأخذ يدعو الله
تعالى طويلاً حتى
رزقه بولد ملأ
حياته سعادةً
وسروراً, وتعلّق
قلبه به تعلّقاً
كبيراً, وذات يوم
-حينما كان يعظ
الناس - جاءه خبر
وفاة ولده الوحيد,
فأكمل موعظته
بدون أن يبدو
عليه الحزن
المتوقّع, وبعدها
طلب من الناس أن
يشاركوه تشييع
ولده.
سأله أحدهم:
إني أعلم أنك
تعشق ولدك, فلم
لم يبدُ عليك
آثار الحزن عليه؟
فأجابه:
حينما جاءني خبر
وفاته, خطر في
قلبي أنّ الله
تعالى علم أنّ
قلبي تعلّق بحبِّ
غيره, فتوفاه كيف
لا يسكن قلبي إلا
حبُّه, فرضيت.
إنّ ما تقدّم
يوضح كلمة بعض
العرفاء بأن
الفرق بين العذاب
والعذب ألف لا
تُقرأ.
حمد الذاكر لله
في بلائه
خلاصة ما تقدّم
أن الذاكر لله
تعالى:
أ- يرى البلاء في
لوحة الوجود
جميلاً مهما كان
صعباً وقاسياً,
لذا يكون منه
الثناء ولعلّ
أروع تعبير عن
هذا المفهوم
الراقي هو جواب
السيِّدة زينب
الكبرى عن سؤال
عبيدالله ابن
زياد لها بعيد
ملحمة عاشوراء:
كيف رأيت فعل
الله بأخيك وأهل
بيته؟
فأجابت وهي
تستحضر كل
المأساة والعذاب
والألم, لكنها
كانت ناظرة في
لوحة الوجود
كلّها:
"ما رأيت إلا
جميلاً"40.
لذا نسب الله
تعالى البلاء إلى
نفسه فقال تعالى: ﴿إِنَّ
فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ وَإِن
كُنَّا
لَمُبْتَلِينَ﴾41,
وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِّنَ
الْخَوفْ
وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ
الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُم
مُّصِيبَةٌ
قَالُواْ إِنَّا
لِلّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ
رَاجِعونَ*
أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِّن
رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ﴾42.
ب- ويرى البلاء
الذي فيه غفران
ذنوبه ورفع مقامه
وثواب جزيل،
إحساناً من الله
تعالى إليه. لذا
يكون منه الشكر.
والجامع بين
الثناء والشكر هو
الحمد.
لذا يكون الحمد
لله من سيماء
الذاكر لله تعالى
حتّى على ما يكره
الناس فـ
"الحمد لله الذي
لا يُحمد على
مكروه سواه"
وحينها
سيكون من تلك
النماذج الراقية
في تاريخ
الإنسانية التي
تسير بعين الله
تعالى ورضاه نحو
جنّة فيها ما لا
عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على
قلب بشر.
ورد في الحديث:
"إذا مات ولد
العبد قال الله
تعالى لملائكته
أقبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم,
فيقول: قبضتم
ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم,
فيقول: ماذا قال
عبدي؟ فيقولون:
حمدك واسترجع,
فيقول الله تعالى:
"ابنوا لعبدي
بيتاً في الجنّة
سمّوه بيت الحمد".
6-
ذاكر الله
تعالى والقلق من
الماضي
كثير من الناس
يشعرون بالتوتر
والغمّ حينما
يستذكرون ماضياً
سيئاَ اقترفوا
فيه خطايا وآثاماً.
والحقيقة أن هذا
النوع من التوتر
والقلق وإن كان
ينطلق من الماضي
إلا أنّ ظرفه
الزمني الذي
يقلقهم هو
المستقبل, فهم
يخافون من انكشاف
أمرهم فيه, وكذلك
من تحمُّل تبعات
ذلك ما بعد الموت
حينما يعتقدون بل
يحتملون ذلك كما
تقدّم.
وما يزيد من حالة
الخوف والهمّ هذه
ما يسمعونه في
كتاب الله تعالى
من تثبيت للذنوب
بتسجيلها وإشهاد
عليها.
أ- فهناك ملكان
يسجلان ليشهدا
بعد ذلك بما
سجَّلا.
يقول تعالى: ﴿مَا
يَلْفِظُ مِن
قَوْلٍ إِلَّا
لَدَيْهِ رَقِيبٌ
عَتِيدٌ﴾43.
ويقول تعالى: ﴿إِذْ
يَتَلَقَّى
الْمُتَلَقِّيَانِ
عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ
الشِّمَالِ
قَعِيدٌ﴾44.
ب- ولا يقتصر
الأمر على ملكين,
بل قد يتفاجأ
الإنسان يوم
القيامة بشهادة
الجوارح على
الإنسان.
يقول تعالى: ﴿الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلَى
أَفْوَاهِهِمْ
وَتُكَلِّمُنَا
أَيْدِيهِمْ
وَتَشْهَدُ
أَرْجُلُهُمْ
بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ﴾45. ﴿وَقَالُوا
لِجُلُودِهِمْ
لِمَ شَهِدتُّمْ
عَلَيْنَا
قَالُوا
أَنطَقَنَا
اللَّهُ الَّذِي
أَنطَقَ كُلَّ
شَيْءٍ﴾46.
ويُضاف إلى تسجيل
الملكين وشهادة
الجوارح حديث
الأرض فاضحة
الإنسان بما
اقترف عليها من
آثام.
يقول تعالى: ﴿إِذَا
زُلْزِلَتِ
الْأَرْضُ
زِلْزَالَهَا *
وَأَخْرَجَتِ
الْأَرْضُ
أَثْقَالَهَا *
وَقَالَ
الْإِنسَانُ مَا
لَهَا *
يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا﴾47.
إنَّ التفكير
بهذا المستقبل
المتعلّق بالماضي
يجعل الإنسان في
قلق.
وقد يشغل الإنسان
نفسه ببعض
الأنشطة, فيؤثر
ذلك في نسيانه,
ولكن بشكل وقتي,
لأنه إن لم تقلقه
مشكلة الماضي
أثناء انشغاله
ستقلقه أحياناً
كثيرة أثناء
فراغه.
من هنا لا بُدَّ
من حلٍّ آخر يفتح
باب حياة جديدة
لا يتخلّلها ذلك
القلق المضني.
والحلّ يأتي من
بوَّابة ذكر الله
تعالى, فحينما
يستذكر الإنسان
الله في نفسه
أسماءه وصفاته عزّ
وعلا, فإنه
يستحضر ثلاثة
عناوين يرى فيها
أملاً بتلك
الحياة المطمئنة
وهي: الرحمة
والشفاعة والتوبة.
أ- أمّا الرحمة,
فلأنَّ لله تعالى
رحمة يوم القيامة
يمدُّ لها إبليس
عنقه, وقد قال عزّ
وجل: ﴿إِنَّ
اللّهَ لاَ
يَغْفِرُ أَن
يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ
لِمَن يَشَاء﴾48.
ب- أما الشفاعة,
فلأنَّ الله
تعالى يقبل يوم
القيامة شفاعة من
ارتضى وهو القائل
عزّ وجل: ﴿وَلَا
تَنفَعُ
الشَّفَاعَةُ
عِندَهُ إِلَّا
لِمَنْ أَذِنَ
لَهُ﴾49.
إنّ الرحمة
والشفاعة يشكّل
كلٌّ منهما أملاً
للنجاة في
المستقبل, لكنه
أمل محتمل لا
يطرد ذلك القلق,
فلا الرحمة
مضمونة لذلك
المخطئ ولا
الشفاعة كذلك.
وهذا ما يشدُّ
الذاكر لله نحو
العنوان الثالث
وهو:
ج- التوبة,
لأنها
تمتاز عن الرحمة
والشفاعة بأنها
مضمونة التحقق,
وذلك لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا
التَّوْبَةُ
عَلَى اللّهِ
لِلَّذِينَ
يَعْمَلُونَ
السُّوَءَ
بِجَهَالَةٍ
ثُمَّ يَتُوبُونَ
مِن قَرِيبٍ
فَأُوْلَئِكَ
يَتُوبُ اللّهُ
عَلَيْهِمْ
وَكَانَ اللّهُ
عَلِيماً
حَكِيماً﴾50.
فكلمة
"على الله"
تفيد
أن الله تعالى
وعد بقبول التوبة
وعداً حاسماً
والله لا يخلف
وعده, فلو قال
أحدهم إن مساعدة
فلان عليَّ، أليس
هذا وعداً
والتزام بذلك؟
وهكذا هو قول
الله عزّ وجل
﴿إِنَّمَا
التَّوْبَةُ
عَلَى اللّهِ﴾,
من هنا كانت
التوبة مضمونة
منه تعالى.
* كتاب هكذا تكون سعيداً، سماحة الشيخ أكرم بركات
1- سورة
الحجر, الآية 48.
2- سورة
فاطر, الآيتان,
34-35.
3-
المازندراني, شرح
أصول الكافي,
تحقيق أبي حسن
الشعراني, ط1,
بيروت, دار إحياء
التراث العربي,
2000م, ج8, ص 53.
4- سورة
عمران الآية 133.
5- سورة
الزمر, الآية 20.
6- سورة
الواقعة, الآية
34.
7- سورة
الرحمن, الآية
54.
8- سورة
الواقعة, الآية
15.
9- سورة
الغاشية, الآية
13.
10- سورة
ص, الآية 50.
11- سورة
البقرة, الآية
25.
12- سورة
محمد, الآية 15.
13- سورة
الواقعة الآية
21.
14- سورة
الواقعة, الآيتان
32, 33.
15- سورة
الرحمن, الآية
11.
16- سورة
الرحمن, الآية
68.
17- سورة
الحج, الآية 23.
18- سورة
الواقعة, الآيتان
17, 18.
19- سورة
الرحمن, الآيتان
72 -74.
20- سورة
الرحمن,
الآية 58.
21- سورة
الواقعة, الآيتان
17, 18.
22- سورة
طه, الآية 2.
23-
الريشهري, محمد,
ميزان الحكمة,
ج3, ص 313.
24-
المرجع السابق.
25-
المرجع السابق, ص
331.
26- سورة
الغاشية, الآية
22.
27- سورة
الرعد, الآية 40.
28- سورة
آل عمران, الآية
20.
29- سورة
محمد, الآية 7.
30- الميرزا التقي,
غنائم الأيام,
تحقيق عباس
تبريزيان, ط1, قم,
مكتب الإعلام
الإسلامي, ج5,
1420هـ, ص2.
31- نهج
البلاغة, ج3, ص
72.
32- سورة
الشورى, الآية
27.
33- سورة
العنكبوت, الآية
64.
34-
المجلسي, محمد
باقر, بحار
الأنوار, ج79, ص
137.
35-
الشهيد الثاني,
مسكن الفؤاد,
تحقيق مؤسسة آل
البيت عليهم
السلام لإحياء
التراث, ط1, قم,
1407 هـ, ص 5.
36-
المجلسي, محمد
ياقر, بحار
الأنوار, ج79, ص
121.
37-
الشهيد الثاني,
مسكن الفؤاد, ص
20.
38-
الميرزا النوري,
مستدرك الوسائل,
تحقيق مؤسسة آل
البيت عليهم
السلام لإحياء
التراث, ط2,
بيروت, 1408هـ,
ج2, ص 392.
39-
المجلسي, محمد
باقر, بحار
الأنوار, ج78, ص
174.
40-
المجلسي, بحار
الأنوار, ج45, ص
116.
41- سورة
المؤمنون, الآية
30.
42- سورة
البقرة الآيتان
155, 156.
43- سورة
ق, الآية 18.
44- سورة
ق, الآية 17.
45- سورة
يس, الآية 65.
46- سورة
فصلت, الآية 21.
47- سورة
الزلزلة الآيات
1-4.
48- سورة
النساء, الآية
48.
49- سورة
طه, الآية 109.
50- سورة
النساء, الآية
17.