أسلوب النقاش
طرائق التعليم
أسلوب النقاش طريقة تعليم وتعلّم تقضي بوضع المتعلّمين في وضعيّة حوار وتبادل آراء مع المعلّم والزّملاء حول موضوع محدّد، لدى المتعلّمين ما يقولونه بشأنه.
عدد الزوار: 109
1-
تعريف
أسلوب النقاش
طريقة تعليم وتعلّم تقضي
بوضع المتعلّمين في
وضعيّة حوار وتبادل آراء
مع المعلّم والزّملاء حول
موضوع محدّد، لدى
المتعلّمين ما يقولونه
بشأنه.
2- أنواعه
يأخذ النقاش أشكالاً
متعدّدة لجهة المضمون:
أ-
استنتاجيّ:
يهدف إلى استنتاج آراء
وأفكار عن الموضوع يُعتمد
فيه التفكير التقاربيّ،
ويكون موجّهاً باتجاه
نتائج محدّدة، يعمل
المعلّم على الوصول إليها
بالنقاش مع المتعلّمين.
ب-
تأمّليّ:
يهدف إلى
تحليل أفكار، حول موضوع
محدّد، وتقويمها. يُعتمد
فيه التفكير التباعديّ،
إنّ النتيجة لا تكون
محدّدة مسبَّقاً وإنّما
يُتوصَّل إليها في نهاية
النقاش.
ج-
استقصائيّ:
يهدف إلى جمع المعلومات
وتحليلها واستخلاص
النتائج عن موضوع محدّد
مطلوب من المتعلّمين.
يُعتمد فيه التفكير
الناقد لتفسير عنوان
علميّ محدّد. يساهم
المعلّم فيه في تأمين
مصادر المعلومات والمراجع
والمعاجم والخرائط
المناسبة...
ويتضمّن الخطوات الآتية:
- تحديد المسألة.
- صياغة الفرضيّة.
- جمع البيانات وتقويمها.
- التوصّل إلى النتائج:
نفي أو إثبات الفرضيّة.
- كتابة التقرير عن
المسألة.
د-
استكشافيّ:
ويبحث في موضوعات جدليّة
(المخدّرات، الزواج
المبكّر، تلوّث
البيئة...) ويتعامل هذا
النوع من النقاش مع بناء
المواقف لدى المتعلّمين،
وتبيّن سلبيّات أو
إيجابيّات سلوك معيّن، من
أجل استبطان الموقف
المناسب وبناء القناعات
لدى المتعلّمين بشأنه،
لجهة التقرّب منه أو
البُعد عنه.
يمكّن المعلّم، خاصّة في
النقاش من النوع
الاستنتاجيّ أو
الاستكشافيّ، الطلب من
المتعلّمين الاستعداد
للنقاش، من خلال إعلانه
مسبّقاً، أو البدء فيه
بالعصف الذّهنيّ المساعد
على الكشف عن تصوّرات
المتعلّمين عن الموضوع،
من أجل تقويمها والبناء
عليها أو العمل على
تعديلها عند الضرورة؛ أو
حتّى التمهيد لموضوع
النقاش، من خلال عرض شريط
مصوّر، أو الاطّلاع على
خبر أو مقالة أو صورة
متعلّق به.
لم نر مناسباً تبنّي
العصف الذهني كطريقة
مستقلة في التعليم
والتعلّم، وإنّما رأينا
استثمارها في بداية نقاش
حول مسألة معيّنة.
3- فوائد النقاش
يُستفاد من النقاش في:
- بناء فكر المتعلّم
وذكائه من خلال بناء
تصوّرات جديدة لديه
واستبدال القديمة منها
والتكيّف والتعديل،
وتسريع هذا النموّ
الفكريّ بالتفاعل مع
الزّملاء والمعلّم وتجريد
التفكير وترميزه لغويّاً.
- رفع مستوى التطابق بين
التفكير ولغة التعبير عنه
وبالتالي إعطاؤه
انسيابيّة وسرعة.
- تحضير المتعلّم لكي
يصبح عضواً فاعلاً في
المجتمع، يتحمّل
مسؤوليّته ويعطي رأيه في
المسائل المطروحة، ويتّخذ
الموقف المناسب منها.
- المساهمة في التربية
على المواطنيّة وحسن
التعامل مع البيئة
الماديّة والاجتماعيّة.
- الكشف عن آراء
المتعلّمين ومواقفهم من
أجل المساعدة على إثرائها
وتطويرها.
- تطوير عادات ومواقف
إيجابية من التعلّم
والعمل الجَماعيّ
والانضباط والنظام.
4- متطلّبات النقاش
وضوابطه
- يحتاج النقاش من أجل
تحقيق الأهداف المنشودة
منه تحضيراً كبيراً من
قبل المعلّم لجهة شكل
الجلوس الضّامن لحصول
الاتصال العينيّ بين
المشاركين، والإصغاء
المتبادل (الجلوس بشكل
دائرة أو نصف دائرة)،
واستعمال اللغة الواضحة
والسليمة، وتوزيع
الأدوار، وتنظيم
المداخلات وضبطها،
والتركيز على الموضوع،
وتوضيح الإجابات، وإشاعة
جوّ من الطمأنينة
والحريّة والاحترام
المتبادل.
- تقوم الأسئلة بدورٍ
مهمّ في أسلوب النقاش
يساهم في قيادة النقاش
وتفعيله. وهنا تظهر كفاءة
المعلّم وقدرته على
الوصول بالنقاش إلى
الأهداف.
نذكر من الضوابط أيضاً:
- طرح أسئلة منتجة
فكريّاً لا تقتصر
إجاباتها على "نعم" أو
"لا".
- طرح أسئلة قصيرة وواضحة
ومن مستويات متنوّعة لجهة
القدرات العقلية التي
تتعامل معها.
- توجيه الأسئلة إلى جميع
المتعلّمين، وإكمالها
وتوضيحها عند الحاجة.
- عدم تسرّع المعلّم في
قول الإجابة فورًا وإرسال
السؤال أو الإجابة إلى
متعلّم آخر للتعليق أو
الزيادة عليها.
- عدم إيحاء الإجابات.
- تشجيع المتعلّمين على
الإجابة من خلال
الابتسامة والقبول وتوضيح
القصد والبعد عن
الاستهزاء (من المعلّم أو
الزّملاء فيما بينهم)،
إعطاء الثقة بالنفس
وتشجيع الجرأة والتعبير
بحريّة عن الرأي.
- الإصغاء الجيّد
للإجابات وإدارة الوجه
باتجاه المتكلّم ومتابعة
الحديث وإظهار الاهتمام،
وتشجيع المتعلّمين على
تبنّي نفس الموقف، وعدم
المقاطعة، وأخذ الدور
للكلام، وتجنّب التكرار.
- إحياء النقاش عند الصمت
أو التردّد، تلخيص
الأفكار، طرح الأسئلة
المحرّكة، طلب التأكّد من
الإجابة، طلب التوضيح أو
التوسّع في الإجابة.
- تدوين خلاصة الإجابات
على اللوح، اعتماد وقفات
منهجيّة.
- حثّ المتعلّمين على
تدوين الملاحظات
والخلاصات.
- التخاطب بالأسماء،
تغيير نبرة الصوت، الثناء
على المشاركة والإجابة
المبدعة.
- عدم اعتماد الدور في
التعبير عن الرأي ولكن في
الوقت نفسه العمل على
إشراك الجميع.
- التذكير بالضوابط
والقواعد المعتمدة في
النقاش عند الحاجة بطريقة
محببة وسلسة، ودون قدح أو
تقريع.
- تأطير الإجابات
وتوجيهها بالاتجاه
الصحيح، وعدم البعد عن
الموضوع والاسترسال فيه.
- إيقاف النقاش عند تحقّق
الأهداف واستنفاد الموضوع
وعدم هدر الوقت.
- تجنّب الأسئلة المركّبة
(أسئلة تحتوي على غير
سؤال).
- إعطاء وقت كاف للإجابة.
5- دور المعلّم
يقوم المعلم بدورٍ مهمّ
في أسلوب النقاش، يتطلّب
منه مهارات متقدّمة تحتاج
إلى الكثير من التدريب
والتأهيل. من الأدوار
المطلوبة من المعلّم:
القائد والموجّه والميسّر
والخبير والوسيط
والمنشّط.
6- دور المتعلّم
يطلب من المتعلّم
الالتزام بالتعليمات
والضوابط واعتماد
الإيجابيّة والمشاركة
الفعّالة في النقاش.
7- ما تنمّيه الطريقة
لدى المتعلّمين
تنمّي هذه الطريقة جملة
من القدرات والمواقف لدى
المتعلّمين خلال التنفيذ،
ورد ذكر بعضها بشكل
إجماليّ في فوائد النقاش،
نعيد التأكيد عليها من
زاوية المتعلّم:
- البرهنة والتعليل
والتفسير والمحاججة
والإقناع والتفكير
المنطقيّ.
- حسن الإصغاء، احترام
الرأي الآخر، عدم
المقاطعة، الكلام بقدر
الوقت المسموح وعند
الإذن.
- التحدّث بطلاقة ووضوح
وبلغة سليمة وملائمة
لمستوى المخاطَب.
- احترام الاختلاف في
الرأي والاستفادة من
الرأي الآخر.
- المجاملة في الكلام
والالتزام بآداب التخاطب
والحوار.
8- متى تطبّق
الطريقة؟
تطبّق هذه الطريقة في
موادّ العلوم الإنسانية
(التربية الدينيّة
والوطنيّة والمدنيّة
والجغرافيا وعلم الاجتماع
واللغات...) وفي الموادّ
العلمية وخاصة قيمها، وفي
جميع المراحل الدراسيّة.
وتعتمد في الكشف عن
التصوّرات التي تتخطّى
الموادّ المعرفيّة
المدرسيّة المتفرّقة.
9-
جوانب أخرى
-
وضعيات العمل:
يكون العمل المطلوب من
المتعلمين، في هذه
الطريقة، فرديّاً.
-
مراتب الأهداف:
تتعامل هذه الطريقة مع
الأهداف التعلّميّة من
فئة الفهم والتركيب
والتقويم وبناء المواقف
والقيم.
-
أنماط التعلّم:
فهم المفاهيم وبناء
المواقف والقيم
واستراتيجيّات التفكير.
-
طبيعة التعلّم:
يتعلّم
المتعلّم في هذه الطريقة:
مع المعلّم والزّملاء.
بالاعتماد على نفسه
(تعلّم ذاتيّ).
* من كتاب طرائق التعليم والتعلم، سلسلة المبلّغ الفعّال، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
2014-04-23