يتم التحميل...

الإمامة

قيد الدراسة3

معنى الامامة: الامامة في الأصل هو تقدّم شخص على الناس ليقودهم ويقتدوا به، ونعني بها هنا: الرئاسة العامة والقيادة الشاملة للأئمة الأطهار عليهم السلام على الامة في كل أبعاد الحياة المعنوية والمادية، الدينية والدنيوية، وذلك نيابة عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

عدد الزوار: 51

معنى الامامة

الامامة في الأصل هو تقدّم شخص على الناس ليقودهم ويقتدوا به، ونعني بها هنا: الرئاسة العامة والقيادة الشاملة للأئمة الأطهار عليهم السلام على الامة في كل أبعاد الحياة المعنوية والمادية، الدينية والدنيوية، وذلك نيابة عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

دور الامام المعصوم عليهم السلام

يضطلع الامام المعصوم عليه السلام بالدور الذي كان يقوم به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ما عدا مسألة تلقي الوحي وإبلاغه، هذا الدور الذي يتضمن عنوانين أساسيين:

أ- تبيين الدين من عقائد ومفاهيم وأحكام شرعية، بمقتضى حديث الثقلين الذي سنأتي على ذكره مفصلاً.

ب- الحكم بين الناس وإقامة القسط والعدل والأمن العام الشامل في المجتمع الإسلامي، وحفظ الثغور، وما الى ذلك من حاجات اجتماعية واقتصادية وعسكرية، هي أيضاً من مهام الامام المعصوم عليهم السلام.

الدليل على الامامة

إن هداية البشرية هدف إلهي لا يتوقف في زمان ولا ينتهي برحيل النبي صلى الله عليه و آله، فهذا الهدف لا أمد له في هذه الحياة الدنيا، بل هو دائم، لذا كان من حكمة الله ورحمته ولطفه وجود شخص معصوم يحمل مواصفات خاصة تجعله محور الهداية الإلهية، صوناً وتحقيقاً للهدف الإلهي، وهذا الشخص هو الامام.

وهذا ما يشير إليه قوله تعالى، ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ايَة مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِر وَلِكُلّ‏ِ قَوْمٍ هَادٍ(الرعد:7).

وما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام: "اللهم بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، وإما خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيّناته"1.

تعيين الإمام من الله عز وجل‏

إنّ‏َ مسألة تعيين الأئمة الأطهار عليهم السلام هي شأن إلهي، يبيّنه ويبلّغه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.

يقول الله عز وجل في محكم كتابه بعد نصب النبي صلى الله عليه وآله الإمام علي عليه السلام لخلافته يوم غدير خم: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا(المائدة:3)، ففي هذه الاية القرانية المباركة ينسب الله عزوجل الى نفسه إكمال الدين وإتمام النعمة، وذلك بتنصيب وتعيين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله.

وقد وردت بعض الروايات منذ الأيام الأولى من دعوته المباركة في مكة المكرمة، حتى قبل تشكيل حكومة في المدينة المنوّرة، تتطابق وكلام الله عزوجل، حيث يصرّحا أن مسألة خلافته مسألة إلهية يعود أمر البت والتعيين فيها إلى الله وحده دون غيره.

فعندما أتى رئيس قبيلة "بني عامر" إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: "أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك، قال صلى الله عليه وآله: "الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء".

وبذلك طابق كلام النبي صلى الله عليه وآله كلام الله تعالى في شأن الرسالة والخلافة إذ يقول سبحانه: ﴿اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ(الأنعام:124). فهوا كما يصفه الله عزوجل في كتابه الكريم: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى(النجم:3-4).

أدلة إثبات إمامة الأئمة الأطهار عليهم السلام

وهي نصوص شرعية منقولة، واردة في كتاب الله عزوجل وسنة نبيها، وهي على نحوين:

أ- ايات قرانية مباركة.

ب- أحاديث نبوية شريفة.

أ- الايات القرانية المباركة, وهي عديدة، نذكر واحدة منها، وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ(النساء:59).

عن جابر الجعفي في تفسيره عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ). عرفنا الله ورسوله، فمن اولي الامر؟ قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام. ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي الذي يفتح الله على يده مشارق الارض ومغاربها. ذاك الذي يغيب عن شيعته، غيبة لا يثبت على القول في إمامته إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان2.

ب- أحاديث نبوية شريفة، وهي كثيرة نذكر بعضها:

1- حديث الثقلين:
إن حديث الثقلين من الأحاديث الإسلامية المتواترة، التي نقلها ورواها المسلمون جميعاً في كتبهم الحديثية. فقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وآله الأمة الإسلامية قائلاً: "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".

إن هذا الحديث المتواتر، يثبت وبشكل واضح المرجعية العامة لأهل البيت النبوي جنبا إلى جنب مع القران الكريم، ولزوم التمسك بهما حتى نهتدي الى الحق وسواء السبيل، وبالتالي تحقيق هدف النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، وذلك في جميع مواضيع الحياة الدينية والدنيوية، فالقران وأهل البيت عليهم السلام هما متلازمان، فمن أعرض عن القران الكريم ولم يتمسك به كان في غياهب الضلال، فكذلك من لم يسر على خط ونهج أهل البيت ويتمسك بنهجهم سيكون غير متمسك بالقران الكريم ويلقى المصير نفسه.

2- حديث السفينة: لقد شبّه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أهل بيته بسفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق في الطوفان، قالا: "ألا إنّ‏َ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق".

ومن المعلوم أن سفينة "نوح" كانت هي الملجأ الوحيد لنجاة الناس من الطوفان في ذلك الوقت. وعلى هذا الأساس فإن أهل البيت النبوي وفقا لحديث سفينة نوح يعتبرون الملجأ الوحيد للأمة للنجاة من الحوادث العصيبة والوقائع الخطيرة التي طالما تؤدي إلى انحراف البشرية وضلالها، سواء منها الفكرية أو السلوكية أو الروحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها. إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة عنها، والمثبتة في كتب المسلمين الحديثية.

وأما عدد الائمة الأطهار عليهم السلام، فهم إثنا عشر إماماً يتصفون بكل شروط الامامة من علم وعصمة وحكمة وتدبير وشجاعة، وغير ذلك مما يحتاج اليه الامام في الولاية وقيادة شؤون الامة والعباد نحو الهداية الإلهية. ورسول الله صلى الله عليه وآله، لم يكتفِ بنصب الامام علي عليه السلام يوم الغدير، بل ذكر أسماء الائمة الأطهار عليهم السلام، كما في الحديث الوارد عن جابر الانصاري، كما كان كل إمام ينص بشكل واضح وصريح على الامام الذي يليه. وأئمة أهل البيت عليهم السلام، هم:
1- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (المولود قبل البعثة بعشر سنوات والمستشهد عام 40 بعد الهجرة) والمدفون في النجف الأشرف.

2- الإمام الحسن بن علي (المجتبى) (3 50ه. ) المدفون في البقيع بالمدينة.

3- الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (4 61ه. ) المدفون في كربلاء.

4- الإمام علي بن الحسين بن علي زين العابدين (38 94ه. ) المدفون في البقيع.

5- الإمام محمد بن علي باقر العلوم (57 114ه. ) المدفون في البقيع.

6- الإمام جعفر بن محمد الصادق (83 148ه. ) المدفون في البقيع.

7- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (128 183ه.) المدفون في الكاظمية قرب بغداد.

8- الإمام علي بن موسى الرضا (148 203ه.) المدفون في خراسان بإيران.

9- الإمام محمد بن علي الجواد (195 220ه.) المدفون في الكاظمية.

10- الإمام علي بن محمد الهادي (212 254ه.) المدفون في سامراء بشمال بغداد.

11- الإمام الحسن بن علي العسكري (233 260ه.) المدفون في سامراء.

12- الإمام محمد بن الحسن المعروف بالمهدي، والحجة (عج) وهو الإمام الثاني عشر، وهو حي حتى يظهر بأمر الله ويقيم الحكومة الإلهية على كل الكرة الأرضية.

للمطالعة

لماذا جعل الله لنا القلب؟

دخل هشام بن الحكم مسجد البصرة يوماً، فوجد عمرو بن عبيد قد اجتمع حوله الناس يسألونه فقعد اخر القوم، وقال: أيها العالم أنا رجل غريب، أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟

قال عمرو: إسأل.

قال: هشام ألك عين؟

قال: يا بني أي شي‏ء هذا من السؤال؟

قال هشام: هذا مسألتي.

فقال عمرو: يا بني سل، وإن كانت مسألتك حمقاء.

قال هشام. ألك عين؟ قال: نعم. قال: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص، قال: ألك أنف؟ قال: نعم. قال: فما تصنع به؟

قال: أشم به الرائحة. قال: الك لسان؟ قال: نعم. قال: فما تصنع به؟ قال: أتكلم به. قال: ألك أذن؟ قال: نعم، قال: فما تصنع بها؟

قال أسمع بها الأصوات. قال: ألك يدان؟ قال: نعم، قال فما تصنع بهما؟ قال: أبطش بهما، وأعرف بهما اللين من الخشن.

قال: ألك رجلان؟ قال: نعم، قال: فما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان: قال: ألك فم؟ قال: نعم. قال: فما تصنع به؟

قال: أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها. قال: ألك قلب؟: قال: نعم، قال: فما تصنع به؟ قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قال هشام: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال: لا.

قال: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟

قال عمرو: يا بني إن الجوارح إذا شكَّت في شي‏ء أو شمته أو رأته أو ذاقته ردَّته إلى القلب، فتيقن بها اليقين وأبطل الشك.

قال: فإنَّما أقام الله عزّ وجلّ القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قال: لا بد من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح، قال: نعم.

قال: يا أبا مروان، إنّ الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟ فسكت عمرو بن عبيد.



1- نهج البلاغة حكمة 147.
2- بحار الانوار ج‏23 ص‏289.
2009-08-22