يتم التحميل...

لا تتأثّروا بالمناصب

الإمام روح الله الخميني(قده)

ثمّة أشخاص يتغيّرون بمجرّد أنْ يستلموا زعامة قرية بسبب ضعف نفوسهم، فيخضعون لتأثير ذلك المقام الّذي وصلوا إليه، بينما يوجد أشخاص آخرون يخضع المقام لتأثيرهم بسبب نفوسهم القويّة.

عدد الزوار: 203

- ثمّة أشخاص يتغيّرون بمجرّد أنْ يستلموا زعامة قرية بسبب ضعف نفوسهم، فيخضعون لتأثير ذلك المقام الّذي وصلوا إليه، بينما يوجد أشخاص آخرون يخضع المقام لتأثيرهم بسبب نفوسهم القويّة.

- إنّ السيّدَين رجائي وباهنر ورغم أنّ أحدهما كان رئيساً للجمهوريّة والآخر رئيساً للوزراء فإنّهما لم يكونا من الّذين تؤثّر فيهم الرئاسة، بل إنّهما أثّرا في الرئاسة، أي إنّهما أخضعا الرئاسة لقبضتيهما، ولم تذهب بهما الرئاسة ليكونا تحت لوائها.

- الّذي يتأثّر بالمقام ليس بسبب أنّه صاحب منصب، بل من باب أنّه إنسانٌ ضعيف فيُسيطر عليه المنصب، ويقوم عندئذٍ باتّباعه.

- التبعيّة للمنصب لها أضرار كبيرة على ذات الإنسان وللذين يمارسون العمل من أجل بلدهم. ولو حدث العكس فسوف تكون له آثار جيّدة على الإنسان نفسه وعلى بلاده. ولهذا فإنّي أقول لكم أيّها السادة رغم أنّي ﴿وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ1 أنْ تنتبهوا لهذا المعنى.

- إنّ حكم مجتمع معيّن هو أكبر امتحان يمتحن به الله تبارك وتعالى الإنسان.

- إنّ حُكم مثل هذا الشعب (الشعب الإيرانيّ) - إذا كان اسمه حكماً - والّذي قدّم في سبيل الإسلام والبلد الإسلاميّّ وضحّى بشبابه الأعزّاء - هو من الأعمال المعقّدة للغاية، ومن الامتحانات الصعبة.

- يا أيّها الرؤساء! أنتم الآن معرّضون للامتحان، وإنّ الله تبارك وتعالى يراقب أعمالكم بدقّة، فاهتموا بهذا الشعب المساند لكم بهذا المقدار.

- أيّها العاملون في حرس الثورة، ويا أيّها الجيش، ويا قوّات الدرك وسائر القوى المسلّحة العسكريّة وقوى الأمن الداخلي، ويا أيّها الرؤساء أينما كنتم، ومن أيّ قبيلة كنتم، ويا أيّها المحافظون في جميع أنحاء البلاد، إنّكم معرّضون الآن للامتحان, فاحذروا ولا تستغلّوا دماء هؤلاء من أجل الوصول إلى منصب. لا تكونوا - لا سمح الله - تريدون من الآخرين تقديم دمائهم لتعلو مناصبكم أنتم.

- نحمد الله على أنّ جميع مسؤولينا اليوم ليسوا من سكنة القصور، وأنّ حكومتنا ليست حكومة سكنة القصور. علينا أنْ نقرأ الفاتحة على الحكومة والشعب في ذلك اليوم الّذي تهتمّ فيه حكومتنا بالقصور.

- ذلك اليوم الّذي يَترك فيه رئيس جمهوريّتنا - لا سمح الله - طبيعة سكنة الأكواخ ويتوجّه نحو طبيعة سكنة القصور، ذلك اليوم هو يوم انحطاطه ومن يرتبط به.

- في ذلك اليوم الّذي يترك فيه نوّاب المجلس - لا سمح الله - خُلُق سكنة الأكواخ، ويتحلّون بخُلق سكنة القصور، علينا أنْ نقرأ الفاتحة على هذه البلاد.

- ما دام هذا الشعب يهتمّ بالمعنويّات إلى حدّ ما، ويهتمّّ شبّاننا بالمعنويّات ويحصل هذا التحوّل العظيم عندهم، حيث إنّهم يشترون الشهادة بأرواحهم ونفوسهم، فإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة باقية ببقاء هذه القِيَم، ولا يُمكن لأحد أنّ يعتدي عليها.

- في ذلك اليوم الّذي نهتمّ فيه بزخارف الدنيا، وينفذ الشيطان بيننا ويكون دليلنا، فإنّ القوى العظمى تتمكّن من التأثير فينا، وجرّ بلادنا إلى الفساد.

- الّذين ترعرعوا بين أوساط هذا المجتمع، وأحسّوا بمعنى الفقر ولمسوه وذاقوه، فإنّهم قادرون على الاهتمام بالفقراء. فلنبذل سعينا كي تبقى هذه الحالة محفوظة فينا جميعاً، ويجب أنْ تبقى هذه الروحيّة محفوظة في مجلسنا ومؤسّساتنا الحكوميّة، وبين مجاهدينا وجيشنا وقوانا المسلّحة والسلطة القضائيّة، وأنْ يبقى التوجّه إلى الله محفوظاً.

- علينا أنْ نربّي الإنسان، لا أنْ نملأ بطنه, فالإسلام يُريد بناء الإنسان، الإسلام يريد أنّ يكون الاستقلال محفوظاً، وذلك لا يحصل من خلال الاهتمام بالدنيا.

- أوصي المسؤولين المحترمين في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بأنْ يعرفوا قدر هذه النعم الإلهيّة العظيمة، وأنْ يُعطوا الأولويّة - في الظروف الحاليّة وفي المستقبل البعيد - لهؤلاء الأعزّة الّذين جاهدوا وضحّوا بدمائهم من أجل الإسلام، وأنْ يمتنعوا بشدّة عن إطلاق الحجج، ووضع العراقيل، واللجوء إلى الروتين.. هذه الأمور الّتي تمنع تكاملهم وتكامل الشعب الإيرانيّ البطل.

- أيّها المتصدّون ورجال الدولة - سواء في المناصب العليا أم السفلى - اعلموا بأنّكم على مُفترق طريقين: السعادة والشقاوة, فالطريق المنحرف هو الشيطان، والطريق المستقيم هو الله تبارك وتعالى.

- انتبهوا جيّداً إلى أنّنا جميعاً في محضر الله تبارك وتعالى وأنّ جميع أعمالنا القلبيّة والقالبيّة والخطرات النفسيّة والانحرافات العمليّة كلّها في حضوره.

* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.    


1- سورة يوسف، الآية: 53.

2013-03-05