الجامعة والجامعيّون
الإمام روح الله الخميني(قده)
كلّنا يعلم أنّ مستقبل دولة ما وشعب ما ونظام ما رهين بيد الطبقة المثقّفة بعد عامّة الناس، وإنّ الهدف الكبير للاستعمار الحديث هو السيطرة على مواقع هذه الشريحة.
عدد الزوار: 109
- كلّنا يعلم أنّ مستقبل دولة ما وشعب ما ونظام ما رهين بيد الطبقة المثقّفة بعد عامّة الناس، وإنّ الهدف الكبير للاستعمار الحديث هو السيطرة على مواقع هذه الشريحة.
- إنّ ما أُلحق ببلادنا خلال العقود الأخيرة من آلام وصدمات إنّما هو بسبب الخونة من هذه الشريحة.
- إنّ التبعيّة للشرق والغرب إنّما قامت على أيدي المتشرّقين والمتغرّبين، ومن يسمّون أنفسهم بالمثقّفين الّذين تخرّجوا من الجامعات، لكنّ إطار تفكيرهم كان قد تمّ إعداده في المدارس الابتدائيّة والمتوسّطة.
- فكّروا أيّها الطلبة الجامعيّون الأعزاء بالتخلّص من التغرّب، والعثور على ضالّتكم, فالشرق ضيّع ثقافته الأصيلة، ويجب عليكم أنتم - الّذين تريدون أنّ تكونوا مستقلّين وأحراراً - أنْ تقاوموا، وأنْ تبني جميع الفئات أمرها على أنْ تكون هي نفسها.
- يجب على الجامعات أنْ تكون مكتفية ذاتيّاً ومستقلّة حتّى لا تشعر بالحاجة. ينبغي لشباننا وعلمائنا وأساتذتنا أنْ لا يخافوا من الغرب، وأنْ تكون لهم الإرادة لينتفضوا بوجه الغرب ولا يخافوا.
- السلام على الجامعيّين والطلبة الأعزاء، يا من هم جنودٌ للإسلام.
- إنّنا نملك الجامعات منذ أكثر من خمسين سنة مع ميزانيّة كبيرة نحصل عليها من كدح هذا الشعب، ولكنّنا لم نتمكّن في هذه الخمسين سنة من أنْ نصل إلى الاكتفاء الذاتيّ في العلوم المكتَسبة في الجامعات.
- إنّنا نملك الجامعات منذ خمسين سنة، لكنّنا لا نملك الطبيب الكفوء الّذي يلبّي حاجة الشعب كما أقرّوا هم بذلك.
- إنّ معلّمي مدارسنا نوعاً ما ليسوا معلّمين إسلاميّين، ولم تُمارسَ التربية إلى جانب التعليم، لذلك فلم يتخرّج من جامعاتنا ذلك الإنسان الملتزم والحريص على بلاده والّذي لا يهتمّ بمصالحه الخاصّة.
- إنّنا عندما نقول يجب إحداث تغييرات أساسيّة، فإنّنا نعني بذلك أنْ تكون جامعاتنا في خدمة ما يحتاجه شعبنا، لا في خدمة الأجانب. فأغلب معلّمي المدارس وأساتذة الجامعات هم في خدمة الغرب، ويغسلون أدمغة شبّاننا، ويربّونهم تربية فاسدة.
- إنّنا نريد من شبّاننا الجامعيّين كلّهم أنْ يقفوا بوجه الغرب عندما يقف الشعب الإيرانيّ بوجهه... لا أن يقف شبّاننا - الّذين قبلوا بسبب سذاجتهم تلك التربية الباطلة على يد بعض المعلّمين - بوجهنا عندما نريد بناء جامعة مستقلّة وإحداث تغييرات أساسيّة فيها ونبقى مستقلّين ونقف بوجه الغرب والشرق والشيوعيّة.
- إنّنا اليوم نقف بوجه أمريكا، ونحتاج من شبّاننا أنْ يقفوا بوجهها أيضاً، إنّنا نريد لجامعاتنا أنْ تكون بحيث يعمل شبّاننا لأنفسهم ولشعبهم.
- على الجامعات أنْ تصبح إسلاميّة حتّى يُمكن استخدام العلوم الّتي تُدرّس فيها في طريق الشعب وفي طريق تقويته وتوفير احتياجاته.
- إنّ معنى أسلمة الجامعات هو أن تكون مستقلّة، وتنفصل عن الغرب، وتنفصل عن الشرق، وأن تكون بلادنا مستقلّة، وجامعاتنا مستقلّة، وثقافتنا مستقلّة.
- أعزائي إنّنا لا نخشى الحصار الاقتصاديّ، ولا نخشى التدخّل العسكريّ، وإنّ ما نخشاه هو التبعيّة الثقافيّة. إنّنا نخاف من الجامعة الاستعماريّة، إننّا نخاف تلك الجامعة الّتي تربّي شبّاننا ليكونوا في خدمة الغرب...
- ليس صدفة أنْ تتعرّض مراكز التربية والتعليم في الدول- بما فيها إيران- من الابتدائيّة وحتّى الجامعة لهجوم المستعمرين.
- يجب على المدراس والجامعات والأساتذة والمعلّمين الملتزمين أنْ يبذلوا كلّ جهدهم وقدرتهم في الكشف عن عوامل الفساد، وتطهير تلك الأوساط التربويّة والتعليميّة من رجس وجودها، ولا يتصوّروا أنّ هذا التغلغل إنّما هو من أجل انحراف الجامعات فقط.
- إنّ المنحرفين والمنافقين يعطون أهميّة أكبر للتغلغل داخل المدارس الثانويّة، بل وحتّى الابتدائيّة، لكي يهيّئوا الشبّان لانحراف الجامعات. إنّهم يعلمون لو أنّ الأحداث تربّوا تربية صحيحة في مراكز التعليم، وأحسّوا بحِيَلِ المستعمرين، ولَمسوا مؤامراتهم المختلفة، لانخفضت فُرص النجاح أمام عملاء الاستعمار في الجامعة.
- يجب على الأجهزة التعليميّة الملتزمة والحريصة على إنقاذ البلاد أنْ تبذل اهتماماً خاصّاً في المحافظة على الأحداث والشباب الأعزاء، الّذين يرتبط استقلال البلاد وحرّيتها في المستقبل، بتربيتهم تربية صحيحة.
- يجب على المعلّمين الملتزمين والمسؤولين في المدارس الابتدائيّة والثانويّة أنْ يبذلوا جهدهم من أجل إرسال شبّان إلى الجامعة مثقّفين بالثقافة الإسلاميّة الإيرانيّة المستقلّة والغنيّة، وواعين للانحرافات السابقة في الجامعة.
- يجب على الأساتذة الملتزمين - وبعد فتح أبواب الجامعات - أنْ يوعّوا الشباب بمجرّد مشاهدة انحرافهم وميولهم لأحد القُطبين، وأنْ يقدّموا للمجتمع شبّاناً ملتزمين وحريصين على مصالح البلاد وواعين للأهداف الإسلاميّة. وثِقوا بأنّكم ستضمنون حريّة بلادكم واستقلالها الكامل من خلال هذه الخدمة.
- إنّهم يعتقدون أنّ مواقف الإسلام تجاه القضايا المتنوّعة هي بالصورة الّتي يفكّرون بها, فبدلاً من مهاجمتهم وعزلهم، تعاملوا معهم بأبوّة ورأفة، ولا تيأسوا حتّى لو لم يقنعوا بكلامكم, وإلّا فإنّهم - لا سمح الله - سيقعون في شباك الليبراليّين والقوميّين أو اليساريّين والمنافقين.
- نحن نستطيع أنْ نأمل خيراً في مستقبل البلاد وصانعي مستقبلها عندما نعطي قيمة واعتباراً لهؤلاء في المجالات المختلفة، وعندما نتجاوز عن أخطائهم واشتباهاتهم الصغيرة، وعندما نكون محيطين بجميع الأساليب والمبادئ الّتي تُثمر التعليم الصحيح والتربية السليمة لهم.
- إنّ ثقافة الجامعات والمراكز غير الحوزويّة اعتادت على التجربة ولمس الواقعيّات أكثر من الثقافة النظريّة والفلسفيّة، فيجب من خلال التلفيق بين هاتين الثقافتين والتقريب بينهما أنْ تذوب الجامعات العلميّة والدينيّة في بعضها بعضاً، لفتح المجال أكثر لنشر وشرح المعارف الإسلاميّة.
- يجب على المثقّفين الإسلاميّّين جميعاً - ومن خلال العلم والوعي - أنْ يسلكوا الطريق الصعب لتغيير عالم الرأسماليّة والشيوعيّة.
- إنّ النقطة المضيئة الّتي تمثّل الأمل في نهاية حياتي هي وعي الجيل الشاب ويقظته ونهضة المثقّفين المتسارعة المتنامية، وإنْ شاء الله تصل إلى نتائجها القطعيّة والّتي هي قطع يد الأجانب وبسط العدالة الإسلاميّة.
- أنتم أيّها الشبّان الطاهرون مكلّفون بتوعية الشعب أكثر بأيّة وسيلة، وكشف الستار عن الحيل المختلفة للجهاز الحاكم، وتعريف العالم بالإسلام الّذي يريد نشر العدالة.
- إنّ وظيفتنا هي الوقوف بوجه الدول العظمى. وإنّنا نملك مثل هذه القدرة، بشرط أنْ يمتنع المثقّفون عن التشرّق والتغرّب والميل للشرق والغرب، وطيّ طريق الصراط المستقيم للإسلام والشعب.
- لو كانت جامعاتنا قائمة على ترتيب أصوليّ، لما كان لدينا أبداً طبقة من المثقّفين الجامعيّين تبتعد عن الشعب في أشدّ الأزمات الّتي مرّت بإيران والصراعات وتعدّد الطوائف، وتهتمّ بنفسها فقط، ولا تبالي بما يحدث للناس وكأنّها لا تعيش في إيران!
- لينهض العلماء في أنحاء العالم - خاصّة علماء ومفكّري الإسلام العظام - وليكونوا قلباً واحداً، ويتحرّكوا في جهة واحدة، وهي طريق إنقاذ البشريّة من تحت سيطرة هذه الأقليّة الظالمة والمحتالة الّتي تحاول من خلال مختلف المؤامرات والدسائس بسط نفوذها الظالم على أنحاء العالم.
- نحمد الله أنّنا استطعنا - بالاعتماد على آيات الكتاب المجيد - أنْ ننقذ بلادنا من التبعيّات. وطبيعيّ أنّ أمامنا طريقاً طويلاً للوصول إلى تطبيق تمام الأحكام الإسلاميّة في كافّة مستويات وأصعدة المجتمع، لكنّنا سنواصل طريقنا ومساعينا بعون من الله.
- في العمل سنُثبت لجميع اللاهثين وراء الشرق والغرب وأولئك الضائعين الّذين يخشون طرح الشعار الإسلاميّّ والاعتماد على القرآن الكريم، كيف يمكن إرواء المجتمع من ينابيع معرفة كتاب الله وهُدى الإسلام العزيز.
* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
2013-03-05