يتم التحميل...

صغيراتنا بين حرق الطفولة وإستباق الأنوثة

حقيقة الشباب

ظاهرة التعامل مع فتياتنا الصغيرات بمبالغة مَرَضيَّة في إظهارهن على نَسَق عارضات الأزياء، وما يُسمَّى تقاعساً واسترضاء "بالفنانات" الكاسيات العاريات، المُفْتِنات المبتذِلات، واسمُهن الشرعي الدقيق، في أدنى درجاته ومع حسن الظن: بالفاسقات!

عدد الزوار: 192

من دون تكلُّف ولا مشقة، ومن دون تفتيش ولا تعب، ننظر من حولنا لنرى ظاهرة آخذة بالانتشار:
ظاهرة التعامل مع فتياتنا الصغيرات بمبالغة مَرَضيَّة في إظهارهن على نَسَق عارضات الأزياء، وما يُسمَّى تقاعساً واسترضاء "بالفنانات" الكاسيات العاريات، المُفْتِنات المبتذِلات، واسمُهن الشرعي الدقيق، في أدنى درجاته ومع حسن الظن: بالفاسقات!
فمن هو هذا الذي يدفع فتياتنا البريئات لهذا الشَّكل وتلك الممارسة والقدوة المُخْجلة؟
ومَنْ يُصدِّق أنَّ الأُمّ في أكثر الأحيان هي المنسِّقة والدافعة والمشجِّعة لهذا المظهر الجُرْمي؟
وهل فكَّرنا بتأثيرات هذه "التربيات" على مستقبل الفتيات؟
وهل هذا ميزان للتمدُّن وللتحضُّر؟

كلنا سندفع الثمن!
بالأمس كتبتُ حِرْصاً ونُصْحاً عدة كتب، منها: الموضة، قصة الحجاب الأعرج، العباءة النسائية... إضافة "لأختاه" وهو واسع الانتشار على عشرات المواقع الإلكترونية إضافة إلى طبعاته العشر...
واليوم أكتب قلقاً وخوفاً...
فالذي يجري حولنا سوف نرى سيِّئاته عاجلاً عاجلاً وعلى الجميع الجميع... ولن ننتظر طويلاً.
سوف يعاني الكل، وخلال سنوات قليلة... أو لعلَّها بدأت!
فما معنى هذا الاستهتار بالطفولة وبراءتها وطهارتها بطريقةٍ استفزازية، تجعل الصغيرة كبيرة في شكلها وجسدها فقط!
فلا هي كالكبار في الواقع، ولا في التعامل معها...
ولا هي كالصغار في لباسها وظاهرها وما تتزيَّن وتلبس... فكيف سيُنظر إليها؟!
فتياتنا، بناتنا... أمانات الله تعالى بين أيدينا: أَصْبحنَ لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء!

فمرحلة الطفولة هي مرحلة تأسيسيَّة ضرورية، فمن جهة لا يُمكن تجاوزها، ومن جهة ثانية لا يُستهان بها، ومن جهة ثالثة تبقى آثارها على كل مراحل العمر، وحتى الممات.
وهذه المرحلة هي فترة الزرع والتفتُّح، واللُّصوق الأُسري، وحنان الأهل، وسكينة الاتكالية، وعَبَثيَّة البراءة المحبَّبة، والمبادرات العفوية التي لا تُنْسى...
مبادراتٌ وحركاتٌ وكلمات لا تُقْبل منه إلاَّ لأنَّه طفل، وبعنوان طفولته:
فوضوية متناسقة، وتناسق فوضوي!
فما بالنا نُعكِّر على هذه النِّعمة، لنفتقدها ونخسرها، وهيهات من تعويضها.

الطفولة الضحية
وقد حذرت مجموعة بارزة من الكُتَّاب، وخبراء علم النفس، ومؤلِّفي الأعمال الموجهة للأطفال البريطانيين، من أنَّ أطفال بريطانيا تتسمم أفكارهم "بثقافة المأكولات السريعة" التي تعتمد على ألعاب الكومبيوتر والتعليم الذي تزيد فيه المنافسة بشكل مبالغ فيه بالإضافة إلى الوجبات السريعة.

وقالوا:"إنَّ الأطفال الذين يُجْبرون على التصرف مثل البالغين وارتداء ملابسهم، أصبحوا يعانون بشكل متزايد من الاكتئاب، ويمرون بمستويات متزايدة من الاضطرابات السلوكية واضطرابات النمو.
وأنَّ مخ الأطفال ما زال في طور النمو، فلا يمكن أن يتوافق مع آثار التغير التكنولوجي والثقافي السريع أكثر من أي وقت مضى، بالطريقة التي يتمكن بها مخ البالغ
".
وأضافوا "إنَّهم ما زالوا محتاجين لما يحتاجه البشر الذين يخوضون طور النمو بما في ذلك الوجبات الغذائية الحقيقية (مقارنة بالأكلات السريعة) والألعاب الحقيقية (مقارنة بألعاب وتسلية شاشات التلفزيون والكومبيوتر) وتجربة حقيقية في عالم يعيشون فيه حقاً وتفاعل مستمر مع البالغين في حياتهم".

وقالت "بالمر" وهي مديرة مدرسة سابقة ومؤلفة كتاب بعنوان "الطفولة المسمومة": "يتأثر نمو الطفل بشكل بالغ بنوع العالم الذي ينشأ فيه، ولا يمكن الإسراع من النمو البدني والنفسي للطفل، إنَّه يتغير في زمن بيولوجي وليس بسرعة كهربائية... فالطفولة ليست سباقاً".

وانتقد الخبراء النظام التعليمي في بريطانيا... وحثوا الحكومة على إدراك حاجة الأطفال لوقت ومجال أطول، لنموهم في القرن الحادي والعشرين.
وقال مايكل موربورجو وهو كاتب أطفال وهو أيضاً من الموقِّعين على الخطاب إنَّ هناك "أثراً تدريجياً بطيئاً" للضغوط الأكاديمية والتسويق الذي يقتل الطفولة ويقتل أي حب لديه للقراءة وللحلم وللمسرح بل وحتى للّعب السفير 13/9/2006.

فما نراه من نتائج العولمة المادية الآخذة بالانتشار في جميع أنحاء العالم، والتي سوف تدفع البشرية ثمناً غالياً بسببها، فانتزاع الطفل من طفولته وبراءته فيه مخالفة صريحة للسُّنَّة التي خلق الله تعالى الناس عليها. فالضرر النفسي المنتظر على الأطفال الذين لا يعيشون طفولتهم وتفاعلهم مع ما يحيط بهم من طبيعة ومادة وبشر، هذا الضرر سوف يكون كبيراً وعميماً، تماماً كما هو أثر المأكولات السريعة على أجساد الأطفال والشباب والتي أصبحت ظاهرة للعيان في كل مكان في المظهر الخارجي، وأمَّا ما يخفيه الإنسان في البدن فهو أعظم.

هذه الأجواء ناتجة عن العقلية التجارية الطامحة للربح السريع بأية طريقة كانت، ولو كان الضرر شاملاً لملايين البشر بل لعشرات الملايين في كل يوم، كما نرى ذلك من حولنا في كل أنحاء العالم.
والحلّ يكمن في محاكاة الطبيعة والنمو المتدرج بحسب الفطرة الإنسانية، وفي حال المخالفة سوف تكون الأضرار السلبية غالية وبلا أُفق.
"استباق للأنوثة وإحراق للطفولة"!

أصبحت هناك فئة من فتياتنا الصغيرات، نسبتها كبيرة في المجتمع، هي ضحية "استباق الأنوثة وإحراق الطفولة" وكل هذا يجري وسط تشجيع الأهل من جهة، وترويج صناع الموضة من جهة أُخرى... وصمت المجتمع من جهة ثالثة!

"فرح" فتاة لم تتعد سنواتها الخمس بعد، تبدو قامتها ولأوَّل وهلة، وكأنَّها امرأة في سن الشباب، فثيابها تكشف أكثر ممَّا تخفي، غير تاركة لبراءة سنها حيزاً لتظهر، ولا لبراءة طفولتها أن يعبّر عن ذاته بعفوية، وهي تبدو كصبية، تُلفت النظر!

ولا يختلف حال "فرح" عن الكثيرات من بنات جيلها، فالحديث عن تبرج الصغيرات، حيث الأظافر مقلمة والشفاه ملونة والعيون مطلية والثياب كاشفة، يأخذنا إلى ظاهرة مخجلة بدأت تتمدد وتنتشر بسرعة في بعض طبقات المجتمع الإسلامي:

صغيرات يستبقن أنوثتهن ويحرقن الطفولة الجميلة
وثمة أهل ممَّن تأثروا بالموضة وبما هو رائج، يقلدون نماذج معينة ممَّن يُروَّج لهم في وسائل الإعلام.
إنَّ الدوافع متعددة، لكن النتيجة واحدة، وهي سلبية ترتدُّ بسوئها على الطفل، فتاة كان أو صبياً، فبالتأكيد أنَّ الصغير الذي يعامل بهذه الطريقة لن يعيش طفولته كما يفترض به أن يفعل، والأهل يحرقون هذه المرحلة من دون أن يعوا أخطارها اللاحقة، إذ صحيح أنَّ الطفولة فترة قصيرة، لكنَّها تحدد شخصية الإنسان المستقبلية، فهم يفرضون على صغارهم أن يخوضوا تجاربهم، لا أن يَدَعوا الطفل يعيش تجاربه الخاصة فيعاملونه كشخص بالغ، فلا تتشكل صورة الذات بشكل طبيعي عند هذا الطفل، ذلك أنَّها لا تأخذ متسعاً من الوقت لتتكوَّن.
والأهل، وتحديداً الأُمّ، التي تعامل ابنتها الصغيرة كصبية راشدة وتلبسها بشكل يستبق سنها، تتحمل مسؤولية كبيرة ومباشرة... إضافة إلى الثقافة الطارئة لمجتمعاتنا التي تشدد على أنَّ المظهر يعكس قيمة الإنسان، وتبالغ في التركيز عليه!

لا بدَّ أن ننتبه إلى أنَّ المظهر لا يشكل إلاَّ وجهاً من أوجه هذه التربية الخاطئة، فالطفلة التي يُلْبسها أهلها بطريقة لا تعكس سنها، بالتأكيد هم يعاملونها على أنَّها بالغة، وهي ليست كذلك، وهذا شيء خطير جداً لأنَّه سيمنعها من التفاعل مع نماذج معينة أكبر منها بل قدوة لها ، كالمعلمة والأُمّ والممرضة، وسيمنعها ذلك من الاحتكاك مع رفاق جيلها بشكل سليم والتفاعل معهم.
فلندع الصغيرات يكنَّ فتيات قبل أن يصبحن نساءً، فإن لم يعشن الطفولة السليمة فلن يبلغن أنوثة طبيعية، لأنَّهنَّ سيواجهن لاحقاً أسئلة عن الهوية وصورة الذات، فأحياناً نرى نساء متزوجات ولديهن أطفال يُعِدن النظر بكلّ حياتهن أو تتحكم المزاجية في علاقاتهن مع الآخرين، فيتَّسِمْن بعدم النضج الاجتماعي لأنَّهنَّ يعدن إلى عيش طفولتهن بطريقة لا واعية، كذلك ستواجه هذه الفتاة مشكلات لأنَّها سترتدي حتماً الملابس التي دَرَجت منذ صغرها على ارتدائها، وهذا سيُعرضها للكثير من المشكلات.

والمشكلة تكمن في تقاعس الأهل عن تأدية أدوارهم وضرورة أن يجيدوا وضع الضوابط لبناتهم، فمن المهم أن يعرفوا متى يقولون "لا" وكيف يثبتون على موقفهم، كذلك يجب ألا يُغيروا في سُلَّم الممنوع والمسموح فيعدلونه ويطوعونه تحت ضغط أطفالهم وبكائهم وإصرارهم، فمن الخطأ أن تؤدِّي الأُمّ أو الأب دور الصديق أو الشقيق ، وهذا ما خلصت إليه الجمعية الأميركية لعلم النفس بعد دراسة أجرتها عن انعكاسات انفتاح الأهل على أولادهم ظناً منهم أنَّهم يعطونهم ثقة أكبر بالنفس، فقد تبين العكس، وهو أنَّهم يُحمِّلون أطفالهم مسؤوليات وهموماً أكبر من طاقتهم.

وأشارت الجمعية الأميركية لعلم النفس إلى أنَّ "هذه الظاهرة منتشرة في كل المستويات الاجتماعية، فدور الأزياء العالمية بدأت تصمم للأطفال ملابس تشبه تلك المخصصة للكبار، فتلبس طفلة للسبع سنوات ما هو لفتاة في الثانية عشرة، وهذه الأخيرة تلبس ما هو للراشدة، إنَّ لهذه التصاميم التي تلغي الفروق بين الأعمار انعكاسات سلبية على نفسية الطفل ونشأته ، في المقابل، نلاحظ أنَّ الأهل يفرحون بمظهر طفلهم الجميل ويتحمسون ليلبسوه كراشد أو مراهق أو حتى كنجم عالمي، ويبالغون في كلمات الإعجاب بالمظهر والتشديد على أهميته، كذلك إنَّ الدمى تغيّر شكلها، فبعضها تغطى بملابس فاضحة جداً وحتى ملابس داخلية مزخرفة فضلاً عن التبرج، هذه الأُمور مجتمعة تلغي قسماً كبيراً من الطفولة وتحرقها عبر تحريك أحاسيس لدى الطفل ليست له، ومن المبكر جداً أن يشعر بها ، لا بل إنَّها تولّد أحاسيس ليس من المفترض أن تكون لدى الذين ينظرون إلى الطفل.
والأهل يلقون اللوم على أطفالهم في محاولة للتهرب من المسؤولية، فيقولون إنَّهم لا يقدرون على ضبط أولادهم، لكن الواقع أنَّ الطفل لا يستطيع فرض شيء على أهله إذا لم يرضخوا هم ، كذلك كيف لطفلة أن تطلب ارتداء هذه الملابس إذا لم تر نماذج معينة ممدوحة في محيطها كأمها مثلاً أو في وسائل الإعلام؟

فأصبح من الشائع أن نرى طفلة صغيرة تتزين وتتأنق تماماً مثل أُمّها أو مراهقة ترتدي وأُمّها الملابس نفسها، السبب الرئيسي يعود إلى الأهل، وتحديداً الأُمّ... ولدى توعية الأُم على الانعكاسات السلبية المستقبلية لهذا الأمر، تجيب أنَّها ستمنعها عندما تكبر من التأنق بهذا الشكل، لكنَّها تجهل أنَّها ستعجز عن فرض ملابس معينة على ابنتها وأنَّها ستواجه مشكلات معها في مرحَلَتْي المراهقة والشباب، المشكلة أنَّ الأوروبيين يصممون الملابس ونحن نلبسها ، ولو كانت الملابس ضيقة وملتصقة بالجسم، فضلاً عن التبرج المبالغ فيه... وحتى الأوروبيين في حياتهم اليومية يحرصون على ارتداء الملابس المريحة والعادية والمقبولة البعيدة عن التصنع والتكلف... بينما نحن نُقلد إلى أبعد الحدود!

... إنَّهنَّ تعوَّدن الاعتناء بمظهرهن أكثر ممَّا يجب ، ذلك أنَّهن تربَّيْن على ثقافة لفت الأنظار ونيل الإعجاب، ويجهلن أنَّ هذا اللباس يوحي بأُمور لا تليق بحقيقتهن..

الشرق الأوسط الاثنين 16/رجب 1428هـ/30 يوليو 2007، العدد 10471 بتصرف..

إخوتي،أخواتي،أيُّها الأعزاء،
إنَّ هذه حقائق ووقائع... لهي كارثة حقاً!
كارثة، بكلّ ما في الكلمة من معنى.
هذه المظاهر لفتياتنا، آخذة بالانتشار وحتى في البيئة المتديِّنة، وبشكل كبير، وبتبريرات واهية... سوف يكون لها أثمان باهظة جداً.
الله أعلم كيف سوف يكون وَضْعُنا، ولن ينجو من هذا الوبال أحدٌ.
اللَّهمَّ إنَّا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وآخرتنا.
بِتْنا نعيش اليوم في مجتمع يريد الوصول إلى كلّ شيء بأبخس الأثمان وأقل الأوقات:
من تحصيل المال إلى الشهادات العلمية إلى المناصب إلى الشهرة إلى الشهوات والرغبات إلى تنحيف الجسد... كلّ ذلك نريده بكبسة زر!
وجاء دور الجمال اليائس أو البائس!

فهل تستقيم البشرية بهذه الطريقة العوجاء؟
وهل يمكن الوصول إلى كل هذا بهذه الطريقة؟
وماذا لو وصلنا للبعض، ولم نصل للبعض الآخر؟
ومَن نجح في تغيير شيء من الجسد... فماذا عن النفسية والروحية؟


إنَّ ما يجري من حولنا مخالف لطبيعة الخَلْق، والمعلوم أنَّ كلّ مخالفة لها نتيجة، وهذه النتائج سوف تأخذ من رصيدنا وراحتنا وأَمْننا وسعادتنا... والأكيد من آخرتنا.
يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور أحمد المجدوب في تصريحه "الشرق الأوسط": "إنَّ فوضى مقاييس الجمال في الشارع العربي مَرَدُّها البحث عن صورة مثالية يصعب الحصول عليها إلاَّ في الخيال، هذه الفوضى ناتجة عمَّا تُروِّجه الإعلانات والأغاني التي تبثها الفضائيات المختلفة".
وتابع قائلاً: "ولهذا تزداد حالات الطلاق في عصرنا الحالي لأنَّ المقاييس التي يكتشفها الرجل بعد الزواج غير التي ارتبط بها وارتضاها" الشرق الأوسط الاثنين 29/شوال 1427هـ/20 نوفمبر 2006، العدد 10219..

وأكدت دراسة أنَّ 90 في المائة من السعوديات غير راضيات عن مظهرهن وجمالهن الخارجي الشرق الأوسط الاثنين 29/شوال 1427هـ/20 نوفمبر 2006، العدد 10219. !
وشاعت الدراسات الكثيرة المتحدِّثة عن "الريجيم" الذي يترافق غالباً مع اضطرابات عقلية ـ نفسية!
فلنتصور تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة، ذَكَرِها وأُنثاها، أفرادها وأُسَرِها، ترابطها وتماسكها، سعادتها وأُنسها... دُنياها وأُخْراها.

طامَّة على رؤوس صغيراتنا
والطامَّة أن يسعى بنات العشرين وما قارب هذا العمر للقيام بعمليات التجميل لأنَّهنَّ غير راضيات على مظهرهن وشكلهن!
وتعظم الطامَّة عندما تتكرر العمليات التجميلية لأولات، وهذا يدلُّ عن حالة مَرَضية يلزم استدراكها.
أمَّا الطامَّة الكبرى فأن تتصرف بنت الخمس والسبع سنوات، على أنَّها بنت خمس عشرة سنة، وبنت التسع سنوات على أنَّها بنت خمس عشرة وثماني عشرة سنة!
فانظر من حولك وعُدَّ الكوارث.

كلّ هذا يثير القلق عند أهل الخواص وعامَّة الناس، حيث نرى موجات من الهستيريا المتناقضة في مضامينها مع خُصُوصياتنا العقيدية والمسلكية، والتي تتمثَّل في بعض تجلِّياتها في "الموضة"، التي تُغيِّب التفكير أو العقل الجَماعي لحساب الفوضى المؤدِّية إلى نتائج كوارثية، كَهَوَس اللعب بالكرة والنارجيلة والتصنُّع... ومحاولة تعميم هذه الأُمور حتى لا تترك من شموليَّتها أحداً، ولأوقات طويلة، ويومية... فتهون عمليَّة "حرق" ملايين الساعات المهدورة من عمر أُمَّتنا...

هل هي سُنَّته؟
نستغفرك اللَّهمَّ ونتوب إليك مِمَّن تجرَّأ وخالف السُّنن، وهم على مصلحتهم يتجرَّؤون، وبها يُقامرون، ولأنفسهم ظالمون...
"... اللَّهمَّ استعملنا بسُنَّته، وتوفَّنا على مِلَّته، وابعثنا في شيعته، واحشرنا في زمرته، واجعلنا ممَّن يَتَّبعُه، ولا تحجُبنا عن رؤيته، ولا تحرِمنا مرافقته حتَّى تُسْكنا غُرفه، وتُخلِّدنا في جواره، ربِّ إنِّي أحببتُه فأحبَّني لذلك..." من الدعاء المخزون ـ الدرة اليتيمة ـ ص90.


* كتاب صغيراتنا بين حرق الطفولة واستباق الأنوثة,للسيد سامي خضرة

2013-02-28