يتم التحميل...

إخبار الإمام علي عليه السلام بقتل الحسين بأرض كربلاء

مرقد الإمام الحسين(ع)

- عن علي بن محمد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشعبي، قال: قال علي وهو على شاطئ الفرات: صبرا أبا عبد الله، ثم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه

عدد الزوار: 156

- عن علي بن محمد، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن عامر الشعبي، قال: قال علي وهو على شاطئ الفرات: صبرا أبا عبد الله، ثم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: أحدث حدث؟ فقال: أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات، ثم قال: أتحب أن أريك من تربته؟ قلت: نعم، فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفي، فما ملكت عيني أن فاضتا.

- قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن علي قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا، وإني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها، يقتل بقرية قريب من النهرين.

- في رواية يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن ميمون، عن شيبان بن محزم، قال: وكان عثمانيا يبغض عليا! قال: رجع علي من صفين، قال: فانتهينا إلى موضع، قال: فقال: ما يسمى هذا الموضع؟ قال: قلنا: كربلاء، قال: ثم قعد على رابية، وقال: يقتل ها هنا قوم أفضل شهداء على وجه الأرض لا يكون شهداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قلت: بعض كذباته ورب الكعبة! قال: فقلت لغلامي وقسمة حمار ميت جئتني برجل هذا الحمار فأوقدته في المقعد الذي كان فيه قاعدا: فلما قتل الحسين قلت لأصحابي: إنطلقوا ننظر، فانتهينا إلى المكان، وإذا جسد الحسين على رجل الحمار، وإذا أصحابه ربضة حوله.

- أخرج محب الدين الطبري، قال: أخرج أحمد وابن الضحاك عن علي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعيناه تفيضان قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: قام من عندي جبريل عليه السلام قبل، وحدثني: أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.

- أخرج أحمد في المسند قال: نا محمد بن عبيد، نا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجى، عن أبيه، أنه سار مع علي عليه السلام، فلما جاءوا نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: أصبر أبا عبد الله، أصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذ؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان: قلت: يا نبي الله! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بلى، قام من عندي جبريل قبل، فحدثني: أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك أن أشهدك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.

- أخرج نصر بن مزاحم في كتابه (صفين) عن سعيد بن حكيم العبسي، عن الحسين بن كثير، عن أبيه: أن عليا أتى كربلاء فوقف بها فقيل: يا أمير المؤمنين هذه كربلاء، قال: ذات كرب وبلاء، ثم أومأ بيده إلى مكان فقال: هاهنا موضع رحالهم، ومناخ ركابهم، وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال: ها هنا مهراق دمائهم.

- وأخرج الحافظ أبو نعيم في دلائل النبوة، بالإسناد عن أصبغ بن نباتة قال: أتينا مع علي موضع قبر الحسين فقال: هاهنا مناخ ركابهم، وموضع رحالهم، ومهراق دمائهم، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.

- وروى الحسين بن كثير وعبد خير قالا: لما وصل علي عليه السلام إلى كربلاء وقف وبكى وقال: بأبي أغيلمة تقتل هاهنا، هذا مناخ ركابهم، هذا موضع رحالهم، هذا مصرع الرجال، ثم زاد بكاؤه.

- وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه: قد روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبي طالب: أنه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفين.

فسأل عن اسمها فقيل: كربلاء، فقال: كرب وبلاء، فنزل وصلى عند شجرة هناك ثم قال: يقتل هاهنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة، يدخلون الجنة بغير حساب، وأشار إلى مكان هناك، فعلموه بشئ، فقتل فيه الحسين.

- ذكر الخوارزمي حديثا أخرجه الحافظ الطبراني عن شيبان وكان عثمانيا قال: إني لمع علي إذ أتى كربلاء، فقال: في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر.
فقال: وفي رواية أن أمير المؤمنين عليه السلام لما سار إلى صفين نزل كربلاء وقال لابن عباس: أتدري ما هذه البقعة؟ قال: لا، قال: لو عرفتها لبكيت بكائي، ثم بكى بكاء شديدا، ثم قال: ما لي ولآل أبي سفيان؟ ثم التفت إلى الحسين وقال: صبرا يا بني فقد لقي منهم أبوك مثل الذي تلقى بعده.

- عن مصعب بن سلام، قال أبو حيان التميمي، عن أبي عبيدة، عن هرثمة بن سليم قال: غزونا مع علي بن أبي طالب صفين، فلما نزلنا بكربلاء صلى بنا صلاة، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال: واها لك أيتها التربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته، وهي جرداء بنت سمير، وكانت شيعة لعلي، فقال لها زوجها هرثمة: ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمها وقال: واها لك يا تربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب وما علمه بالغيب؟ فقالت: دعنا منك أيها الرجل، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا.

فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن علي وأصحابه، عرفت المنزل الذي نزل بنا علي فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها، والقول الذي قال، فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين، فسلمت عليه، وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين: معنا أنت أو علين؟ فقلت: يا ابن رسول الله، لا معك ولا عليك.

تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد.
فقال الحسين: فول هربا حتى لا ترى لنا مقتلا، فوالذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار.
قال: فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله.
ورواه ابن سعد بلفظ آخر، قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانه، عن سليمان، قال: حدثنا أبو عبيده الضبي، دخلنا على أبي حين أقبل من صفين وهو مع علي، وهو جالس على دكان وله امرأة يقال لها: حرداء، هي أشد حبا لعلي، وأشد لقوله تصديقا.

فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد ذكرني بعض بعر هذه الشاة حديثا لعلي، قالوا: وما علم علي بهذ؟ قال: أقبلنا فرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه، أوه يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
قالت حرداء: وما تنكر من هذ؟ هو أعلم بما قال منك، نادت بذلك وهي في جوف البيت.

- عن مصعب بن سلام قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله الندي، عن أبي جحيفة قال: جاء عروة البارقي إلى سعيد بن وهب.
فسأله وأنا أسمع فقال: حديث حدثنيه عن علي بن أبي طالب.
قال: نعم، بعثني مخنف بن سليم إلى علي.
فأتيته بكربلاء، فوجدته يشير بيده ويقول: هاهنا هاهنا.
فقال له رجل: وما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: ثقل لآل محمد ينزل هاهنا، فويل لهم منكم، وويل لكم منهم.
فقال له الرجل: ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال: ويل لهم منكم، تقتلونهم، وويل لكم منهم، يدخلكم الله بقتلهم إلى النار.

- عن علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي، عن عبد العظيم الحسني، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال: بينا نحن جلوس عند أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة إذ طلع الحسين عليه السلام عليه فضحك علي حتى بدت نواجذه، ثم قال: إن الله ذكر قوما فقال: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِين والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا، ولتبكين عليه السماء والأرض.

- عن جعفر بن محمد الفزاري معنعنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسين عليه السلام مع أمة تحمله فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: لعن الله قاتلك، ولعن الله سالبك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.

قالت فاطمة الزهراء عليها السلام: يا أبة أي شئ تقول؟ قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، وكأني أنظر إلى معسكرهم، وإلى موضع رجالهم وتربتهم.

قالت: يا أبة وأين هذا الموضع الذي تصف؟ قال: موضع يقال له: كربلاء هي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأئمة، يخرج عليهم شرار أمتي " لو أن أحدهم شفع " له من في السماوات والأرضين فاشفعوا فيه، وهم مخلدون في النار.

قالت: يا أبة فيقتل؟ قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته أحد كان قبله وتبكيه أهل السماوات والأرضين، والملائكة، والوحش، والحيتان، والنباتات، والبحار والجبال، ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس، ويأتيه قوم من محبينا ليس إليه غيرهم أولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم وكل أهل دين يطلبون أئمتهم، وهم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، وهم قوام الأرض: وبهم ينزل الغيث.

فقالت: فاطمة الزهراء عليها السلام: يا أبة إنا لله وبكت، فقال لها: يا بنتاه إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قتلة أهون من ميتة، ومن كتب عليه القتل، خرج إلى مضجعه، ومن لم يقتل فسوف يموت، يا فاطمة بنت محمد: أما تحبين أن تأمري غدا بأمر فتطاعي في هذا الخلق عند الحساب؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار، يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء؟ أما ترضين أن تنظري إلى الملائكة على أرجاء السماء وينظروا إليك وإلى ما تأمرين به، وينظروا إلى بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق، وأمرت النار أن تطيعه؟ أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شئ؟ أما ترضين أن يكون من آتاه زائرا في ضمان الله، ويكون من آتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله الحرام واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، وإذا مات مات شهيدا، وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا.

قالت: يا أبة سلمت ورضيت وتوكلت على الله، فمسح على قلبها ومسح عينها، وقال: إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك.

- عن محمد الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليه السلام أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام دخل يوما إلى الحسن عليه السلام فلما نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكي لما يصنع بك، فقال له الحسن عليه السلام: إن الذي يؤتى إلي يدس إلي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار1.


1-مرقد الامام الحسين عليه السلام تحسين آل شبيب.

2012-11-23