يتم التحميل...

التقوى‏

العلاقة مع الله

عن الإمام الصادق عليه السلام: من أخرجه اللَّه من ذلّ المعاصي إلى عز التقوى، أغناه اللَّه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وانسه بلا بشر. وعن الإمام الباقر عليه السلام:إن أهل التقوى هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة.

عدد الزوار: 82

عن الإمام الصادق عليه السلام: "من أخرجه اللَّه من ذلّ المعاصي إلى عز التقوى، أغناه اللَّه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وانسه بلا بشر"1.

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إن أهل التقوى هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة"2.

التقوى لغة وشرعاً

توقّى واتّقى بمعنى (واحد). وقد توقّيت واتّقيت الشي‏ء وتقيته وأتقيه وتقاء: حذّرته... والاسم التقوى... قوله تعالى: ﴿...هو أهل التقوى وأهل المغفرة﴾(المدثر:56) أي هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته"3.

فالتقوى لغة تعني الحذر، فتقوى اللَّه تعني الحذر والخوف من اللَّه، والحذر من اللَّه يعني اتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه، وهذه هي التقوى حسب المرتكزات الشرعية.

التقوى تعني أمرين
الأول: الاتيان بما يصلح الإنسان من خلال الإلتزام بأوامر اللَّه.

الثاني: الامتناع عما يضرّ الإنسان من خلال الانتهاء عن نواهي اللَّه.

وكلاهما يساعدان على بعضهم بعض، فكلما أطاع الإنسان اللَّه من حيث الأوامر كلما ساعده ذلك على الانتهاء عن النواهي، والعكس صحيح4.

والتقوى (خوف اللَّه والحذر منه) فرع الإيمان باللَّه وبالآخرة (حيث العقاب والثواب)، فكلّما كان إيمان الإنسان أقوى، كلما كان خوفه من اللَّه والحذر منه أقوى، مما ينعكس على سلوك الإنسان، فيصبح مستقيماً صالحاً.

فالمطلوب لكي تتحقق صفة التقوى في الإنسان، أن يؤكِّد صفة الإيمان باللَّه وبالآخرة في قلبه.

وهذا المعنى أي ترتب التقوى على الإيمان باللَّه وبالآخرة نراه في الآية الكريمة: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(البقرة:4-1).

التقوى في القران (نماذج)
دعوة إلى تقوى اللَّه
﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(البقرة:196)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(البقرة:203)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ...(البقرة:223)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(البقرة:231)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(البقرة:233)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(المائدة:7).

التقوى فرع الإيمان (لا يكفي الإيمان)
﴿قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(المائدة:112)، ﴿يا أيها الذين امنوا اتقوا اللَّه وابتغوا إليه الوسيلة(المائدة:35).

لا تكفي الصلاة والعبادة
﴿وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(الأنعام:72)، ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ(العنكبوت:16).

من ثمرات التقوى
﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً(الأنفال:29)، ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ(البقرة:282)، ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(الطلاق:2).

ما يساعد على التقوى
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:21).

﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:183).

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:179).

﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(البقرة:187).

﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(الزمر:27-28).

من صفات المتقين
﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ(البقرة:177).

لا تكتفوا بالحدِّ الأدنى من التقوى
﴿اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(آل عمران:102).

إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(الحجرات:13).

المتقون في الآخرة
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(الذاريات:15). ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* َذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ*مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ *لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ(ق:31-35). ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ(الطور:17-20).

التقوى في الأحاديث‏
تفسير التقوى
عن الإمام الصادق عليه السلام لما سئل عن تفسير التقوى، قال: "إن لا يفقدك اللَّه حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك"5.

عن الإمام علي عليه السلام "المتقي من اتقى الذنوب"6.

وعنه عليه السلام: "عند حضور الشهوات واللذات يتبين ورع الأتقياء"7.

وعنه أيضاً عليه السلام: "رأس التقوى ترك الشهوة"8.

من ثمرات التقوى
عن الإمام علي عليه السلام: "سبب صلاح الإيمان التقوى"9.

في وصية الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام: "أشعر قلبك التقوى تنل العلم"10.

وعنه عليه السلام: "هدي من اشعر التقوى قلبه"11.

وعنه أيضاً عليه السلام: "التقوى غاية لا يهلك من اتبعها، ولا يندم من عمل بها، لأن بالتقوى فاز الفائزون، وبالمعصية خسر الخاسرون"12.

موانع التقوى
عن الإمام علي عليه السلام: "لا يفسد التقوى إلا غلبة الشهوة"13.

عنه عليه السلام: "حرام على كل متولّه بالدنيا أن يسكنه التقوى"14.

عنه أيضاً عليه السلام: "لا يستطيع أن يتقي اللَّه من خاصم"15.

ما يساعد على التقوى
عن الإمام علي عليه السلام: "التقوى ثمرة الدين، وأمارة اليقين"16.

عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس"17.

رسول اللَّه في وصيته لأبي ذر "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حلّ ذلك، أم من حرام"18.

عن الإمام علي عليه السلام: "رأس العلم التواضع، ومن ثمراته التقوى، واجتناب الهوى، واتباع الحق، ومجانبة الذنوب..."19.

وعنه عليه السلام: "واللَّه ما أرى عبداً يتقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه"20.

التقوى ليست مظاهر
عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يغرّنك بكاؤهم فإن التقوى في القلب"21.

عن الإمام الباقر عليه السلام: "إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث"22.

دور التقوى في قبول الأعمال
عن الإمام علي عليه السلام: "لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبّل"23.

وعنه عليه السلام: "صفتان لا يقبل اللَّه سبحانه الأعمال إلا بهما التقى والاخلاص"24.

عن المعصوم عليه السلام: "جدّوا واجتهدوا، وإن لم تعملوا فلا تعصوا، فإن من يبني ولا يهدم يرتفع بناؤه وإن كان يسيراً، وإن من يبني ويهدم يوشك إن لا يرتفع بناؤه"25.

مقياس الشرف والكرامة التقوى
لمّا دخل رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله البيت عام الفتح، ومعه الفضل بن عباس وأسامة بن زيد، ثم خرج فأخذ بحلقة الباب وقال: "الحمد للَّه الذي صدق عبده، وأنجز وعده، وغلب الأحزاب وحده، إن اللَّه أذهب نخوة العرب وتكبرها بابائها، وكلكم من ادم، وادم من تراب، وأكرمكم عند اللَّه أتقاكم"26.

عن علي عليه السلام: "لا تضعوا من رفعته التقوى، ولا ترفعوا من رفعته الدنيا"27.

علي إمام المتقين
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً لعلي عليه السلام: "مرحباً بسيد المسلمين، وإمام المتقين"28.

فحريّ‏ٌ بنا أن نقتدي بأمير المؤمنين، لنكون من المتقين، وندخل جنّة النعيم.

خاتمة
إن الطريق الوحيد إلى المقامات والمدارج الإنسانية يمر عبر هاتين المرحلتين

1- فعل الواجبات.

2- الاجتناب عن المحرمات، بحيث إن من يواظب عليهما يكون من الناجين السعداء، وأهمهما هي التقوى من المحرمات، وأن أهل السلوك يحسبون هذه المرحلة مقدمة على المرحلة الأولى، إذ يتضح من الرجوع إلى الأخبار والروايات وخطب نهج البلاغة أن المعصومين كانوا يعتنون كثيراً بهذه المرحلة.

إذاً، أيها العزيز، بعد أن عرفت بأن المرحلة مهمة جداً، ثابر عليها بدقة، فإذا أنت خطوت الخطوة الأولى وكانت صحيحة، وبنيت هذا الأساس قوياً، كان هناك أمل بوصولك إلى مقامات أخرى، وإلا امتنع الوصول، وصعبت النجاة29.


موعظة للعبرة

وصيّة الإمام الخميني قدس سره بالتقوى‏

يقول الإمام: كان شيخنا العارف الجليل يقول: إن المثابرة على تلاوة آخر آيات سورة الحشر المباركة، من الآية الشريفة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ...(الحشر:18)، إلى آخر السورة المباركة، مع تدبر معانيها، في تعقيبات الصلوات، وخصوصاً في أواخر الليل، حيث يكون القلب فارغ البال، مؤثرة جداً في إصلاح النفس، وفي الوقاية من شر النفس والشيطان، وكان يوصي بدوام حال الوضوء، قائلاً: إن الوضوء مثل "بزّة الجندي". وعلى كل حال، عليك أن تطلب من القادر ذي الجلال، من اللَّه المتعال جلّ جلاله، مع التضرّع والبكاء والإلتماس كي يوفقك في هذه المرحلة ويعينك في الحصول على خصلة التقوى.

واعلم، أن بدايات الأمر صعبة وشاقة، ولكن بعد فترة من الاستمرار والمثابرة تتحول المشقة إلى راحة، والعسر إلى يُسر، بل تتبدّل إلى لذة روحية، خصوصاً، وأن أصحاب هذه اللذة لا يستبدلونها بجميع اللذائذ.

ويمكن، إن شاء اللَّه، وبعد المواظبة الشديدة والتقوى التامة، أن تنتقل من هذا المقام إلى مقام تقوى الخاصة. وهي التقوى التي تتلذذ الروح بها. إذ أنك بعد أن تذوق طعم اللذة الروحية تترك شيئاً فشيئاً اللذائذ الجسدية وتتجنبها. وعندئذ يسهل عليك المسير حتى لا تعيد تقيم وزناً للذات الجسدية الزائلة، بل تنفر منها، وتقبح زخارف الدنيا في عينيك، وتنظر في باطنك فتجد أن كلّ لذة من لذّات هذا العالم قد أوجدت في النفس أثراً وأبقت في القلوب لطخة سوداء تبعث على شدّة الأنس بهذه الدنيا والتعلق بها. وهذه هي نفسها تكون سبب الإخلاد إلى الأرض.

وعند سكرات الموت تتبدل إلى صعوبة ومشقة ومعاناة. والواقع أن صعوبة سكرات الموت وحالة النزع الأخير القاسية ناجمة عن هذه اللذات وحب الدنيا، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فإذا أدرك الإنسان هذا المعنى سقطت لذات العالم من عينه كلياً، ونفر من الدنيا وما فيها من مباهج وزخارف، وهذا هو التقدم الثاني إلى المقام الثالث من التقوى.

وبذلك يصبح سبيل السلوك إلى اللَّه سهلاً ميسوراً، وطريق الإنسانية نيّراً واسعاً، وتصبح خطوته شيئاً فشيئاً خطوة الحق، ورياضته رياضة الحق، ويتهرب من النفس وآثارها وأطوارها. إذ يجد في ذاته عشق للحق، فلا يعود يقنع بوعود الجنة والحور العين والقصور، بل يكون مطلوبه ومقصوده أمراً آخر، وينفر من الأنانية وحب الذات.

فيتّقي حب النفس ويتّقي ذاته وأنانيته. وهذا مقام على قدر كبير من الشموخ والرفعة، وهو أول مراتب هبوب نسيم الولاية، فيدرجه الحق المتعال في كنف لطفه، ويعينه ويجعله موضع ألطافه الخاصة.

أما ما يحدث للسالك بعد ذلك فخارج عن قدرة القلم، والحمد للَّه أولاً واخراً وظاهراً وباطناً، والصلاة على محمد واله الطاهرين30.

*أغنى الناس، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، شوال 1424هـ ، ص75-85.


1- ميزان الحكمة، الري شهري، ج‏3، ص‏1958
2- ن.م، ص‏2307.
3- لسان العرب، ابن منظور، ج‏15، ص‏402.

4- يقول الإمام الخميني قدس سره: "ومن المعلوم أن ضرر المحرمات أكثر تأثيراً في النفس من أي شي‏ء اخر، ولهذا كانت محرّمة، كما أن الواجبات لها أكبر الأثر في مصلحة الأمور ولهذا كانت واجبة، وأفضل من أي شي‏ء، ومقدمة على كل هدف، وممهدّة للتطور إلى ما هو أحسن.

إن الطريق الوحيد إلى المقامات والمدارج الإنسانية يمر عبر هاتين المرحلتين (الإتيان بالواجبات، الانتهاء عن المحرمات)، بحيث أن من يواظب عليهما يكون من السعداء، وأهمهما هي التقوى من المحرّمات، وأن أهل السلوك يحسبون هذه المرحلة مقدمة على المرحلة الأولى 2000 الأربعون حديثاً، الإمام الخميني، ص‏202.

5- ميزان الحكمة، الري شهري، ج‏4، ص‏3638.
6- ن.م، ص.
7- ن.م، ص.
8- ن.م، ص.
9- ن.م، ج‏2، ص‏1232.
10- م.ن، ج‏3، ص‏2102.
11- ن.م، ج‏4، ص‏3445.
12- ن.م، ص.
13- ن.م، ج‏4، ص‏3483.
14- ن.م، ج‏4، ص‏3637.
15- م.س، ج‏4، ص‏3637.
16- ن.م، ج‏4، ص‏3636.
17- ن.م، ص.
18- ن.م، ص.
19- ن.م، ج‏3، ص‏2090.
20- ن.م، ج‏4، ص‏3637.
21- ن.م، ج‏3، ص‏2237.
22- ن.م، ج‏4، ص‏3634.
23- م.ن، ج‏4، ص‏3631.
24- ن.م، ص.
25- ن.م، ص.
26- ن.م، ج‏4، ص‏3629.
27- ن.م، ج‏1، ص‏911.
28- ن.م، ج‏4، ص‏3648.
29- الأربعون حديثاً، الإمام الخميني، ص‏202.
30- الأربعون حديثاً، الإمام الخميني، ص‏203-202.

2009-08-11