كيف يربي الله صدقاتنا؟
أسبوع الصدقة
الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير أو المحتاج أو اليتيم: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾([1]). وقد ورد في الروايات ما يؤكّد هذا المعنى.
عدد الزوار: 885الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير أو المحتاج أو اليتيم: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾([1]). وقد ورد في الروايات ما يؤكّد هذا المعنى.
ومن باب التشجيع أيضاً، وعد الله سبحانه وتعالى في القرآن المجيد بأنّه هو الّذي يربي الصدقات. عندما يدفع الواحد منّا صدقة، هذه الصدقة تنمو وتنمو إلى أن يحشر يوم القيامة، فيفاجأ يوم القيامة كأنّه تصدق بمثل جبل أحد كما ورد في بعض الروايات، في حين أنّ كلّ ما تصدّق به هو فقط هذا المبلغ المتواضع الّذي خرج منه. لكنّ الله سبحانه وتعالى وعد بأن يربي الصدقات وأن ينمّيها تشجيعاً على الإنفاق لعباده. وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "تصدّقوا ولو بشقّ تمرة، واتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإنّ الله عزّ وجلّ يُربيها لصاحبها كما يُربي أحدكم فصيله حتّى يوفيه إيّاها يوم القيامة، وحتّى يكون أعظم من الجبل العظيم"([2]).
وفي الحديث القدسيّ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: "قال الله تعالى: إنّ من عبادي من يتصدّق بشقّ تمرة فأربيها له كما يُربي أحدكم فلوَه، حتّى أجعلها مثل جبل أحد"([3]).
من بركات الصدقة
هناك روايات كثيرة تتحدّث عن آثار الصدقة، فقد ورد على سبيل المثال أنّها "تدفع البلاء ويتداوى بها من الأمراض" كما مرّ معنا. وهي "تدفع ميتة السوء"، وحيث إنّ الإنسان سيموت ولا مهرب من الموت. فإنّ هناك أشكالاً للموت، فتارةً هناك الموت الّذي هو قتل في سبيل الله، وموت على الفراش أو بحادث سيارة أو عن طريق الخطأ إلخ... الصدقة تدفع عن الإنسان ميتة السوء. وورد أيضاً أنّ الصدقة "تطيل العمر" وأنّها "مفتاح الرزق"، يقول تعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾([4]). وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بعض الذين سُدّت عليهم أبواب الرزق بالتصدّق لينظر الله سبحانه وتعالى إليهم نظرة رحمة ورأفة ويفتح لهم أبواب رزقه.
عطاء بلا حساب
وللتشجيع أيضاً على تحقيق الغرض الثاني (أي المساهمة في معالجة المشاكل الاجتماعيّة)، نجد بأنّ الإسلام لم يشجّع فقط المتصدّقين أنفسهم، لأنّ الإسلام يعرف أنّه سيأتي يوم من الأيّام لا يستطيع الواحد منّا أن يقوم بمبادرة فرديّة للتصدّق، وأنّه سيأتي يوم تصبح فيه مؤسّسات ضخمة تعمل في هذا الموضوع. ولذلك نجد بأنّ الأجر والثواب الّذي وعد به المتصدّق وعد به أيضاً من يسعى في تأمين الصدقة، ومن يحمل الصدقة من المتصدّق إلى اليتيم أو المحتاج أو الفقير. فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء"([5]) ﴿وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. الله سبحانه وتعالى يعطي بلا حساب، وتكفّل للساعي في تأمين الصدقة ويإيصالها للمحتاجين بثواب وأجر المتصدّق نفسه دون أن يُنقصَ شيءٌ من أجر هذا المتصدّق. وورد أيضاً في رواياتنا حول مفهوم الصدقة في الإسلام الكثيرُ من أخلاقيّات وآداب هذا السلوك وهذه الممارسة وهذه الفريضة وهذا العمل المستحبّ، فيما يتحدّث عن صدقة السرّ أو العلن وأولويّة ذوي الأرحام.
* مواعظ شافية، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) سورة التوبة، الآية: 104.
([2]) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج93، ص122.
([3]) م. ن.
([4]) سورة البقرة، الآية: 261.
([5]) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج92، ص175.