يتم التحميل...

كلمة السيد حسن نصر الله في عيد المقاومة والتحرير

2023

25-5-2023

عدد الزوار: 44

كلمة السيد حسن نصر الله في عيد المقاومة والتحرير 25-5-2023

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على ‏سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين ‏وعلى جميع الأنبياء والمرسلين‎. ‎

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته‎.‎


يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم " وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ‏الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" صدق الله ‏العلي العظيم.‏

أولا ابارك لكم جميعا هذه الذكرى وهذه المناسبة الجميلة والعظيمة والعزيزة على قلوبنا جميعاً مناسبة عيد ‏المقاومة والتحرير في الخامس والعشرين من آيار من كل عام، استذكارا للإنتصار الإلهي الكبير والعظيم ‏الذي تحقق في لبنان عام 2000 في مثل هذا اليوم.‏
طبعا في البداية دائما في هذه المناسبة في بداية الكلمة أنا أقول لدينا مقطع أخلاقي وإن كان متكرراً ولكنه ‏من الواجبات.‏

أولاً: الشكر لله سبحانه وتعالى، بفضله ولطفه ورحمته وبركاته ونصره وإعانته ومساندته وحمايته ‏وإيصاله هذه المعركة إلى تلك الخاتمة العظيمة خاتمة الانتصار والتحرير، فَله أولاً ودائماً وأبداً وسرمداً ‏الشكر والحمد.‏

وأيضا الشكر لكل الذين صنعوا هذا النصر، ساهموا بصنع هذا النصر، لكل المضحين بالدرجة الأولى، ‏للشهداء الأعزاء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الزكية وتركوا كل شيء وراءهم وذهبوا إلى الأمام، ‏لعائلات الشهداء الذين ما زالوا كما قُلت في السابق لا تنتهي معاناتهم في الأسبوع أو الأربعين أو الذكرى ‏السنوية وإنما تستمر هذه المعاناة هذا الصبر هذا التحمل، هذه المشاعر المُضحية، على سبيل المثال اليوم، ‏عندما فقدت عائلة شهيدٍ عزيزة ابنتها، والتي لقيت تعاطفاً كبيرًا لأنه هي في الحقيقة تمس العواطف في ‏صميم القلوب، الفتاة خديجة ابنة الشهيد حسن ابراهيم اسماعيل.‏

‏ عوائل الشهداء الجرحى الشكر لهم ولعائلات الجرحى الذين يصبرون ويتحملون ويصمدون مع الجرحى.‏

الأسرى الذين منّ الله تعالى عليهم بالحرية وتحملوا سواءً في أنصار، أو عتليت، أو الخيام، أو معتقلات ‏لبنان، أو السجون داخل الكيان، بعضهم أمضى سنوات طويلة، آلام الأسر والسجن، معاناته وتعذيبه، ‏وعائلاتهم التي عانت في زمن الأسر وفي زمن الغربة.‏

المجاهدون المقاتلون الذين عملوا في الليل وفي النهار وسهروا وقاتلوا وحضروا في كل المعارك ‏والعمليات والساحات وكانوا دائما في الخطوط الأمامية، وكانوا دائماً في معرض الشهادة أو الجرح أو ‏الأسر، وعائلاتهم أيضاً التي تحملت معهم طوال تلك السنوات هذا العبء الكبير.‏

العاملون في جميع المواقع التي كانت جزءاً أساسياً في حركة المقاومة سواء كانت أطر تنظيمية، إعلامية، ‏ثقافية، إجتماعية، خدماتية، من قضى نحبه منهم ومن ينتظر، خصوصاً يعني اغلبهم صاروا بالستين ‏وبالسبعين، خصوصاً الجيل الأول رحمة الله على من رحل منهم وحفظ الله الأحياء والباقين وأمد في ‏أعمارهم.‏

الشكر للناس الذين صمدوا في الشريط الحدودي المحتل وخلال مرحلة الإحتلال وأيضاً في محيط قرى ‏التماس مع الشريط الحدودي المحتل، الناس الشكر لكل الناس الذين احتضنوا هذه المقاومة ودعموها ‏وساندوها وقدموا لها فلذات اكبادهم ودافعوا عنها وحموا عنها في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً في ‏البقاع والجنوب.‏

الشكر للجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين تكاملوا في هذه المعركة وفي هذه المهمة، الشكر للجيش ‏السوري في عام 1982 إلى التحرير الذي تحمل وقدم الشهداء والتضحيات، الشكر للفصائل الفلسطينية ‏التي شاركتنا العمليات أيضاً قبل عام 2000 وإلى عام 2000 وقدمت الشهداء والجرحى، هنا نتحدث عن ‏الناس بالميدان.‏

‏ الشكر لكل الرؤساء الذين واكبوا تلك المرحلة وخصوصاً عام 2000، الشكر لكل العلماء وأيضاً للمراجع ‏الدينية وخصوصا لمراجعنا الكبار الذين حموا هذه المقاومة وأفتوا بشرعيتها وقدموا لها كل أشكال الدعم ‏المعنوي والمادي.‏

الشكر لكل القوى السياسية التي آمنت بهذا الطريق، لكل من دعم وساند بالكلمة، بالإعلام، بالموقف، ‏بالأدب، بالشعر، بالفن، بالمال، بالدعاء، في لبنان وفي خارج لبنان وفي العالمين العربي والإسلامي. ‏طبعا وهنا وأنا اتوجه بالشكر للشهداء وعوائل الشهداء والجرحى وعوائل الجرحى والأسرى والمقاتلين، ‏المناضلين، المجاهدين، الناس، أنا لا اتحدث فقط عن شهداء وأسرى وجرحى ومقاتلي حزب الله، أتحدث ‏عن جميع قوى المقاومة التي ساهمت في صنع هذا الإنتصار عام 2000 في حزب الله، في حركة أمل، ‏في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في الأحزاب الوطنية، في القوى الاسلامية اللبنانية، أيضا يجب أن ‏نتوجه بالشكر إلى الدولتين اللتين دعمتا بقوة وبكل ما تستطيعان هذه المقاومة حتى حققت الانتصار عام ‏‏2000، اعني الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية، واللتين ما زالتا في نفس ‏الموقع، موقع المساندة والدعم والثبات.‏

طبعاً يجب أن نخص بالشكر هنا قادتنا الشهداء الذين تحملوا أعباء كبيرة، سيد شهداء المقاومة الإسلامية ‏السيد عباس الموسوي، شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب، القائد الجهادي الكبير الحاج ‏عماد مغنية، القادة الجهاديين الكبار السيد مصطفى بدر الدين، الحاج حسان اللقيس، وعدد كبير من القادة ‏الشهداء.‏

وأيضاً القادة الشهداء في بقية حركات المقاومة اللبنانية الذين أيضاً كان منهم الكبار الذين قدموا دماءهم ‏حتى كان هذا الإنتصار.‏

لا بد أيضاً ان نُجدد الذكر ان هذه المقاومة في لبنان التي ننتمي إليها والتي تأسست حتى قبل ال1982، ‏امتدت بعد ال82 وكان مؤسسها الميداني الفعلي الأول هو سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر أعاده ‏الله ورفيقيه بخير ان شاء الله.‏

هذه في المقدمة الأخلاقية التي ان شاء الله لا نكون قد نسينا أحد.‏

عندما نأتي للذكرى اليوم وندعو دائما إلى احياء هذه المناسبة بقوة لعدة أسباب في الحقيقة:‏

أحد هذه الأسباب ان هذه التجربة هي تجربة عظيمة ومهمة ومنتصرة ومظفرة، يعني ما حصل في لبنان ‏بالحد الأدنى منذ العام 82 وحتى العام 2000 والآن لا نتحدث ع نما بعد الـ 2000.‏

الإضاءة على الأحداث التي حصلت، التطورات، المواجهات، العمليات، مقاومة، الإنجازات، المعادلات ‏التي صنعتها المقاومة في لبنان، هذا أمر مهم جدا لأن هذه التجربة مليئة بالعبر، مليئة بالدروس، مليئة ‏ومهمة جداً ليس لاستذكار الماضي فقط للحاضر وللمستقبل، لأن لبنان ما زال هو جزء من هذه المنطقة ‏التي تعاني من وجود هذا الكيان الغاصب، ومن يفترض أن المعركة مع الاحتلال ومع الكيان قد انتهت هو ‏مشتبه، لأن هذا الكيان هذا العدو ما زال يُمارس عدوانه وتهديده كل يوم وطمعه، وهناك جزء من أرضنا ‏ما زال تحت الإحتلال، وبالتالي هذه التجربة يجب أن نستفيد أولاً منها وأن نُقدمها لكل شعوب المنطقة ‏وشعوب العالم ليستفيدوا منها.‏

ثانياً: للأجيال الحاضرة، للشباب والشابات، مثلاً إذا تحدثنا عن تحرير ال2000 الذين وُلدوا عام 2000 ‏الآن أعمارهم 23 سنة ومن كانوا ما زالوا اطفال 3 أو 4 أو 5 سنوات الآن أعمارهم 28 سنة أو 29 ‏سنة، هؤلاء لم يعيشوا ولم يواكبوا مرحلة الاحتلال، لا احتلال ال78 ولااحتلال ال1982 وما عانه ‏الشعب اللبناني والمقيمون في لبنان من اعتداءات، ومن قصف، ومن تهجير، ومن قتل ومن مجازر، ومن ‏آلام، ومن اذلال، ومن سجون، ومن معتقلات ومن حواجز ومن أذى معنوي وجسدي.‏
ولم يشهدوا أيضا تجربة المقاومة وتجربة ثباتها وارادتها وصلابتها وتضحياتها وغربتها ومظلوميتها، ‏وما قدمته من دماء وما انجزته من انجازات وابداعات، هم لم يعيشوا كل هذه الظروف.‏

وهذه تجربة يجب أن يطلعوا عليها، ومن مسؤولية المسؤولين والاعلاميين والعلماء والمثقفين والمفكرين ‏والمؤرخين والفنانين، كلٌ بحسب ما يتوفر لديه من واجبهم جميعاُ ومن واجبنا جميعاً ان نُضيء على هذه ‏المرحلة، لأن اليوم هذه الأجيال الشابة هي صاحبة الحاضر وهي صانعة المستقبل، يجب أن تتعرف على ‏هذا الماضي.‏

وأيضاً من أجل أن نُذكر أن تعرف الأجيال الحاضرة وأن نُذكر الشعب اللبناني كله ان هذا الانتصار لم ‏يأتي بالمجان ولم يأتي نتيجة مظاهرتين هنا أو اعتصامين هنا أو تدخل دولي هنا أو لا أعرف ماذا، وإنما ‏جاء حصيلة سنوات طوال كما قُلنا من التضحيات والشهادة والصبر والتحمل والتهجير و.. و.. و..‏

إذاً الأثمان التي قُدمت لصنع هذا الانتصار كانت أثمان عالية وغالية جدا، ودائما نحن نقول أغلى ما عندنا ‏أعز ما عندنا أجمل ما عندنا قدمناه في هذه المقاومة حتى كان هذا الانتصار.‏

عندما يَعرف شعبنا وأجيالنا الشابة ان هذا الانتصار وهذا التحرير وهذا الانجاز التاريخي الذي هو من أهم ‏انتصارات لبنان في تاريخ لبنان، إنما كان نتيجة هذه التضحيات الجسام حينئذٍ يجب عليهم أن يُحافظوا ‏عليه وأن يتمسكوا به أن يُدافعوا عنه وأن يصونه، وليس كما يسعى البعض أن يُفرطوا به أو أن يضعوه ‏في دائرة النسيان لأنه يبنى عليه، يبنى عليه.‏

هذه التجربة إذا يجب أن يُبنى عليها للحاضر وللمستقبل.‏

نأتي للمناسبة، اليوم نحن في 25 أيار، لدينا ذكرى 25 أيار عيد التحرير الذي تم فيه تحرير الأرض ‏اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.‏

قبلها أيضاً بأيام إذا عدنا قليلاً لدينا مناسبة 17 أيار الذي يذكرنا هذا اليوم باتفاقية الذل التي وقعها لبنان ‏الرسمي في ذلك الوقت مع العدو الإسرائيلي في عام 1983 وواجهتها القوى الوطنية ومختلف فصائل ‏المقاومة، وكان من رموز الشهادة في مواجهتها الشهيد محمد نجدي.‏

إذا عندنا 17 أيار للتذكير بالخيارات الخاطئة، عندنا أيضا قبلها 15 أيار هي ذكرى النكبة 1948، والذي ‏يعني اليوم مضي 75 سنة على احتلال فلسطين وقيام الكيان الغاصب.‏

طبعا 75 سنة هي مرحلة مهمة جداً يجب أن نتوقف عندها.‏

إذا عندنا من النكبة للخيارات الخاطئة للخيارات الصحيحة إلى التحرير عام 2000.‏

اليوم أود أن أقف قليلاً عند التحولات الكبرى التي حصلت خلال المرحلة الأخيرة لنقول نحن اليوم أين في ‏هذا الصراع، البعض قد يعتقد أنه أنا أتحدث فقط عن وضع المنطقة والوضع الاقليمي، ان هذا ما علاقته ‏بلبنان؟ بعض اللبنانيين الذين يعتبرون لبنانيتهم زائدة عن غيرهم، لا هذا أول أحد معنى به هو لبنان، كما ‏معنية به فلسطين ومثلما معنية فيه سوريا ومعنية به كل شعوب ودول المنطقة، لأنه كما ذكرت في البداية ‏هذا الصراع مع العدو الإسرايلي لم ينتهي، ما زال لدينا أرض محتلة وهناك تهديد ووعيد وأطماع، ‏وبالتالي وضعية هذا الكيان، دفاعية أو هجومية هذا الكيان، قوة أو ضعف هذا الكيان، على ضوء ‏الأوضاع الداخلية والاقليمية والدولية وتحولات المنطقة، لها تأثير مباشر على سلامة لبنان، على أمن ‏وأمان لبنان، على حاضر لبنان، على مستقبل لبنان، على اقتصاد لبنان، وبالتالي لبنان هو جزء أساسي ‏من هذه الوضعية ومن هذه المعادلة ومن هذا المصير ومن هذا الحاضر والمستقبل الذي نتحدث عنه ‏ونتطلع إليه.‏

طبعاً نتيجة أنني لا أُريد الحديث أكثر من ساعة، هناك بعض العناوين تكفي فيها الإشارة لأننا تحدثنا عنها ‏في السابق وهناك بعض العناوين قد افصل فيها قليلا/ لأنه يُمكن ان نُؤكد على بعض التفاصيل فيها.‏

عندما نتحدث عن هذه التحولات، يعنى لنرى اليوم هذا الكيان الذي طردته المقاومة في لبنان عام 2000 ، ‏هذا الكيان اليوم والذي كان يخطط له ويفترض له أن يكون كياناً قوياً جباراً، ممتداً من النيل إلى الفرات، ‏قوة عظمى في الاقليم، مهيمنة مسيطرة مطمئنة، تفرض إرادتها على حكومات وشعوب المنطقة، عندما ‏جاءوا بإسرائيل وصنعها الإنجليز ولاحقا الأمريكان والغرب عموماً، هذا كان الهدف.‏

اليوم أين صرنا بهذه التحولات؟ الواقع الحالي ما هو؟ الذي سنرى أن المستقبل القريب والبعيد سيبنى ‏عليه، وعندما نتحدث عن هذه التحولات، هذه التحولات لم تحصل بالصدفة، وإنما هي نتيجة صراع ‏طويل بدأ قبل المقاومة في لبنان، بدأ منذ 75 سنة، من الشعب الفلسطيني، من إرادته من مقاوميه، من ‏شهداءه، من غربته، من تهجيره وتشريده، إلى لبنان بال48 وبعد ال48 للسبعينات ولل78 ولل82 إلى ‏ال2000 وإلى ال2006 وإلى اليوم، أيضاً سوريا ودول وشعوب المنطقة.‏

إذا أتينا إلى خلاصات في الوضع الحالي، لأننا نقوم بتقدير وضع على ضوئه نستطيع أن نبني ونفهم ‏الأمور التي تحصل، وخصوصا النقطة الأساسية بخطاب اليوم هو موضوع التهديدات الإسرائيلية في ‏الأيام الأخيرة، والتي أوجدت أجواءً من القلق في المنطقة، حسناً نحاول أن نرسم الصورة والمشهد ‏بعبارات مختصرة، لن أقول واحد واثنان وثلاثة كي لا نخطىء في العد، اليوم لا إسرائيل كبرى وطبعا ‏كل هذا أتى نتيجة أعيد وأقول جهاد المقاومين وشعوب المقاومة بالمنطقة، اليوم لا إسرائيل كبرى من ‏النيل إلى الفرات، بعد الإنسحاب في لبنان 25 أيار2000 وبعدها الإنسحاب من قطاع غزة انتهى ‏موضوع إسرائيل الكبرى، لا إسرائيل عظمى، هذه إسرائيل العظمى انتهت في 2006 مع لبنان وفي ‏‏2008 مع غزة وكل يوم هي تنتهي. إسرائيل اليوم تختبئ خلف الجدران والحديد والنار، أيضا من ‏التحولات المهمّة، في الوضع الدولي، عندما كان هناك هيمنة أميركيّة على النظام العالمي بعد سقوط ‏الإتحاد السوفيتي، كانت هي الفرصة الذهبية لتثبيت إسرائيل في المنطقة،من خلال فرض التسويات على ‏الفلسطنيين واللبنانيين والسوريين، بعد أن فُرضت على المصريين والأردنيين، والتسويات التي يُراد ‏فرضها خصوصاً على الفلسطينيين كانت تسويات مُذلة رفضها الفلسطينيون، اليوم هذا الأمر انتهى، يعني ‏هم عجزوا حتى في ظل هيمنة أميركا على العالم،وانهيار القوى الكبرى الأخرى وغيابها،أميركا تعتبر أنها ‏قادرة على فعل ما تريد، مع ذلك صمد الشعب الفلسطيني، صمد لبنان,صمدت سوريا، صمدت إيران، ‏صمد محور المقاومة بالمصطلح الجديد ولم يخضع لتلك التسويات، لا المفاوضات ولا الحروب التي شُنّت ‏على هذه الشعوب وعلى هذه الدول استطاعت أن تفرض تسوية من هذا النوع، ولا أيضاً لاحقاً في ما ‏سمّي ب"الربيع العربي"، لأنهم راهنوا كثيراً أن الربيع العربي قد يُفرز أنظمة صنعتها من جديد، موّلتها ‏من جديد أميركا وبالتالي يذهبوا فيها إلى تسويات مذلة، وكلنا كنا نسمع في السنة الأولى في سوريا الكثير ‏من أصوات المعارضة السورية التي كانت تتحدث عن الصلح مع إسرائيل وإعطائهم الجولان وتأجيرهم ‏الجولان و إلخ.. هذا كله انتهى، وسقط أيضاً معه صفقة القرن. ‏

اليوم عندما يتغير هذا النظام العالمي الجديد، لم يعد هناك هيمنة أميركية على كل العالم، العالم يسير بإتجاه ‏نظام متعدد الأقطاب وهذا بالتأكيد يُقلق إسرائيل،عندما لم يكن من مصلحة إسرائيل نظام عالمي متعدد ‏الأقطاب، من مصلحتها نظام عالمي تحكمه أميركا، هذا إذا تحوّل إستراتيجيّ مهم جداً، التراجع الأميركي ‏في المنطقة اليوم، نحن لا نتحدث أماني كلا، اليوم في واشنطن وأميركا هناك نقاشات أنا منذ كم يوم قرأت ‏مقال ل"إليوت إبرامز"، وهذا من كبار المحافظين الجدد الذي كانوا مع جورج بوش الإبن، والذي كان ‏شريكاً في كل الحرب التي شُنّت على كل المنطقة من أفغانستان إلى العراق إلى.. إلى... إلى..، إحدى ‏الأمور التي كان يقولها، كان ينتقد طبعا التراجع الأميركي في المنطقة،الإنسحابات الأميركية في المنطقة، ‏وأنّ هذه أعطت رسالة عدم إطمئنان للحلفاء الذين أخذوا خيارات ثانية، وأصبحوا مضطرين أن يذهبوا ‏إلى الصين أو روسيا ويتفاهموا مع إيران، وانعكاس هذا الأمر على إسرائيل، هذا يعبّر عن القلق الموجود ‏لدى العدو، عندما يرى أن الحامية الأساسيّة له وهي أميركا تنكفأ عن المنطقة تدريجيّا سيخاف, وينقل ‏هو(أي إليوت)ويقول هذه ليست قصة إدارة بايدن وإدارة ترامب، النقاش هذا موجود عند الديموقراطيين ‏وعند الجمهوريين، وعند الجهتين هناك نقاش يقول: حسنا نحن نريد أن نذهب و نفتعل حروب بالمنطقة ‏ونرسل جيوشنا للمنطقة، دفعنا خسائر هائلة في الأرواح، في الأموال، تكلفة معنوية هائلة، هو ( أي ‏اليوت ابرامز) يتكلم عن ذلك، في تجربة أفغانستان، في تجربة العراق، اذاً ما هي الجدوى؟ كما تعلمون ‏أميركا لا تعمل خادم عند أحد، إسرائيل خادم في المشروع الأميركي وليست أميركا خادمة في المشروع ‏الإسرائيلي، ليس هناك شيء إسمه مشروع إسرائيلي غير أداء الوظيفة المحددة له أميركياً، وقبل ذلك ‏بريطانياً، حسناً إسرائيل كيان وظيفي مطلوب منه أداء مهمة في المنطقة،عندما الذين يوظفونه يريدون أن ‏يناقشوا بالجدوى من وجودهم، من أساطيلهم، من جيوشهم، من حروبهم، هذا أيضاً تحوّل هائل جداً وكبير ‏جداً، والأمورسارية، أيضاً عندما تأتي الأولويات الأميركية، موضوع روسيا وأوكرانيا، موضوع الصين ‏هذا تفصيل وتحدثنا عنه ومعروف لكم، لكن أنا أريد أن أؤكد على العناوين، إذاً التراجع الأميركي، الفشل ‏الأميركي، النقاش الأميركي في الجدوى،الأولويات الأميركية، النظام العالمي الجديد، كل هذا من الأمور ‏التي تدعو قادة الصهاينة إلى القلق، هذا الخوف هذا القلق هذه التحولات آخر الأمر سنقول ما هي ثمراتها.‏

أيضاً من النقاط المهمة التي في الوضعية الحالية هو الإنقسامات الداخلية في الكيان،الحادّة الصعبة التي ‏نواكبها وتكلمنا عنها، في المقابل تماسك محور المقاومة،ثبات محور المقاومة،عدم تراجع محور ‏المقاومة، الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة السيد رئيسي إلى سوريا، ‏والكلمات التي أُلقيت من السيد رئيسي ومن الرئيس الدكتور بشار الأسد، والبيان الختامي والتأكيد على ‏التحالف الإستراتيجي بين سوريا وإيران، بعد 12 سنة من الحرب الكونيّة على سوريا التي كان من جملة ‏أهدافها إخراج سوريا من هذا الموقع، موقع المقاومة والصمود والتصدي ورفض الإستسلام، هذا يؤكّد ‏على ما أقول، تماسك وثبات محورالمقاومة.‏

من جملة العناوين المهمّة المستجدّة في هذا الصراع، أريد أن أتكلّم عن القدرة البشرية،عن الإنسان، طبعًا ‏من 75 سنة عُمدة المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي المنطقة بعد الثقة والتوكل على الله سبحانه وتعالى ‏هو على الإنسان, وليس على الإمكانات المالية والعسكرية والدعم الدولي، في الأصل لم يكن هناك في يوم ‏من الأيام توازن مع العدو،أبدا. هذا الإنسان الذي عنده إيمان بربه، إيمان بقضيته، إيمان بشعبه، إيمان ‏بحقه، هذا الإنسان الذي عنده شهامة وشجاهة وجرأة وإقدام، هذا الإنسان الذي عنده استعداد للتضحية إلى ‏حدود الشهادة، هذا الإنسان هو نقطة القوة الأساسية، عندما نتكلم عن 25 أيار 2000 أول شيء يجب أن ‏ننظر إليه هو الإنسان، الإنسان الذي صنع هذا الإنتصار بعون الله وبفضل الله سبحانه وتعالى، الإنسان ‏الذي هو المقاتل والإنسان الذي هو الشهيد والجريح والأسير والذي هوالعائلات، والذي هو الناس و البيئة ‏الحاضنة وكلّ الذين تكلّمنا عنهم في المقدمة.‏

اليوم بيننا، عندما أقول نحن، قُلت أنه ليس المقصود أنني أتكلم فقط عن حزب الله، كلا، إنما أتكلم عن كل ‏حركات وتيار المقاومة في المنطقة، وهناك أناس مصرّون على الممانعة، والممانعة تيار المقاومة ‏والممانعة...أنا أتكلم عنهم كلّهم، اليوم بالموضوع البشري والقوى البشرية هناك مستجد مهم جداً، لم يكن ‏في يوم من الأيام خلال 75 سنة، أنّ هذه القدرة البشرية المتاحة لمحورالمقاومة أولاً من الناحية النوعيّة ‏هي شيء ممتاز، يعني لدينا أجيال من الرجال والنساء أو فلنتكلم عن المقاتلين،أجيال من المؤمنين، ‏المجاهدين، المضحين،المستعدين للشهادة، الواثقين، ليسوا فقط متحمسين وحسب لا بل فعل حقيقي و ‏جدّي ويثبتوا بالإمتحان وثبتوا بالإمتحانات. حسناً اليوم هذه نوعية الشباب الذي يقاتل في الضفّة،الذي ‏يقاتل في غزة،الذي يصمد في القدس،هذه نوعية الشباب والشابات الذين يرابطون في المسجد الأقص، ‏هذه نوعيّة الشباب في لبنان وفي العراق وسوريا وإيران واليمن و.. و.. و..إلخ، حسنا في المقابل، حتى ‏نتنياهو وليس الآن,بل قبل أكثر من 10 سنوات قال أن الصهيونيّة انتهت عند الشباب الإسرائيلي، لم يعد ‏هناك عقيدة، لم يعد هناك قضية، اليوم الشباب هذه الأجيال تُقبل على الجهاد، تُقبل على الشهادة، تُعلن ‏الإستعداد للتضحية، تحضر في ميادين الخطر، والشباب الإسرائيلي يهرب اليوم، الجيش يتكلم عن مأزق ‏العنصر البشري والشبابي في الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً في القوات المقاتلة، وإلى أين يذهب هؤلاء؟ ‏يذهبون إلى القوات غير المقاتلة، ليست التي تقاتل في الميدان وفي معرض الخطر، وأيضاً حتى الذي يريد ‏أن يأتي إلى الميدان ليقنعوه، يجب أن يؤمّنوا له الدبابة والمدفع والإسناد الناري والتغطية النارية والتغطية ‏الجوية، ويمشي فوقه المسيّرات والهليكوبتر والحربي لكي يتقدم، هذه نوعيّة شبابهم وهذه نوعية شباب هذا ‏المحور، هذا بالنوع، وهذا الفرق سيكبر مع الوقت، مع الوقت هذا سوف يكبر وسوف يزداد، وأيضاً من ‏ناحية الكمّ، هنا لا نتحدث عن متحمسين، نتكلم أيضاً عن أصحاب تجربة، في كل هذه البلدان و في كل ‏هذه المناطق، اذا لم أكن أريد أن أتحدث عن ملايين، أتحدث عن مئات الآلاف، يعني أريد أن أنبّه ‏الإسرائيلي الذي هدّد في اليومين الثلاثة وكلّ شوي يقول: الحرب الكبرى، الحرب.. على مهلك نحن نتكلم ‏عن الحرب الكبرى، وهو بدأ يهدّد بالحرب الكبرى، هذه الحرب الكبرى إذا أنت تخمّنها أنّها مع ‏الفلسطينيين فقط أو مع اللبنانيين فقط فأنت مُشتبه، هذه الحرب الكبرى بمعزل عن المواقف الرسمية، ‏ستضيق ساحاتها وميادينها بالمقاتلين، لا أريد أن اتكلم عن ملايين المقاتلين، بل عن مئات آلاف المقاتلين، ‏الذين هم من هذه النوعيّة التي تكلّمت عنها، لا أتكلّم فقط عن كمّ، بل عن كمٍ من هذه النوعية، هنا أنا أدّعي ‏وجود تفوق هائل و تفوق كبير في البعد الإنساني والبشري والنوعي والكمّي في الصراع مع هذا العدو، ‏خصوصاً أنه اذا كان يُريد القيام بحرب كبرى، فإن كل هذه الحدود سوف تُفتح، ليس مثل الأيام القديمة. ‏

إذاً هذا تحول أيضاً كبير لمصلحة محور المقاومة وليس لمصلحة العدو على حساب العدو، أكثر من ذلك ‏أحبّ أن أقول لكم الذي حدث في أحداث المنطقة في سوريا، في العراق، في اليمن، في الحصارعلى ‏إيران، وأيضاً في دول أخرى البحرين و ما شاكل.. هدفه كان إنهاء كل ما يُمِتّ إلى المقاومة وفكر ‏المقاومة وثقافة المقاومة بصلة، من أجل هيمنة الأميركي وتثبيت الإسرائيلي في المنطقة، هذا التهديد ‏تحوّل إلى فرصة، اليوم أصبح هناك قوى مقاومة، قوى مسلحة قوى قادرة، قوى لديها خبرة وتجربة، ‏ولديها إنجازات ولديها انتصارات، هذا ينطبق على سوريا، ينطبق على العراق، ينطبق على اليمن، ‏والقدرة العظيمة التي بات يملكها الشعب اليمني هناك هذا كله جزء، هذا لم يكن موجوداً قبل 10 سنوات و ‏‏12 سنة قبل هذا التآمر، إذا هذا أيضاً من التحولات الإستراتيجية المهمة والكبيرة جداً.‏

من جملة تحولات أيضاً التي ثبتت خلال الفترة الماضية ونُسلّط الضوء عليها الآن هو الإحتضان الشعبي ‏والقدرة على التحمّل، ليس الإحتضان الشعبي بمعنى أن شخص جالس في آخر الدنيا وتحت المكيف وهو ‏يؤيّد المقاومة، مشكور وجيد، هذا أيضاً جيد، لكننا نتكلم عن الإحتضان الشعبي تحت النار، الناس الذين ‏كانوا يُهجرون، الناس الذين كانت تُقصف بيوتهم، الناس الذين كانوا يُجرحون، الناس الذين كانوا يُنكبون، ‏الناس الذين كانت تُصاب أرزاقهم وحقولهم، ولم يتخلوا يوماً عن المقاومة، الإحتضان الشعبي إذا أردنا ‏صورة جديدة له فيتمثل قبل أيام في غزة في معركة "ثأر الأحرار"، عندما لم يجد الإسرائيلي أحدًا في ‏قطاع غزة يخرج ليقول للمقاومة توقفوا، استسلموا، اخضعوا، تراجعوا، بل كنا نسمع التكبيرات ‏والمناشدات والإشادات، هذا يعني الاحتضان. ‏
اليوم هنا أين نقطة القوة؟ نقطة القوة يعني الاختلال في التوازن هو عندما نذهب إلى الجبهة الداخلية عند ‏العدو، لم تعد مثلما كانت في بدايات تشكيل الكيان، لأن هذا الذي نتحدث عنه التراجع العقائدي هو ليس ‏فقط عند الشباب بل هو عند كل مجتمعهم، بالتالي هناك مجتمع هو غير مُستعد لتقديم التضحيات ولتحمل ‏التضحيات، مجرد أن يسقط بعض القتلى بعض الجرحى تجدهم جميعًا بدأوا بالعويل والصراخ، أكثر ‏الانهيارات عندهم عندما يقول لك جرحى، انهيارات نفسية وعصبية، في مجتمع الكيان رغم القبة ‏الحديدية ومقلاع داوود ولا أعرف ماذا تجد العالم ذهبت إلى الملاجئ، في قطاع غزة تصعد إلى السطوح ‏وتنزل على الميادين، هذا الفرق، لبنان كان هكذا، وهذا شاهدناه في تجارب متعددة ومتنوعة. إذًا جبهته ‏الداخلية جبهة ضعيفة، واهنة، قلقة، مضطربة، مستعدة دائمًا أن تحزم الحقيبة وترحل، ولذلك شاهدنا في ‏السنوات الأخيرة إقبال على جوازات السفر، على الجنسيات الأخرى وعلى وعلى وعلى... هذا أيضًا ‏مؤشر مهم جدًا بالتحولات. ‏

من جملة التحولات المهمة هي المرتبطة بالثقة والأمل، الأمل بالبقاء والأمل في المستقبل، اليوم في ‏مجتمع كيان العدو أكثر من أي زمن مضى قلق وجودي، قلق على المستقبل، أنه أصبح لنا 75 سنة هل ‏سنكمل إلى 80؟ إذا أكملنا إلى 80 سنصل إلى 100؟ يعني السقف الذي يتحدثون به 5 سنوات، 10 ‏سنوات، 25 سنة، حتى للـ 100 سنة عندهم نقاش هل يبقون للـ 100 سنة أو لا يبقون؟ وكثر يخططون ‏للبدائل، جواز سفر بديل، جنسية أخرى ويكون جاهزًا للرحيل. في المقابل بالثقة وروح الأمل أكثر من أي ‏وقت مضى جديًا وبدون شعارات وبناءً على وقائع ومعطيات واقعية وميدانية وحقيقية وواحد زائد واحد ‏يساوي اثنان، اليوم الأمل أكبر من أي وقت مضى بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، بالصلاة في ‏المسجد الأقصى، في الحد الأدنى محور المقاومة قادته، مجاهدوه، بيئته يؤمنون بهذا، لديهم يقين بهذا، هذا ‏طبعًا له تأثير كبير على المعركة. واحد عنده يقين أنه منتصر إن شاء الله وسيصلي في القدس، وواحد ‏عنده شكوك كبيرة أنه سيستطيع البقاء ومتى سيحزم حقيبته ويرحل، هذا له تأثير كبير على صراعنا مع ‏العدو. ‏

من جملة التحولات فقدان القيادات التاريخية في كيان العدو، بل فقدان القيادات المؤثرة ذات المصداقية، ‏اليوم رئيس حكومة العدو معروف عند أناسه أنه من أفسد الفاسدين، غياب القيادات سواءً في الزعامة ‏السياسية، في الجنرالات، فقدان الثقة بمؤسسات الكيان. في المقابل الثقة العارمة لدى شعوب وحركات ‏وقوى محور المقاومة بالمحور، بحركاته، بحكوماته، بدوله، بقادته، بحيث أن هؤلاء حاضرون أن يُقدموا ‏فلذات أكبادهم في هذا الطريق وبين يدي هؤلاء القادة. ‏

من التحولات المهمة أيضًا، هو القوة المادية في محور المقاومة، إسرائيل دائمًا كانت قوية، أقوى جيش ‏في المنطقة – هكذا كانوا يقولون – أقوى سلاح جو في المنطقة، التحول هو التحول في قوى المقاومة، ‏في دول المقاومة، التحول في القدرات المادية، العسكرية، الصواريخ، المسيرات، الأسلحة المتنوعة، ‏الذخائر إلى أخره... كمًا ونوعًا وهي أيضًا إن شاء الله في تطور، مثال على ذلك ما عندنا في لبنان. ‏

من جملة التطورات المهمة، خلال 75 عامًا فشل العدو الإسرائيلي ومعه أميركا في إيجاد اختراق حقيقي ‏في المنطقة، في بيئة المنطقة الاجتماعية، الثقافية، السياسية، الشعبية، من خلال عنوان التطبيع، أجرى ‏صلحًا مع مصر ولكن لم يستطع أن يجري تطبيعًا مع الشعب المصري وظلّت العلاقة رسمية، أجرى ‏صلحًا مع الأردن ولكن ظلّت العلاقة رسمية لم يستطع أن يُجري تطبيعًا مع الشعب الأردني، كل الذي ‏حُكي خلال السنوات القليلة الماضية عن تطبيع مع بعض الدول العربية وضخّموه في وسائل الإعلام ‏العربي هو أكاذيب، هو شيء شكلي له علاقة بالحدود الرسمية وليس له علاقة بالناس، وهذه الحكومات ‏التي هي غير قادرة لا على إقناع الناس والشعوب بالتطبيع مع العدو وغير قادرة على أن تفرض على ‏الشعوب التطبيع، لا تقدر أن تفرض عليهم التطبيع، النظام يستطيع أن يُجري تطبيعًا رسميًا ولكن لا ‏يستطيع أن ينقله إلى التطبيع الشعبي، لا بالإقناع لأن هذا باطل وظالم ولا بالقوة. اليوم مثلًا في يوم الجمعة ‏الماضية خطيب الجمعة في البحرين سماحة الشيخ محمد صنقور في خطاب هادئ ينتقد التغييرات في ‏المناهج التعليمية وبعض خطوات التطبيع في البحرين مع العدو الإسرائيلي، في خطبة الجمعة انتقد، يعني ‏لم يحمل السلاح ولم يطلق النار ولم يقم بعصيان مدني، فقط وقف في خطبة الجمعة وانتقد، حكومة ‏البحرين لم تتحمّل واستدعته وزجّت بسماحة الشيخ في السجن، وهذه ليست مسألة داخلية بحرينية حتى ‏يقول أحد أننا نتدخل بالشأن الداخلي البحريني، هذا جزء من معركة الأمة، موضوع المقاومة والتطبيع ‏والاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني. إذًا أيضًا هنا هناك فشل، اليوم الحصانة في الأمة، الرفض ‏للكيان الصهيوني، رفض التطبيع، رفض الاعتراف على مستوى شعوب المنطقة، كُلنا شاهدنا ماذا حصل ‏في مونديال قطر، كلنا لاحقًا قرأنا استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات أميركية، لا أتحدث عن دولة ‏عربية مطبعة تجري استطلاع رأي كاذب بشعبها، فلنشاهد الأجانب وغير الأجانب الذين يبحثون عن ‏حقيقة معينة ليبنوا عليها حتى لا يعيشوا على الأوهام، كل استطلاعات الرأي قالت أنه لا يوجد تطبيع ‏شعبي، حتى في الدول الخليجية فوق 80 و 85% يرفضون أي شكل من أشكال الإعتراف بإسرائيل أو ‏التطبيع مع إسرائيل. ‏

من التحولات المهمة، تنامي ثقافة المقاومة في المنطقة والثقة بالمقاومة والثقة بانتصار المقاومة والثقة ‏بقدرة المقاومة على تغيير المعادلات وصنع الإنتصارات، مقابل ثقافة الإستسلام والتسليم والخضوع ‏والتسويات التي 75 سنة يُعمل عليها لكن لم تصل إلى نتيجة. ‏
من جملة النقاط المهمة، نقاط القوة في هذا الصراع القائم وهي بالحقيقة نقطة ضعف عند العدو سأعود لها ‏من زاوية أخرى وأريد أن أقول أن الأميركي والإسرائيلي هم يخطئون عندما يُقاربوها بهذه الطريقة. مثلًا ‏قبل أيام في معركة غزة، الخطاب الإسرائيلي ماذا يقول أنه نحن نخوض معركة مع حركة الجهاد ‏الإسلامي الوكيلة الإيرانية، وكيلة إيران، أو تابعة لإيران أو تُمثل إيران أو ما شاكل. في حروب سابقة مع ‏غزة كانوا يقولون نفس الشيء عن حماس. في لبنان يتحدثون نفس الشيء عن حزب الله وهكذا. في ‏العدوان على اليمن كان يُقال نحن نحارب أنصار الله الذين هم وكلاء إيران وأدوات إيران وعملاء إيران. ‏دائمًا محاولة تصوير حركات المقاومة في المنطقة بأنهم وكلاء أو أدوات أو عملاء أو مرتزقة هذا خطأ ‏قاتل عندهم، هذا خطأ قاتل، لأنه عندما تُقاتل الآخر بفهم أنه عميل أو أداة أو وكيل أو مرتزق أو يُقاتل من ‏أجل مبلغ من المال طبعًا حسابات المعركة عندك تختلف وأنت قد تستهين به لأنه أنت لا تقاتل أُصلاء بل ‏تقاتل أدوات أو مرتزقة، أهم نقطة قوة في محور المقاومة أن هؤلاء أُصلاء، الشعب الفلسطيني هو ‏صاحب الأرض، هو صاحب الحق، هو أهل الأرض، هو صاحب القضية، إيران تدعمه، سوريا تدعمه، ‏ليس هو وكيل إيران ولا أداة إيران ولا مرتزق لإيران ولا عميل لإيران، هو صاحب القضية، الأرض ‏أرضه، القدس قدسه، مصيره، مستقبله، بيوته، حقوله، مستقبل أطفاله، اللبنانيون نفس الشيء الذين قاتلوا ‏وما زالوا يحملون لواء المقاومة، هؤلاء أهل الأرض، يُدافعون عن أرضهم، عن أعراضهم، عن كيانهم، ‏عن بلدهم، عن خيراتهم، عن خيرات بلدهم، ماء ونفط وغاز وحدود وإلى آخره، هؤلاء ليسوا مرتزقة، ‏ليسوا وكلاء، ليسوا أدوات. نعم، الجمهورية الإسلامية في إيران لأنها تُناصر الحق والمظلومين ‏والمستضعفين هي تدعمهم وتُناصرهم وتقويهم ولكن هم أصحاب المعركة وهم أصحاب القرار، هم الذين ‏يطلقون النار أو يوقفون إطلاق النار، هم الذين يُثبتون القواعد أو يرفضون القواعد، قواعد الاشتباك أو ‏قواعد الردع، وهكذا بالنسبة لسوريا. هذا خطأ قاتل ما زالوا يرتكبونه. أنتم معركتكم ليست مع مرتزقة ‏جيء بهم من كل أنحاء الأرض، أنتم الذين جيء بكم من كل أنحاء الأرض، أنتم لستم أصلاء، أنتم ‏الوكلاء، أنتم الأدوات، أنتم العملاء، أنتم المرتزقة الذين جاء بكم الإنجليز إلى هذه المنطقة وتبنتكم أميركا ‏في هذه المنطقة، أنتم الكيان الوظيفي، أما محور المقاومة هو المحور، شعبه، حركاته، حكوماته، جيوشه، ‏هم الأصلاء في هذه المنطقة وبالتالي هم أهل الحق، هذا مؤثر جدًا في المعركة. ‏

النقطة الأخيرة بهذا العرض قبل الوصول إلى الخاتمة هو موضوع الردع، هذه من أهم التحولات التي ‏حصلت في المنطقة، في الماضي إسرائيل تستبيح، تقصف، تضرب حيث ما تشاء، لكن الآن هذا الأمر ‏اختلف وكل شيء أصبح له حساب، مع غزة له حساب، مع القدس له حساب، مع لبنان له حساب، مع ‏سوريا له حساب، مع العراق، مع إيران له حساب، مع إيران له حساب كبير، فكل شيء أصبح له حساب ‏فبالتالي الإسرائيلي لا، هذا تحول هائل حصل في العقدين الماضيين. طبعًا في ما يعني حركات المقاومة ‏في المباشر الردع بدأ في الحقيقة من 1992 بعد شهادة مولانا السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر ‏وطفلهما حسين وبدء المقاومة باستهداف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة، من وقتها بدأ الردع، ‏وجاء بعدها تفاهم تموز 1993، تفاهم نيسان 1996 إلى اليوم، لأنه أصبح هناك محل يُوجع الإسرائيلي، ‏أصبح بعدها كل العمليات التي سيقوم بها الإسرائيلي بالشريط الحدودي أو خارج الشريط الحدودي يحتاج ‏إلى أن يجري ألف حساب للمقاومة التي ستقصف بالكاتيوشا – وقتها كله كان كاتيوشا – المستعمرات في ‏شمال فلسطين المحتلة، هو عنده مستعمرات ومليئة بالناس وهناك مصانع وهناك سياحة، يعني بالنسبة ‏للبنانيين الذين يتحدثون اليوم عن السياحة، هناك سياحة في شمال فلسطين أكثر من لبنان في السنوات ‏الأخيرة وهم خائفين على السياحة عندهم أكثر ما أنتم خائفون على السياحة، والسياحة عندهم متيقّنة ‏والسياحة في لبنان محتملة، أنه نحتمل مجيء مليون أو مليون ونصف سائح، بينما هم أكيد عندهم هذه ‏الأعداد من السائحين. ما الذي يحمي في لبنان؟ هو معادلة الردع، هذا أُنجز، هذا من الإنجازات، هذا من ‏التحولات. وقبل ثأر الأحرار، قبل عملية غزة، الإسرائيليون كلهم، نتنياهو، وزير الحرب، رؤساء ‏الأركان الحاليين والسابقين، المعارضة، الموالاة، كلها مسلمة بتآكل الردع الإسرائيلي، هذا تحول ‏استراتيجي مهم جدًا، جاءت معركة غزة حتى هم ادعوا أنهم يريدون إعادة ترميم صورة الردع وفشلوا، لم ‏يستطيعوا أن يُعيد ترميم صورة الردع، هو قتل الشهداء، لما الجهاد الإسلامي ردوا من أول ساعة هو ‏يبحث عن وقف لإطلاق النار والذي كان يفرض شروط لوقف إطلاق النار هي المقاومة في فلسطين، ‏غرفة العمليات المشتركة وقيادة الجهاد الإسلامي، لم يستطع أن يُجري ترميمًا للردع الذي يتحدث عنه، ‏ليس من المهم أن يقتنع هو أنه أجرى ترميمًا المهم أن حركات المقاومة رُدعت أو لم تُردع، بالعكس تقييم ‏كل قوى المقاومة تقييم أن الإسرائيلي فشل في ترميم الردع والإسرائيلي تلقى درسًا واضحًا أن النيل من ‏أي قائد من قادة المقاومة أو الاعتداء حتى على الناس على المدنيين سيكون له رد وسيدفع ثمنًا وهذا يعني ‏أنه ليس هنالك ردع. اليوم هذا الإنجاز هو إنجاز أيضًا كبير ومهم جدًا في موضوع الردع والمطلوب ‏تعزيز هذا الردع، تثبيته، تقويته حتى لا يجرؤ العدو على الاعتداء في أي نقطة من النقاط. ‏

هنا أصل إلى التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصًا بعد معركة ثأر الأحرار، في الحقيقة هو رأى أن ‏معركة ثأر الأحرار لم تُغير شيئًا في المعادلة، فذهب إلى التصعيد الكلامي والتهويل والتهديد، وهم كانوا ‏متفقين لأنه في وقت واحد كلهم تَحدثوا، لم يسربوا عبر مصادر إعلامية أو صحافية أو ما شاكل، لا، ‏نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان ورئيس الاستخبارات وفلان وفلان وفلان تعاقبوا وعملوا جو، ‏أنهم هددوا غزة، هددوا الفلسطينيين، هددوا لبنان، هددوا سوريا، هددوا إيران، وفي إيران زادوا التهديد، ‏طبعًا الإيرانيين ردوا عليهم بما هو أقوى من التهديد الإسرائيلي، هذا أدى إلى قلق في المنطقة ويستدعي أن ‏نقف عنده بكلمتين، لكن الذي يهون الخطب أن اليوم أنا قرأت تصريحًا وطلبت من الإخوان أن يتأكدوا ‏منه، نُقل عن مصدر رسمي، رئيس أركان الجيش أو أحد آخر، كلام إسرائيلي يقول أنه ليس هنالك نية ‏شن حرب على إيران ولا شن حرب على لبنان ولا الذهاب إلى مواجهة وإنما نحن ننبه ونؤكد جهوزيتنا ‏واستعدادنا ونتحدث عن قوتنا، فالإسرائيليين اليوم سحبوا، كل روح التهديدات في الأيام الماضية ‏سحبوها، لماذا سحبوها؟ لأقل لكم لماذا، أولًا هذا الموضوع أدى إلى قلق كبير لدى المستوطنين في شمال ‏فلسطين المحتلة، وطبعًا جاءت المناورة الأخيرة للمقاومة التي تعبر عن جهوزيتها وقوتها وحضورها ‏وشبابها وما شاء الله عليهم ومشكورين الشباب، أصبح هناك حالة خوف ورعب في المستوطنات وبدأ ‏ينعكس على موسم السياحة في شمال فلسطين المحتلة، هذا نقلوه إلى حكومة العدو. أيضًا هناك شيء آخر، ‏في الأسابيع الأخيرة سعر الدولار يرتفع مقابل الشيكل وقاموا بإجراءات في البنك المركزي ليقلصوا ‏المسافة، بعد التهديدات الإسرائيلية الدولار عاد وارتفع، هؤلاء إسرائيليين موضوع المال بالنسبة لهم مهم. ‏حسنًا، قلق في الشمال، قلق على السياحة، الدولار بدأ يرتفع، الناس خافت، هل خاف أحد عندنا؟ أعتقد ‏عندنا لم يخف أحد إلا الذي يخاف، لكن الخوف عندهم، التهديد عندهم والخوف عندهم ولذلك هم عادوا ‏ولمّوا هذا الموضوع. ‏

مع ذلك أنا أُحب أن أعلق بكلمتين لأقول صورة الردع لم يتم ترميمها، على الإسرائيلي أن يَعلم أن لا أحد ‏من حركات وقوى ودول المقاومة يخاف منه، الحسابات هي نفس الحسابات، هو الذي يجب أن يخاف، ‏وذهب إلى التصعيد الكلامي لأنه ليس لديه شيء آخر يفعله. ‏

هنا أُريد أن أُعقب بنقطة أنه بالآونة الأخيرة بكل التصريحات التي صدرت عدد منهم وليس فقط واحد، ‏قال أن فلان يعني تحدثوا عني أنا بالإسم، أن فلان يقترب من ارتكاب خطأ قد يؤدي إلى حرب كبرى ‏ويهددوا، طبعًا أولاً الذي يجب أن يخشى الحرب الكبرى هو الإسرائيلي نتيجة كل التحولات التي تحدثت ‏عنها قبل قليل، هو الذي يجب أن يخشى من الحرب الكبرى.‏

ثانياً: أنا أُريد أن أرد عليهم بنفس المنطق، أنا أقول لرئيس حكومة العدو ووزير حرب العدو، رئيس أركان ‏جيش العدو، قادة العدو، عليكم أن تنتبهوا وأن لا تخطئوا في التقدير، ليس أنتم تخبروننا بأن لا نُخطىء في ‏التقدير، عليكم انتم ان لا تخطئوا أيضاً في التقدير، وأُكرر ما قلته في يوم القدس أنه يمكن أن تخطئوا في ‏التقدير فترتكبوا خطأ ما في غزة أو في الضفة أو في فلسطين أو في لبنان أو في سورية أو في إيران وقد ‏يؤدي إلى تفجير كل المنطقة، قد يكون خطأكم في التقدير هو الذي يؤدي إلى الحرب الكبرى في المنطقة، ‏والحرب الكبرى في المنطقة هي التي ستودي بكم إلى الهاوية، إن لم تودي بكم إلى الزوال، لذلك عليهم أن ‏يتراجعوا، وهم تراجعوا على كل حال، عن تهديداتهم وأن يتخلوا عن عنجهيتهم وأن يعرفوا أن الزمان هو ‏غير الزمان.‏

‏ في ظل هذه الأوضاع وهنا أختم لبنانيا، عندما نقول كل هذه التحولات، طبعا أين يستفيد لبنان من كل هذه ‏التحولات، لبنان يستفيد أنه كلما تراجعت قدرة العدو كلما ضعف هذا العدو، كلما أصبحت إجراءاته ‏وعدوانه وميدانه محدود وضيق، هذا يعطي مساحة أكبر من الأمن والأمان للبنان والشعب اللبناني ‏واللبنانيين، لأنه في ظل الأمان والأمن أيها الشعب اللبناني العزيز، نستطيع أن نكمل ونذهب والخطوات ‏ماشية في شكل جدي بموضوع النفط والغاز وإستخراج النفط والغاز، في ظل الأمن والأمان يأتون السياح ‏إلى لبنان وتنتعش السياحة في لبنان، الأمن والامان شرط أساسي لأي معالجة إقتصادية في المستقبل، من ‏دون أمن وأمان لا توجد سياحة، من دون أمن وأمان لا يوجد إقتصاد، من دون أمن وأمان حتى حياة ‏سياسية تصبح مرتبكة أكثر مما هي مرتبكة، كلما إزداد ضعف الإسرائيلي لبنان يرتاح ويأخذ مساحة ‏أوسع، أنظروا منذ العام 2000 إلى اليوم إذا استثنينا فقط ال 33 يوم التي هي حرب، من ال2000 إلى ‏ال2023، كيف ينعم جنوب لبنان والبقاع الغربي والمنطقة الحدودية، بالأمن والامان والإزدهار ‏و..و..و..، الدولة يجب أن تتحمل المسؤولية، لكن في الأمن والأمان هذا كله بفضل المعادلة، الجيش ‏والشعب والمقاومة، لذلك اليوم في ذكرى التحرير في 25 أيار دعوى الى كل اللبنانيين ان يضعوا النكد ‏والخلاف جانباً، اليوم يوجد مظلة حماية حقيقية وواقعية وليست وهمية ولا إدعاءات ولا شعارات، مظلة ‏حماية حقيقية للبنان، تُجسدها هذه المعادلة، الجيش والشعب والمقاومة، يحسب لها العدو الإسرائيلي ألف ‏حساب، وتحسب لها الإدارة الأميركية في مقاربتها للأحداث عندنا ألف حساب، لا تُفرطوا فيها وحافظوا ‏عليها، أخرجوها من دائرة الجدال البيزنطي الذي لن يؤدي إلى نتيجة، بل إعملوا على تعزيز هذه القوة ‏وعلى تعزيز هذه القدرة.‏

‏ في ظل هذا الأمن والأمان، الذي تُؤمنه هذه المعادلة في مواجهة العدو الإسرائيلي ويؤمنه الجيش اللبناني ‏والقوى الأمنية اللبنانية في الداخل اللبناني وتعاون القوى السياسية، نستمر إن شاء الله ويستمر بلدنا بالسلم ‏الأهلي ورغم كل الصراخ والحساسيات وبعض الشتائم والأصوات المرتفعة، وعلى كل حال ليس هناك ‏مجال أمام اللبنانيين سوى أن يعودوا إلى الحوار وأن يتعاونوا وأن يتلاقوا لمعالجة أزماتهم.‏

‏ في الملف الرئاسي، المطلوب المزيد من النشاط والمزيد من الإتصالات والمزيد من الحوار، نحن لسنا ‏في قطيعة مع أحد في هذا الملف، نحن دائماً نقول لكل الأصدقاء وحتى غير الأصدقاء تعالوا لنتناقش في ‏الخيارات الرئاسية ولكن بلا شروط مسبقة، فلنضع لائحة عليها كل الأسماء ونتناقش وليس بشرط مسبق ‏إلغائي لأحد دون آخر، المعطيات الإقليمية وما يجري في المنطقة يدعو إلى التفاؤل كما قُلنا في الأيام ‏الأخيرة، ننتظر أيضاً في الأيام القليلة المقبلة، قد تكون هناك ما يدعو إلى التفاؤل وإلى المزيد من ‏التواصل لإنجاز هذا الملف.‏

‏ هذا أولاً، ثانياً: في ملف حاكم مصرف لبنان وبعد الإلتباسات والإتهامات والدعاوى القضائية وما شاكل، ‏أعتقد ونعتقد في حزب الله أنه هناك خياران، الخيار الأول: إما أن يتنحى الحاكم، هو من تلقاء نفسه، ‏ويستقيل، ويقول بعد كل هذا أنا لا أستطيع ان أُكمل في هذه المسؤولية، أو أن يتحمل القضاء مسؤوليته ‏لأننا في ظل حكومة تصريف أعمال لا تملك صلاحية التعيين والعزل دستورياً، وأيضاً المطلوب التفاهم ‏على الوضع البديل فيما لو أقدم الحاكم على التنحي أو أقدم القضاء اللبناني على موقف حقيقي ومسؤول.‏

‏ وفي ملف النازحين، نُجدد الدعوة وإن كان البلد أصبح على مواقع التواصل الإجتماعي والسياسيين لا ‏أعرف أين يوجد كبسة زر فتهوج االعالم كلها وفجأة تهدأ العالم كلها، بعيداً عن الأجواء الإعلامية ‏والتحريض الإعلامي، يصعد وينزل، ثم ينسون ويتذكرون، هذا ملف حقيقي وجدي وقُلنا أن الجدية ‏خصوصاً اليوم بعد القمة العربية في مدينة جدة، والتواصل الذي حصل مع عدد من الدول العربية وبين ‏لبنان وسوريا، على أكثر من مستوى، أعود وأَقول بأن الحل الحقيقي هو في قرار حكومي ووفد حكومي ‏عال المستوى، يذهب إلى سوريا ويعيد العلاقات طبيعية مع سوريا، ويدخل في نقاش حقيقي وجدي، ‏يوجد ملاحظات وإشكالات وأسئلة ومعضلات؟ بالتأكيد، قد لا يكون لبنان وسوريا قادرين على حلها ‏بأجمعها، ولكن أكيد هم يستطيعون حل جزء كبير منها، وبالتالي تأمين عودة معقولة وكريمة لعدد كبير ‏من هؤلاء النازحين.‏

‏ أنا قُلت أنني لا أُريد أن أُطيل أكثر من ساعة، إنتهى الوقت، بكل الاحوال مجدداً في عيد الإنتصار وعيد ‏التحرير وعيد المقاومة، أُهتئكم جميعاً وأبارك لكم جميعاً، ونحن من بنت جبيل بيوم 25 أيار 2000 قُلنا ‏أن هذا إنتصار اللبنانيين وهذا عيد اللبنانيين وهذا مستقبل اللبنانيين وهذا إنتصار كل شعوب منطقتنا، ‏ونحن ما زلنا على هذه القناعة، ونُقدر كل التضحيات والجهود من كل الأحزاب والقوى والفصائل ‏والناس على إختلاف إنتماءاتهم وتياراتهم، الذين توحدوا في معركة المقاومة وصنعوا هذا الإنتصار، اليوم ‏هؤلاء ما زالوا في نفس الموقع في لبنان ما زالوا في نفس الموقع، هذه القوى الوطنية الشريفة المقاومة، ‏عندما تَحدثت عن العدد أيضاً هؤلاء مأخوذين بعين الإعتبار بقوة، لبنانياً وغير لبنانياً، كل عام وأنتم بخير ‏وإن شاء الله إلى المزيد من الإنتصارات والإنجازات، وطالما أن هناك من يتحمل المسؤولية، من هو ‏مستعد للتضحية، ما دام هناك شرف وكرامة ودماء تجري في العروق وأُباة للضيم ورافضون للذل ‏وللهوان، "إسرائيل" إلى مزيد من السقوط والسقوط والسقوط، وستتحقق جملة ونبوءة ومقولة شهيدنا ‏القائد الأمين العام السيد عباس الموسوي(رضوان الله عليه) "إسرائيل سقطت"، هو لم يتحدث فقط عن ‏سقوطها وكان يرى سقوطها الآتي، كما نراه جميعاً إن شاء الله "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً"، كل عام ‏وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

2023-05-26