يتم التحميل...

خصائص الولاية وقيادة المجتمع الإسلامي

إضاءات إسلامية

الولاية تعني الحاكميّة وقيادة المجتمع الإسلاميّ، ومن الطبيعيّ أنّها أمر مغاير للولاية والقيادة والحكومة في المجتمعات الأخرى. ولاية المجتمع في الإسلام،

عدد الزوار: 35

الولاية تعني الحاكميّة وقيادة المجتمع الإسلاميّ، ومن الطبيعيّ أنّها أمر مغاير للولاية والقيادة والحكومة في المجتمعات الأخرى. ولاية المجتمع في الإسلام، مختصّة بالله تعالى. ليس لأيّ إنسان الحقّ في تولّي إدارة أمور الناس الآخرين. هذا الحقّ مختصّ بالله المتعال الخالق والمنشىء والعالِم بالمصالح والمالك لأمور الناس، والمالك لجميع ذرّات عالم الوجود. وهذا الشعور نفسه في المجتمع الإسلاميّ أمرٌ قلّ نظيره. فأيّ سلطة، وأيّ سيف حادّ، وأيّ ثروة، وحتّى أيّ قوّة علميّة وإداريّة، لا تعطي لأحد الحقّ بأن يكون المالك والمقرّر لمصير الناس الآخرين؟!
 
الله - سبحانه وتعالى - يُعمل هذه الولاية والحاكميّة من قنوات (مجاري) خاصّة. أي: عندما يُنتخب الحاكم الإسلاميّ ووليّ أمر المسلمين، سواءٌ على أساس تعيين الشخص، كما حدث طبقاً لعقيدتنا بالنسبة لأمير المؤمنين والأئمّة  عليهم السلام، أم على أساس المعايير والضوابط، عندما تُعطى له هذه الصلاحية بأن يدير أمور الناس - فإنّ هذه الولاية أيضًا هي ولاية الله، هذا الحقّ هو حقّ الله، وهذه هي السلطة والحكم الإلهيّان اللذان يجريان في الناس. ذلك الإنسان- مهما كان ويكون- من دون الولاية الإلهيّة والسلطة الإلهيّة، ليس له أيّ حقّ على الناس الآخرين. وهذه نفسها، مسألة مهمّة جدًّا وحاسمة في مصير المجتمع الإسلاميّ.
 
أمّا ذلك الشخص الذي يتولّى هذه الولاية من قبل الله تعالى، فعليه أن يحقّق ويظهر نموذجًا ضعيفاً وشعاعًا وظلًّا من تلك الولاية الإلهيّة، أو لنقل: فلتكن فيه. خصائص الولاية الإلهيّة هي السلطة والحكمة والعدالة والرحمة وأمثالها. فالشخص أو الجهاز الذي يتولّى إدارة أمور الناس - عليه أن يكون مظهرًا للسلطة، والعدالة، والرّحمة، والحكمة الإلهيّة. هذه الخصّيصة هي الفارق بين المجتمع الإسلاميّ وسائر المجتمعات الأخرى، التي تُدار بأشكالٍ أخرى. ليس للجهالات، والشهوات النفسانيّة، والأهواء والميول والسلائق الشخصيّة المستندة إلى مصلحة شخص أو جماعة ومنفعتهما، - الحق في أن تجعل حياة الناس وسير أمورهم تحت سلطتها. لذا، ينبغي للعدالة والعلم والدين والرحمة أن تكون الحاكمة في المجتمع والنظام الإسلاميّ، لا ينبغي للأنانيّة أن تكون حاكمة، ولا ينبغي للرغبات والأهواء - من أيّ شخص، وفي قول وعمل أيّ شخص وشخصيّة - أن تحكم[1].
 
تأسيس الحضارة الإسلامية في فكر الإمام الخامنئي (دام ظله)، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


[1] خطاب القائد في لقاء الموظّفين الرسميّين (11/7/1990).

2023-05-19