يتم التحميل...

ما هو السن المناسب للزواج في الإسلام؟

الزواج

غير خاف أهميّة الزواج ودوره الهام في الحياة البشريّة، وبالنظر في بعض الروايات سنجد دعوة وحثاً ليس على الزواج فقط، بل على الزواج المبكر. فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شاب تزوّج في حداثة سنّه إلّا عجّ شيطانه: يا ويله، يا ويله! عصم منّي ثلثي دينه. فليتّق الله العبد في الثلث الباقي"

عدد الزوار: 67

غير خاف أهميّة الزواج ودوره الهام في الحياة البشريّة، وبالنظر في بعض الروايات سنجد دعوة وحثاً ليس على الزواج فقط، بل على الزواج المبكر. فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شاب تزوّج في حداثة سنّه إلّا عجّ شيطانه: يا ويله، يا ويله! عصم منّي ثلثي دينه. فليتّق الله العبد في الثلث الباقي"([1]).
 
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "نزل جبرئيل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام، ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلّا اجتناؤه وإلّا أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وإنّ الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلّا البعول، وإلّا لم يؤمن عليهنّ الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فجمع الناس ثمّ أعلمهم ما أمر الله عزّ وجلّ به"([2]).
 
وفي هاتين الروايتين دعوة صريحة إلى الزواج المبكر للشابّ وللفتاة، حيث بيّنت الأولى أنّ الزواج يعصم ثلثي الدين، والثانية بيّنت أنّه مع ترك تزويج الفتاة مبكراً فإنّه لا يؤمن عليهن الفتنة.
 
فتبكير الشباب في الزواج يعصم أخلاقهم من الانحراف، ويقيهم أخطار الانفعالات النفسيّة واتجاههم السلوكيّ في الحياة.
 
سِنّ الزواج في الشريعة الإسلاميّة
لم تحدّد الشريعة الإسلاميّة سنًّا معيّناً بالسنوات لعقد الزواج، بل هو أمر مرتبط بالقدرة على أداء واجبات هذه المسؤوليّة وتحقّق مواصفات معيّنة، فمتى ما وجد من يُرضى بدينه وأخلاقه مع القدرة العقليّة والمؤهّلات البدنيّة لا مشكلة في الزواج، بل هو مرغوب فيه بغضّ النظر عن العمر.
 
حقائق علمية حول الزواج المبكر وفوائده

جاءت بعض الدراسات لتؤكّد على ضرورة "إشباع" الجانب العاطفيّ لدى الإنسان ليتمتّع بصحّة أفضل، فأكّدوا أنّ المتزوّجين أكثر سعادة ويتمتّعون بجهاز مناعيّ أقوى من أولئك الّذين فضّلوا العيش وحيدين من دون زوجة، وهذا هو مضمون السكينة الّذي ورد في قول الحقّ تبارك وتعالى عندما حدّثنا عن آية من آياته فقال ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾([3]).
 
فهذه الآية تشير بوضوح إلى الاستقرار النفسي من خلال كلمة ﴿لِّتَسْكُنُوا﴾ كما تشير إلى إشباع الجانب العاطفي من خلال قوله ﴿ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾.
 
وفي دراسة أخرى وجدوا أنّ الإنسان المتزوّج أكثر قدرة على العطاء والإبداع، وأنّ المرأة المتزوّجة أكثر قدرة على الحنان والعاطفة والعطاء أيضاً.
 
وتشير بعض الدراسات إلى وجود ساعة حيويّة خاصّة بالزواج في جسد كل واحد منّا! فهناك توقيت وعمر محدّد ينبغي على الإنسان أن يتزوّج خلاله وهو في العشرينات أو أكثر بقليل، وإذا ما تأخّر الزواج فإنّ هذا سيؤثّر على خلايا الجسد وعلى النطفة والبويضة، وبالتالي سيكون هناك احتمال أكبر لمشاكل نفسيّة وجسديّة تصيب المواليد.
 
... قد جآءتكم موعظة - بتصرّف، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية


([1]) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج103، ص 221.
([2]) م. ن، ج16، ص 223.
([3]) سورة الروم، الآية: 21.

2023-03-01