يتم التحميل...

حق أولوية المنزل

كلمات وحقوق

من الواضح أنّ الزواج يضع كلاًّ من الزوجين أمام مسؤوليات تعود لنجاح وسعادة الحياة الأسرية. وتوزيع هذه المسؤوليات بين الزوجين يخضع لمعرفة مفردات الحاجات الأسرية التي تحتاج لتحمّل تلك المسؤولية.

عدد الزوار: 87

المسؤولية العائلية
من الواضح أنّ الزواج يضع كلاًّ من الزوجين أمام مسؤوليات تعود لنجاح وسعادة الحياة الأسرية. وتوزيع هذه المسؤوليات بين الزوجين يخضع لمعرفة مفردات الحاجات الأسرية التي تحتاج لتحمّل تلك المسؤولية.

ومن تلك الحاجات:
المال لأجل تأمين النفقات العائلية اللازمة.
نظافة المنزل وترتيبه.
الطعام والشراب.
اللباس الذي يستدعي المتابعة المستمرة من تنظيف وكَيٍّ وتوضيب.
التجمُّل الجسدي.
الاستشفاء وقايةً وعلاجاً.
وفي حال وجود الأولاد يُزاد عليها
المواكبة الحضانية الدائمة للطفل في مرحلته الأولى بالرضاع والعاطفة والنظافة واللعب و....
المواكبة التربوية والتعليمية للطفل حينما يتهيأ للتعلُّم والتلقي.
فإنه بالإضافة إلى المدرسة بحاجة إلى مواكبة الأهل سواء بمساعدته في دروسه, أو بتوجيهه الأخلاقي والديني, أو بالاهتمام ببيئته سواء في المدرسة أو بين الجيران, أو عبر التلفاز أو الانترنت...وهذه المواكبة ستستمر حتى في المرحلة الأولى من عمر الشباب.

ويمكن تلخيص هذه الحاجات بعناوين ثلاثة:
تأمين المال
تدبير المنزل
تربية الأولاد

ولا يخفى أنّ هذه المهمات الثلاث لا يستطيع أحد الزوجين وحده القيام بها, فكان لا بد من تقسيم المسؤولية بينهما التي يجب أن تراعي أمرين واقعيين:
الأول: الوضع الجسدي والصحي للمرأة, فبنيتها تختلف عن بنية الرجل سواء من ناحية القوة والتحمُّل أو من ناحية عوارض العادة الشهرية أو من ناحية أنها مهد الحمل الذي يطول أشهراً أو من ناحية أنها منبع العطاء والغذاء لطفلها الجديد.

من هنا راعى الإسلام هذا الوضع, وحمّل الرجل مسؤولية تأمين المال والنفقات المادية التي تحتاجها الأسرة.
وقد شجَّع الإسلام الزوج على ذلك من خلال بيان ثواب تأمين النفقة للعيال, فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله" وعنه صلى الله عليه واله: "ما من عبد يكسب ثمَّ ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف". كما ورد عنه صلى الله عليه واله: "من الذنوب لا يكفِّرها إلا الهم بطلب المعيشة".

بل إنّ بعض ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام يدعو إلى تخطيط الزوج لنفقة عياله حتى بعد وفاته بحيث لا يذهب ماله على حساب من كانت تجب عليه نفقتهم حتى لو كانت وجهة المال مُستحبة بذاتها, فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن رجلاً من الأنصار توفي وله صبية صغار وله ستة من الرقيق فأعتقهم عند موته وليس له مال غيرهم, فأُتي النبي صلى الله عليه واله فأُخبر فقال: "ما صنعتم بصاحبكم" ؟ قالوا: دفناه. قال صلى الله عليه واله: "لو علمت ما دفنته مع أهل الإسلام, ترك ولده يتكففون الناس".

الثاني: الحاجة العاطفية للأولاد, فمن الثابت الواضح أنّ الولد -لا سيما في سنواته الأولى- يحتاج إلى العاطفة كحاجته إلى الطعام والشراب, وقد رحم الله الإنسان بأن جعل المرأة من أوائل عمرها مخزناً للعاطفة المتوقِّدة, ولعله لأجل هذا ورد في الحديث النبوي: "من دخل السوق واشترى تحفة, فحملها إلى عياله, كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج, وليبدأ بالإناث قبل الذكور".

وهذه العاطفة المغروسة في المرأة والتي لا مثيل لها عند الرجل هي السبب الأساس في استمرار البشرية, فبسببها تعشق المرأة الحمل, مع ما فيه من التعب والمشقة, ومع ما في الولادة والمخاض من ألم يصعب تحمُّله, ومع ما في الحضانة من جهد وهمّ وحرمان لذة.

لأجل خصوصية هذه العاطفة لدى المرأة, ولحاجة الطفل الماسَّة إليها قدّم الإسلام المرأة على الرجل في حضانة الطفل, وجعل تربيتها له في هذه المرحلة أولى من تربية الأب، لا سيّما مع ما تستدعيه مسؤولية الأب في تأمين النفقة من الخروج من المنزل, وبالتالي فإنّ الأم هي التي تبقى مسؤولة بشكل أساسي عن حضانة الأطفال ورعايتهم.

ومن بديهيّ القول أنّ هذا الكلام لا يُعفي الأب من تحمُّل مسؤولياته في تربية الأبناء, وإنما يُراد منه بيان أهمية دور المرأة وأولويته على الرجل في التغذية العاطفية الضرورية لمستقبل الأبناء.

تدبير المنزل
إذاً تأمين المال من مسؤولية الزوج, وللزوجة دور أساس في تربية الأولاد. أمَّا تدبير المنزل - الذي هو نوع من الفن أدخله العلماء القدماء في الفلسفة العملية حينما قسموها إلى الأخلاق وتدبير المنزل وسياسة المدن - فلم يضعه الإسلام في دائرة الإلزام والوجوب, بل أراد أن ينطلق من روحية العطاء سواء من الزوجة أو الزوج, وإن كانت طبيعة عمل الزوج وأولويات الزوجة قد تجعل هذا الأمر أقرب إلى الزوجة من الزوج. ولأجل هذا نجد أنّ رسول الله صلى الله عليه واله حينما أراد أن يقسِّم المسؤولية بين الإمام علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام "قضى على فاطمة بخدمة ما دون الباب, وقضى على عليٍّ بخدمة ما خلفه", وهذا ما فصَّله حفيدهما الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يحتطب ويستقي ويكنس, وكانت فاطمة –سلام الله عليها- تطحن وتعجن وتخبز"
من هنا كان تشجيع الإسلام للمرأة أن تبادر إلى العطاء في منزل الزوجية, ففي الحديث: "وأيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام, أغلّق الله عنها سبعة أبواب النار, وفتح لها ثمانية أبواب الجنة, تدخل من أيها شاءت".

وفي حديث نبوي آخر: "أيُّما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً, إلا نظر الله عزَّ وجل إليها, ومن نظر الله إليه لم يعذبه", كما ورد في الحديث: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة, صيام نهارها, وقيامِ ليلِها".

وحتى لا تتحول خدمة المنزل إلى مسألة حصرية بالزوجة حثَّ الإسلام على تعاون الرجل مع زوجته في المنزل, فها هو رسول الله صلى الله عليه واله يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام:" يا علي لا يخدم العيال إلا صدِّيق أو شهيد, أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة".

وفي حديث آخر: "إنّ الرجل إذا سقى امرأته الماء أجر", كما ورد أيضاً: "يؤجر المؤمن في كلِّ شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته".

المسؤولية والخروج من المنزل
بناءً على ما مرَّ فإنّ الرجل إذا لم يكن مستطيعاً أن ينفق على زوجته وأولاده يجب عليه شرعاً السعي لتحصيل النفقة, فخروجه من المنزل يُصبح واجباً عليه إن اقتضى تأمين النفقة ذلك, وبالمقابل لأجل قيام المرأة بدورها الأفضل كان من حق الرجل أن يتدخل في خروجها من المنزل, لتولي اهتمامها بشؤونه لا سيَّما في أفضل عمل ألا وهو صناعة الإنسان.

من هنا كان أجرها الكبير مقابل بقائها في المنزل لا سيَّما حينما تتضارب الأولويات, فمثلاً قد تُفكِّر المرأة في الخروج إلى المسجد الذي فيه أجر كبير جداً, فـ: "من مشى إلى مسجد من مساجد الله, فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات, ومُحي عنه عشر سيئات, ورفع له عشر درجات" كما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه واله, بل ورد عنه صلوات الله عليه: "إنّ الله يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفسٍ تتنفس فيه درجة في الجنة, وتصلي عليك الملائكة".

نعم قد تدفعها هذه الأحاديث إلى الخروج إلى المسجد الذي لا يمانع منه الإسلام, بل ورد عن النبي صلى الله عليه واله النهي عن منع النساء من الذهاب إلى المسجد كما في الرواية الواردة: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله", ولكنها قد تتردد نتيجة خوفها على أولادها الصغار, أو أن يأتي زوجها في حال غيابها, ولكن ما يحسم هذا التردد لصالح بقائها في المنزل هو الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه واله: "مسجد المرأة بيتها", ولعل هذا الحديث يريد أن يوصل رسالة إلى المرأة تقول لها: اهتمي بأولادك وبزوجك, وابقِ في منزلك, فإنّ الله تعالى يجعل ثواب صلاتك في منزلك كثواب الصلاة في المسجد.

وفي نفس السياق تأتي الرواية المعبِّرة عن ثواب مراعاة المرأة لحقِّ زوجها في عدم الخروج من المنزل من دون إذنه, وهي التي وردت عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه واله خرج في بعض حوائجه, فعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم, وإنّ أباها قد مرض, فبعثت المرأة إلى رسول الله تستأذنه أن تعوده, فقال صلى الله عليه واله: لا, أجلسي في بيتك وأطيعي زوجك, فثقل(أي اشتد مرض أبيها), فأرسلت إليه ثانياً بذلك, فقال: "اجلسي في بيتك, وأطيعي زوجك, فمات أبوها, فبعثت إليه: إنّ أبي قد مات, فتأمرني أن أصلي عليه؟ فقال صلى الله عليه واله: لا, أجلسي في بيتك, وأطيعي زوجك. فدُفِن الرجل, فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه واله: "إنّ الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك".

وهاتان الروايتان حول ثواب تقديم الأولوية المنزلية على غيرها تَقعان في سياق بيان الإسلام أن كمال المرأة الذي لا يزيد عليه كمال الرجل يتحقق في سلوكها السبيل الذي أراده الله تعالى وهو سبيل يخلو من تلك المشقة الجسدية التي يتعرض لها الرجال في حياتهم, وهذا يمثل كرامة عظيمة للمرأة أشار إليها رسول الله صلى الله عليه واله في قضية لطيفة حصلت مع أسماء بنت يزيد الأنصارية حين أتت وهو بين أصحابه, فقالت: "بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك, وأعلم نفسي لك الفداء, إنه ما امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي, إنَّ الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء, فآمنَّا بك, وبإلهك الذي أرسلك, وإنَّا معشر النساء محصورات, مقصورات, قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم, وحاملات أولادكم, وإنكم معاشرَ الرجال فُضِّلتم علينا بالجمعة والجماعات, وعيادة المرضى, وشهود الجنائز, والحج بعد الحج, وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله, وإنّ الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم, وغزلنا لكم أثوابكم, وربينا لكم أموالكم, فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت النبي صلى الله عليه واله إلى أصحابه بوجهه كلِّه, ثم قال صلى الله عليه واله: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن، من مساءلتها في أمر دينها، من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله, ما ظننَّا أنّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه واله إليها, ثم قال لها: "انصرفي أيتها المرأة, وأَعلِمي من خلفك من النساء أنّ حُسن تبعُّل أحداكن لزوجها وطلبها مرضاته, واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فأدبرت المرأة وهي تهلِّل وتُكبِّر استبشاراً.

علم المرأة
إنَّ أولوية الاهتمام بالأسرة ينبغي أن لا تجانب سلوك المرأة طريق العلم الذي شجّع عليه الإسلام ابتداءً من كلمة الله الأولى "اقرأ", إلى مقارنته بين أهل العلم والجهلة ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون (الزمر: 9), إلى رفعه مقام العلماء ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات (المجادلة : 11).
ولا يَخفى أنَّ هذه النصوص المباركة وغيرها لا تختص بالرجال, بل تعمُّهم والنساء اللواتي صرَّحت العديد من النصوص بضرورة سلوكهن مدارج العلم. فعن النبي الأكرم صلى الله عليه واله: "طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم ومسلمة, ألا إنَّ الله يحبُّ بغاة العلم".

كما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه واله حثَّ على تعليم الأنثى منذ صغرها وذلك في قوله الوارد عنه: "من كانت له ابنة فأدَّبها, وأحسن أدبها, وعلَّمها, فأحسن تعليمها, فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له منعةً من النار".

وهذا ما أكَّده أهل بيت النبوة عليهم السلام, كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يزال العبد المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنة جميعاً".
وتأكيداً على أهمية تعليم المرأة جعل رسول الله صلى الله عليه واله تعليم سورة من القرآن الكريم مهراً لبعض النساء. كما دعا الأزواج إلى تعليم زوجاتهم بعض سور كتاب الله عزَّ وجل كقوله الوارد عنه صلى الله عليه واله: "علِّموا نساءكم سورة الواقعة؛ فإنها سورة الغنى". هذا فضلاً عن الأمور التي إذا انحصرت حاجة المجتمع بتعلم المرأة فيجب عليها أن تخطو فيها خطوات العلم المطلوبة لتحقيق تلك الحاجات الاجتماعية.

من هنا نجد أنّ الإمام الخميني قدس سره منذ أوائل الثورة الإسلامية في إيران جَهِدَ لرفع المستوى العلمي والمعرفي للمرأة, وبعد سنوات من الثورة عبَّر عن فخره واعتزازه بالتطوُّر الإيجابي في ذلك حيث قال: " لقد بات الوضع الآن بنحو تمارس فيه المرأة -جنباً إلى جنب أخيها الرجل- نشاطها في اكتساب العلم والعرفان والفلسفة وجميع فروع المعرفة...".

وفي كلمة أخرى قال قدس سره: "...النساء اللاتي كُنَّ في السابق محرومات من كلِّ شيء في المجتمع, نزلت بحمد الله في هذه السنوات الأخيرة إلى الميدان بصورة تبعث على الفخر مع الحفاظ على الموازين الشرعية, وهُنَّ الآن يواصلن نشاطهنَّ في الدروس والتدريس والتبليغ".

عمل المرأة
لم يمنع الإسلام المرأة من العمل ضمن الضوابط الشرعية, إلا أنَّّه أراد أن لا يتعارض عملها ويزاحم أولوية الأسرة. من هنا أوجب نفقتها كما نفقة بقية الأسرة على زوجها, لتركِّز جهدها في تلك الأولوية.
نعم نلاحظ في العديد من الأحاديث ثناءً على عمل المرأة الإنتاجي في داخل المنزل والذي –بالطبع- لا يتعارض مع تلك الأولوية, كالحديث الوارد عن النبِّي الأكرم صلى الله عليه واله: "نعم شغل المرأة الغزل".

وفي هذا الإطار روت أم الحسن النخعية أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام مرَّ بها وسألها: "أيَّ شيء تصنعين يا أمّ الحسن ؟ فقالت: أغزل, فقال عليه السلام: أما إنه أحلُّ الكسب".
نعم قد يرجَّح في بعض الحالات عمل المرأة خارج المنزل حينما لا يتعارض مع أولوية الأسرة, وذلك في موارد ضرورة العمل بشكل خاص, أو لحاجة المجتمع إلى عملها, لكن يشترط مراعاة الضوابط الشرعية.

من هنا كان الإمام الخميني قدس سره يقول: "فلتعمل المرأة, ولكن بالحجاب, لا مانع من عملها في الدوائر الحكومية, ولكن مع مراعاة الحجاب الشرعي, والحفاظ على الشؤون الشرعية".


* كتاب ثلاثة حقوق لحياة زوجية ناجحة, للشيخ أكرم بركات.

2013-02-20