يتم التحميل...

ما ينبغي للصائم عند الافطار ودرجات الصوم

الصوم

ينبغي لكل صائم ان يكون قلبه بعد الافطار مضطربا، معلقا بين الخوف و الرجاء، اذ ليس يدري ايقبل صومه فهو من المقربين او يرد عليه فهو من الممقوتين، و ليكن الحال كذلك فى آخر كل عبادة يفرغ منها.

عدد الزوار: 69

ينبغي لكل صائم ان يكون قلبه بعد الافطار مضطربا، معلقا بين الخوف و الرجاء، اذ ليس يدري ايقبل صومه فهو من المقربين او يرد عليه فهو من الممقوتين، و ليكن الحال كذلك فى آخر كل عبادة يفرغ منها.

روى: "ان الامام ابا محمد الحسن المجتبى عليه السلام مر بقوم يوم العيد و هم يضحكون، فقال عليه السلام: ان الله تعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق اقوام ففازوا، و تخلف اقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون، و خاب فيه المبطلون، اما و الله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن باحسانه، و المسي‏ء عن اساءته! "، اي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب، و حسرة المردود تسد عليه باب الضحك.

وللصوم ثلاث درجات:

الاولى-صوم العموم: و هو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة، و هذا لا يفيد ازيد من سقوط القضاء و الاستخلاص من العذاب.

الثانية-صوم الخصوص: و هو الكف المذكور، مع كف البصر و السمع و اللسان و اليد و الرجل و سائر الجوارح عن المعاصي، و على هذا الصوم تترتب المثوبات الموعودة من صاحب الشرع.

الثالثة-صوم خصوص الخصوص: و هو الكفان المذكوران، مع صوم القلب عن الهمم الدنية، و الاخلاق الردية، و الافكار الدنيوية، و كفه عما سواه بالكلية...، و حاصل هذا الصوم اقبال بكنه الهمة على الله، و انصراف عن غير الله، و تلبس بمعنى قوله تعالى :﴿قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام :91). و هذا درجة الانبياء و الصديقين و المقربين، و يترتب عليه الوصول الى المشاهدة و اللقاء، و الفوز بما لا عين رات، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب احد1. و الى هذا الصوم اشار مولانا الصادق عليه السلام حيث قال: قال النبي صلى الله عليه واله: الصوم جنة، اي ستر من آفات الدنيا و حجاب من عذاب الآخرة، فاذا صمت فانو بصومك كف النفس عن الشهوات، و قطع الهمة عن خطرات الشياطين، و انزل نفسك منزلة المرضى، و لا تشتهي طعاما و لا شرابا، و توقع في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب، و طهر باطنك من كل كدر و غفلة و ظلمة يقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله.

و الصوم يميت مراد النفس و شهوة الطبع، و فيه صفاء القلب، و طهارة الجوارح، و عمارة الظاهر و الباطن، و الشكر على النعم و الاحسان الى الفقراء، و زيادة التضرع و الخشوع و البكاء، و حبل الالتجاء الى الله، و سبب انكسار الهمة، و تخفيف الحساب، و تضعيف الحسنات، و فيه من الفوائد ما لا يحصى و لا يعد، و كفى بما ذكرنا لمن عقله و وفق لاستعماله‏". 2


1- جامع السعادات /النراقي ج2باب الصوم.
2- بحار الأنوار / ج 93 / ص 254.

2011-10-06