يتم التحميل...

عقيدتنا في الصفات الإلهية

إضاءات إسلامية

عقيدتنا في الصفات الإلهية

عدد الزوار: 6

آيات قرآنية:    
1 ـ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾([1]).
إن الله تعالى لا شبيه ولا نظير له، فلا الأشياء تشبهه ولا هو يشبه الأشياء، وهو محيط بعباده، ولا يعزب عنه، ولا يخفى عليه علم شيء.

2 ـ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾([2]).
فهو تعالى متفرد أحدٌ لا يوجد له مثيل أو نظير في أي شيء.

3 ـ ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾([3]).
لا ابتداء قبله، فهو الأول، ومنه مبدأ كل شيء، ولا انتهاء بعده، فهو الآخر، وإليه منتهى كل شيء.
الظاهر بآثاره وعجائب تدبيره، والباطن الخفيُّ عن الأبصار والأوهام بكنه ذاته وصفاته.
وهو المحيط بكل الوجود، فلا يخفى، ولا يغيب عنه شيء.

4 ـ ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام﴾([4]).
«تبارك» لها عدة معان، منها: الدوام والزيادة للخيرات، والنِّعم الإلهية، ومنها: التقديس والتنزيه لله عز وجل.
وفي قوله تعالى: ﴿ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام﴾. إشارة إلى جميع الصفات المنزَّه عنها، وجميع صفات كماله.

5 ـ ﴿إنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾([5]).
متمكن من كل شيء، فاعل لما يشاء، يدبّر شؤون الخلق بحكمته دون أن يشاركه أحد، ولا ينسب إليه العجز مطلقاً.

6 ـ ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ % هُـوَ اللهُ الَّـذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّـلَامُ الْمُؤْمِـنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ % هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾([6]).
لا معبود سواه تعالى، صفاته تعالى تدلّ على كماله، وتنزهه عن كل شريك، ولا يشبهها ولا يحيط بها شيء، ولا يتعلق بها نقص.
 
روايات معتـبرة ســـنداً:    
1 ـ روى الشيخ الكليني عن أَحْمَد بْن إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام»: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ يَرْوِي عَنْكُمْ: أَنَّ اللهَ جِسْمٌ صَمَدِيٌّ نُورِيٌّ، مَعْرِفَتُهُ ضَرُورَةٌ، يَمُنُّ بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ.
فَقَالَ «عليه السلام»: سُبْحَانَ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ إِلَّا هُوَ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، لَا يُحَدُّ، وَلَا يُحَسُّ، وَلَا يُجَسُّ، وَلا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ، وَلَا الْحَوَاسُّ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ شَيْ‏ءٌ، وَلَا جِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ، وَلَا تَخْطِيطٌ وَلَا تَحْدِيدٌ([7]).

2 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام»، قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ:‏ كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا شَيْ‏ءَ غَيْرُهُ، وَلَمْ يَزَلْ عَالِماً بِمَا يَكُونُ، فَعِلْمُهُ بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ كَعِلْمِهِ بِهِ بَعْدَ كَوْنِهِ([8]).

3 ـ روى الشيخ الكليني عن أحْمَد بْن مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ الله الْحَسَنِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى طِرْبَالٍ، عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿سُبْحانَ الله﴾ مَا يُعْنَى بِه؟
قَالَ: تَنْزِيهُه([9]).

4 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سَعْد بْن عَبْدِ اللهِ، عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:
جَاءَ قَوْمٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ «عليه السلام»، فَقَالُوا لَهُ: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ، فَإِنْ أَجَبْتَنَا فِيهَا عَلِمْنَا أَنَّكَ عَالِمٌ.
فَقَالَ: سَلُوا.
فَقَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنِ اللهِ، أَيْنَ كَانَ، وَكَيْفَ كَانَ، وَعَلَى أَيِّ شَيْ‏ءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ؟
فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَيَّفَ الْكَيْفَ، فَهُوَ بِلَا كَيْفٍ، وَأَيَّنَ الْأَيْنَ، فَهُوَ بِلَا أَيْنٍ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلَى قُدْرَتِهِ.
فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ عَالِمٌ([10]).

5 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ «عليه السلام» قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ:‏ إِنَّ اللهَ نُورٌ لَا ظُلْمَةَ فِيهِ، وَعِلْمٌ لَا جَهْلَ فِيهِ، وَحَيَاةٌ لَا مَوْتَ فِيهِ([11]).

6 ـ روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ الله، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله «عليه السلام» يَقُولُ: إِنَّ الله لَا يُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ وقَدْ قَالَ فِي كِتَابِه: ﴿وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه﴾؟ فَلَا يُوصَفُ بِقَدَرٍ إِلَّا كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ([12]).

7 ـ روى الشيخ الصدوق عن الْحُسَيْنِ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمَد بن هشَام المؤَدّب، وعليّ بن عَبْد الله الوَرّاق، وأَحْمَد بن زيَادٍ بن جَعْفَر الهَمَدانيّ، عن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْنِ هَاشِمٍ ، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمان، قال: قلتُ لأبي الحَسَنِ موسى بن جَعْفَر «عليه السلام»: لأيّ علّةٍ عَرَجَ اللهُ بنبيّهِ «صلى الله عليه وآله» إلى السَماءِ، ومنها إلى سِدرَةِ المنتهى، ومنها إلى حُجَبِ النورِ، وخاطَبَهُ ونَاجَاهُ هناك، والله لا يُوصَفُ بمَكَان؟
فقال: إنّ اللهَ لا يُوصَفُ بمَكَانٍ، ولا يَجري عليه زمان، ولكنه عزّ وجلّ أرَادَ أنْ يُشرِّف به مَلائِكَتَهُ وسُكانَ سَمَاواتِهِ، ويُكْرِمُهُم بمُشَاهَدَتِه، ويُريهِ من عَجايبِ عَظَمَتِهِ ما يُخبِرُ به بعد هُبوطِهِ، وليسَ ذلكَ على ما يقولُه المشْبِهونَ، سُبْحانَ اللهِ وتعالى عمّا يَصِفون([13]).

هذه عقيدتنا فيالصفات الإلهية:     
إن الله تعالى متّصفٌ بجميع صفات الكمال، وقد سمّيَتْ جمالية ومنها الحيّ، القدير، السميع، البصير، الغنيّ.. ومنزّه عن جميع صفات النقص، وقد سميت جلالية، ومنها التجسيم والتحيُّز والتشبيه.. ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾([14]).
والصفات ذاتيةً كانت كالحيّ والقدير.. أو فعليةً، كالخالق والرازق.. فهي سبيلٌ يقرِّب العبد إلى معرفة الله..

ومن معرفة الصفات ندرك أن الله تعالى منزَّه عن أن يُوصف بأضداد هذه الصفات.. فالإعتقاد بالحياة الإلهية يعني أنه تعالى منزَّه عن الموت والفناء والعدم.

وإنّ تعدد صفاته لا يستلزم الكثرة والتركيب في الذّات الإلهية، بل تؤكّد كماله وتوحيده سبحانه.. فتعدُّد الصفات ذهناً، لا يتعارض مع مصداقها الواحد، وهو الذّات الإلهية..

ولا توصيف له سبحانه إلا بما وصف به نفسه.

وصفاته تعالى لا يُدرك كنهها، ولا تُحدّ ولا تتحد مع غيره ..فلا شبيه له ولا نظير لها .

فالله تعالى، عالمٌ بل جهل، وقادرٌ بل عجز، وغنيٌّ بلا احتياج، وعدلٌ بلا جور، وحيٌّ بلا موت، وهو خالقُ كل شيء، وليس كمثله شيء...
 
سماحة الشيخ نبيل قاووق


([1]) الآية 11 من سورة الشورى.
([2]) سورة الإخلاص.
([3]) الآية 3 من سورة الحديد.
([4]) الآية 78 من سورة الرحمن.
([5]) الآيات 20 و 106 و 109 و 148 و 259 من سورة البقرة، والآية 165 من سورة آل عمران، والآية 77 من سورة النحل، والآية 45 من سورة النور، والآية 20 من سورة العنكبوت، والآية 1 من سورة فاطر، والآية 12 من سورة الطلاق.
([6]) الآيات 22 ـ 24 من سورة الحشر.
([7]) الكافي، ج1 ص104، ومرآة العقول، ج2 ص1.
([8]) الكافي، ج1 ص107، ومرآة العقول، ج2 ص10.
([9]) الكافي، ج1 ص118، ومرآة العقول، ج2 ص49.
([10]) التوحيد للصدوق، ص125.
([11]) التوحيد للشيخ الصدوق، ص138، وبحار الأنوار، ج4 ص 85.
([12]) الكافي، ج1 ص103، ومرآة العقول، ج9 ص70، وراجع: التوحيد للصدوق، ص128.
([13]) علل الشرائع، ج1 ص132، وبحار الأنوار، ج3 ص315.
([14]) سورة الرحمن الآية 78.

2019-09-30